مستعمرون يقطعون عشرات الأشجار جنوب نابلس ويهاجمون منازل في بلدة بيت فوريك    نائب سويسري: جلسة مرتقبة للبرلمان للمطالبة بوقف الحرب على الشعب الفلسطيني    الأمم المتحدة: الاحتلال منع وصول ثلثي المساعدات الإنسانية لقطاع غزة الأسبوع الماضي    الاحتلال ينذر بإخلاء مناطق في ضاحية بيروت الجنوبية    بيروت: شهداء وجرحى في غارة إسرائيلية على عمارة سكنية    الاحتلال يقتحم عددا من قرى الكفريات جنوب طولكرم    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    "فتح" تنعى المناضل محمد صبري صيدم    شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات  

شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات

الآن

عصفور طل

 

 يامن نوباني

في الطبيعة، يُعرف العصفور بأنه طير حُر، يهرب من القفص والحديد، لكنه في حالة "عاهد نصاصرة"، يأتي إلى القفص بجناحيه.

عبر كوة صغيرة في غرفة السجن يطل عصفور، متسللاً من فوق الأسوار ومن بين الأسلاك الشائكة، ليحط على راحة يد نصاصرة، بعد أن غرد له بصوت تدرب عليه كثيرا قبل السجن، وخَبِرهُ من أجوائه الريفية الصافية.

فيديو لا يُعرف تاريخه، خرج من سجون الاحتلال الاسرائيلي يُظهر الأسير عاهد نصاصرة (37 عاما) من بلدة بيت فوريك شرق نابلس، وهو يطعم العصفور الذي تسلل إلى قلبه ويديه، ويسقيه من ريقه.

يقترب العصفور بمنقاره إلى فم عاهد، يتناول رزقه الذي قدره الله له، ويعيد الكَرَّة بكل اطمئنان. في حالة رهيبة من الانسجام والسلام بين الحُرين.

في القصة ما يشبه عصفور رواية "تلك العتمة الباهرة" للطاهر بنجلون، والتي تروي حكاية 23 سجينا اتهموا بمحاولة الانقلاب الشهير" انقلاب الصخيرات" على الملك المغربي الحسن الثاني في العام   1971. فبطل الرواية عزيز بنبين، يدخل إليه عصفور من فوهة الزنزانة، فيطعمه ويسقيه، ويصبح مؤنسه.

نصاصرة والملقب بـ "التوري"، اعتقل بتاريخ 23-5-2002 وحكم عليه بالسجن 32 عاما، أمضى منها حتى اليوم 16 عاما.

أحد أقرباء عاهد قال لـ"وفا": لعاهد هواية تربية الطيور بكافة أنواعها، إضافة إلى هوايته في الكتابة. اعتقل بعد كمين للاحتلال لمجموعته في بلدة يعبد في جنين. وكان في العشرين من عمره، مهنته الأساسية في مجال البلاط "بليط".

وأضاف: نحن نعرف شخصية عاهد الشجاعة والجريئة، فمع اندلاع انتفاضة الأقصى في 28 أيلول 2000، التحق عاهد بالمقاومة الفلسطينية ليشكل خلية نضالية مع رفاقه (أبناء خالاته): عارف أبو سمرة والمحكوم 23 عام، وبشار نصاصرة والذي تحرر من الأسر مؤخرا بعد قضاء محكوميته البالغة 14 عاما. ولعاهد شقيق التحق بالثورة الفلسطينية في نهاية السبعينات، وهو اليوم مغترب خارج الوطن ويعيش في دمشق.

وذكر: والدته توفيت عام 2001، أما والده ففقده وهو في الأسر عام 2005، وترك عاهد خلفه طفل بعمر 6 أشهر، وهو حسن، ويلتقط رزقه عبر عمله توصيلات "ديلفري" على دراجته النارية. لُقب عاهد بـ"التوري" نسبه لشيء ما يخص المصارعة الحرة في زمن قديم.

وختم قريب نصاصرة: تم ملاحقة الفيديو من قبل مصلحة السجون والضغط لعدم نشره لما له من أهمية في اظهار الجانب الإنساني لقضية عادلة، حيث يقف على يده عصفور تم ترويضه على فترات حتى استساغ الوقوف على يده لتناول الطعام والماء من فمه، فبالرغم من الأسلاك الشائكة التي أحاطت بالأسير عاهد فقد عزف أجمل ألحان الحرية في الوقت الذي يدوس فيه الكثيرون خارج هذه الأسلاك أسراب النمل وهي في طريق عودتها لقريتها تحمل طعامها بتثاقل.

 

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024