أزمة سير بيرزيت.. حلول بانتظار التنفيذ
إيهاب الريماوي
300 متر فقط، هي المسافة الواصلة بين مفرق جامعة بيرزيت ومدخل قرية أبو قش شمال رام الله، ورغم قصر المسافة، قد تحتاج لأكثر من نصف ساعة لعبورها بالمركبة.
أزمة لم يكن الاحتلال، وككل مرة، بعيدا عن مسبباتها، وذلك بإغلاقه لشارع "الجلزون"، الغارق بالأزمة، الى جانب أسباب أخرى عديدة تتعلق بالازدياد الكبير في عدد طلاب جامعة بيرزيت، وكثرة تملك السيارات الخاصة، وغيرها من الأسباب.
وضعت هذه الأزمة المرورية عدة أطراف على طاولة الحوار من أجل ابتكار حلول ولو مؤقتة.. عدة أفكار تداولتها الاجتماعات المستمرة بين إدارة جامعة بيرزيت ووزارة النقل والمواصلات.
"نقل طلبة القدس مباشرة من منطقة باب العامود إلى الجامعة دون النزول في رام الله إحدى الحلول المقترحة، والتي لاقت مصادقة كافة الأطراف ذات العلاقة" يقول نائب رئيس الجامعة للتخطيط والتطوير زياد الميمي، حيث من المنتظر البدء في تنفيذ هذا الحل خلال الفترة القليلة القادمة، خاصة أن طلبة القدس يشكلون 30% من طلبة الجامعة.
يعترف الميمي بأن زيادة عدد طلبة الجامعة في آخر ثلاث سنوات كان سبباً رئيسياً للأزمة، حيث قبلت الجامعة خلال هذه المدة 4 آلاف طالب ليصبح العدد الإجمالي 14 ألف طالب بعد أن كان في عام 2015، 11 ألف و600 طالب، إضافة إلى أن هناك كثرة في أعداد الطلبة الذين تكون محاضراتهم عند الساعة الثامنة صباحاً، حيث أن الأزمة تكون في هذا الوقت في ذروتها، غير أن أحد الحلول، حسب رأيه، هو إعادة النظر في جدول المحاضرات.
يتفق الناطق باسم وزارة النقل والمواصلات محمد حمدان، على أن الارتفاع الكبير في عدد طلبة بيرزيت هو أحد أسباب الأزمة، غير أن اعتماد النقل الجماعي بواسطة الحافلات يشكل حلاً مثالياً للأزمة المرورية، خاصة في ظل الضعف في وسائل النقل العمومي حسب قوله.
ويشير حمدان إلى أن الارتفاع الكبير في السيارات يشكل سبباً رئيساً لكل أزمات السير في البلد، لافتا أن العام الماضي شهد تسجيل 32 ألف و500 مركبة لدى وازرة المواصلات، وأن هذا الرقم الكبير يسجل لأول مرة، وكان في الأعوام الماضي يسجل سنوياً ما بين 16 ألف إلى 20 ألف مركبة.
رئيس بلدية بيرزيت المنتخب حديثاً إبراهيم سعد، اقترح من جانبه وضع إشارات ضوئية على مفرق الجامعة، وأن هذا الاقتراح بات قيد الدراسة لدى لجنة المرور والمجلس الأعلى للمرور.
خلال الجلسة القادمة لمجلس بلدية بيرزيت سيصادق سعد على توسيع وسفلتة طريق ترابية طولها نحو 100 متر، والتي ستتصل بالشارع الذي بدأ فعلياً العمل على توسعته ويقع بجانب ضاحية الغدير أسفل ما يعرف بمستشفى "البرس".
يأمل سعد بأن تكون هذه الطريق "التنفيسة" للأزمة منجزة نهاية الشهر الجاري، حيث سيتم حينها توجيه المركبات نحوها.
ويذهب رئيس بلدية بيرزيت نحو الغرب كحل للأزمة، حيث أن هناك مقترح لفتح طريق انطلاقاً من أول قرية أبو شخيدم وصولاً إلى ضاحية الريحان، حيث أن هناك عطاء موجودا لهذا المشروع على طاولة بلدية سردا- أبو قش.
نهاية طريق "التنفيسة" تصل إلى شارع مسلفت بطول 1500 متر وصولاً إلى ضاحية الغدير، هذا الشارع لا يزيد عرضه عن 2 متر وغير مؤهل لاستيعاب جزءاً كبيراً من الأزمة، لكن رئيس بلدية سردا- أبو قش نذير شلعوط، يؤكد أنه سيتم توسعة الشارع وتزفيته، حيث أن هذا الشارع سيخفف 40% من الأزمة حسب قوله.
أسباب الأزمة كثيرة، إحداها وفق شلعوط، هو خروج المركبات من الشارع الذي يقع بجانب محكمة بيرزيت والنزول نحو الشارع الرئيسي المتخم بالأزمة، لكن الشارع الجديد الموعود سينهي ذلك وسيخلق حلاً فريداً للأزمة.