تثاقف حمساوي ليبرالوي ...!!
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
لتعزيز وتأكيد ما جاء من عروض تفاوضية لتحقيق "السلام" لإمارة الانقسام الحمساوية، والتي قدمها قائد حماس في غزة يحيى السنوار في حديثه مع صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، كتب "دكتور" حماس وناطقها "الليبرالوي" أحمد يوسف مقالة بعنوان (حماس ويهود العالم: فرص اللقاء والحوار)..!!
مع "يديعوت احرونوت" قدم السنوار حقيقة حماس السياسية، الجاهزة لكل أنواع المساومات، وها هو أحمد يوسف يقدم، ولإسرائيل طبعا، حقيقتها العقائدية، التي ترى أن فلسطين كونها أرض الرسالات السماوية الثلاث، فهذا ما يجعل من فيها "أمة من الناس" (....!!) تعود أصولها إلى هذه الأرض المباركة فهناك جذور لكل هذه الملل والنحل من أبناء هذه البلاد" وهنا يجعل هذا الناطق الحمساوي الليبرالوي كل الذين استجلبوا من خلف الأطلسي، ملة من ملل فلسطين وأبناء من أبنائها..!! وعلى ما يبدو ان "دكتور" حماس بتثاقفه الليبرالوي هذا "يجادل" في هذه الفقرة، قانون القومية العنصري الاسرائيلي، ولكن بدونية التوسل المعيب، - أن يكون أهل فلسطين وأصحابها إلى جانب اليهود، ملة من تلك الملل، وجزءا من أمة الناس فيها -..!! فيما هو يجعل اليهودية قومية لا ديانة (..!!) بما يجعل أتباعها شعبا له أصول وجذور في أرض فلسطين ..!!! وهذا بالطبع مخالف لأبسط حقائق الهوية الوطنية، فالمسلم الماليزي مثلا، هو ماليزي مسلم، ولا يمكن ان يكون مسلما سعوديا، واليهودي اليماني هو يماني يهودي، واليهودي الفرنسي هو فرنسي يهودي، واليهودي الفلسطيني هو فلسطيني يهودي، وهكذا بمطلق التشخيص والتقييم، ولهذا لا يمكن للبولندي اليهودي ان يكون يهوديا فلسطينيا له أصول وجذور في ارضها، ولهذا ايضا لا يمكن لليهودية ان تكون جامعة لقومية ولهوية وطنية، انها ديانة سماوية، واتباعها من أصحاب الكتاب والرسل الذين نعترف بهم جميعا، ونؤمن بهم كوننا نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله أجمعين، ولا نفرق بينهم كما أهدانا وعلمنا كتابنا، كتاب العزيز الحكيم، القرآن الكريم.
والحقيقة أنه ما من فقرة في مقالة يوسف المطولة، تستحق نقاشا غير هذه الفقرة، التي تتستر بالبلاغة الانشائية في جملة "أرض فلسطين التي تحتضن الرسالات السماوية الثلاث" والتي فيها "أمة من الناس"..!! أما بقية المقالة فهي ليست غير فذلكة استعراضية، وغاية المقالة برمتها هي تأكيد مسعى حماس التفاوضي، ودائما كبديل عن منظمة التحرير، وبالتصالح هذه المرة على هذا النحو أو ذاك مع قانون قومية الدولة العنصري الاسرائيلي، وعنوان مقالة أحمد يوسف يشي بذلك وهو يتوسل فرص اللقاء والحوار...!!! ويبقى الأمر العجب، ان حماس تنظّر بمثل هذا التثاقف الليبرالوي الحميم لفرص اللقاء والحوار مع إسرائيل، فيما تواصل الإجهاز على فرص اللقاء مع فلسطين، في طريق المصالح الوطنية، وقد اثخنتها جراحا بعراقيل الاكاذيب والافتراءات..!! ويا لها من حركة "مقاومة" لغة حنو ودعوات تصالح وحتى في إطار عقائدي مع اسرائيل، ولغة كراهية وعداوة مع الوطنية الفلسطينية...! وحقًّا عِش رجبا تر وتسمع العجبا ..!!!