"شهداء ع الحيطان"...مبادرة طلابية لتوثيق حياة الشهداء
عماد فريج
بحرقة وألم، تروي الطالبة ربى حجازي، لمجموعة من زملائها في جامعة بيرزيت، حادثة استشهاد ابن خالها الشاب محمد محمود شرف (18 عامًا) من سلوان جنوبي القدس المحتلة بتاريخ 21 تموز 2017 خلال مشاركته في الفعاليات السلمية احتجاجًا على إجراءات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى المبارك آنذاك، وعلى رأسها بوابات التفتيش الإلكترونية.
وتنشط حجازي في مبادرة طلابية بعنوان "شهداء ع الحيطان"، تُعنى بتوثيق وأرشفة حياة الشهداء، من خلال تنظيم لقاءات حوارية، وطباعة صور للشهداء وتعليقها داخل الجامعة، ونشر قصص الشهداء عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وخلال فعالية حوارية نظمها القائمون على المبادرة بعنوان "عودة شهيد"، تستذكر حجازي تفاصيل حياة قريبها الشهيد، وكيف تلقت نبأ استشهاده. وتقول: "شهداؤنا ليسوا أرقامًا، الشهيد هو حياة مليئة بالقصص التي نحاول أن نبحث عنها ونوثقها وننشرها ليتعرف عليها الناس".
وتشارك الطلاب في الفعالية قصص شهداء من أقربائهم وجيرانهم وأصدقائهم، مستذكرين نضالاتهم واللحظات المفصلية في حياتهم.
ويقول الطالب إسلام محيسن، إن المبادرة تهدف إلى استذكار قصص الشهداء الذين لم تكتب قصصهم وتفاصيل حياتهم، حيث يقوم فريق بحث بجمع المعلومات عن الشهيد من عائلته وأصدقائه ومحيطه، وتوثيقها ونشرها. ويضيف: "نجحنا حتى الآن في توثيق حياة 30 شهيدًا من شهداء الحركة الأسيرة".
وتؤكد الطالبة فاطمة نصار إن مبادرتهم انطلقت من وعيهم كطلاب جامعيين بأهمية توثيق قصص الشهداء ونشرها وتعميمها، مشيرةً الى أنهم شاركوا في ورشات تدريبية على الأرشفة والكتابة. وتنوه نصار إلى أن عدد الطلاب الملتحقين بالمبادرة، يزداد يومًا بعد يوم. وتقول: "بدأنا بعدد قليل من الطلاب، والمجموعة بدأت تكبر".
وتسعى المبادرة حاليًا، للتنسيق مع مؤسسة "قامات لتوثيق النضال الفلسطيني"، والحملة الوطنية لاسترداد جثامين الشهداء، انطلاقًا من قناعتهم بضرورة التشبث بالموروث النضالي الوطني، وتوثيقه وتسجيله عبر منهجيات موضوعية وعلمية وإبداعية من شأنها عكس صورة مشرفة عن نضالات أبناء شعبنا في الوطن والشتات، وتعزيز الوعي الجمعي لدى الأجيال الناشئة حول هذه الشخصيات النضالية وحماية رواياتها الصادقة من الضياع والتلاشي.