"باي باي" هيلي
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
سواء استقالت "هيلي" سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، أو أقيلت وهذا هو الأرجح، فإن بيت الشرعية الدولية، تخلص أخيرا من أقبح الأصوات العنصرية وأكثرها تعاليا وغطرسة، وكما يقال لم تترك "هيلي" للصلح مطرحا مع أحد، خاصة عندما هددت 193 دولة في الجمعية العامة للامم المتحدة، إذا ما صوتت ضد قرار رئيسها ترامب بشأن القدس التي اعتبرها عاصمة لاسرائيل خلافا لكل قرارات الشرعية الدولية، فجاء التصويت لصالح القدس، وضد قرار ترامب بالأغلبية الساحقة، وفي مجلس الأمن اتهمت هيلي الدول الأربع عشرة في المجلس انها وجهت إهانة للولايات المتحدة مهددة إياها بعدم نسيان هذه الاهانة، لأنها صوتت لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به مصر لصالح القدس.
لم تكن "هيلي" في الواقع، غير عامل توتر في الأمم المتحدة، بل وداعية تحريض على مزيد من العنف والعدوان، خاصة كلما تعلق الأمر في دفاعها المحموم عن اسرائيل التي يقنص جيشها، الأطفال على حدود غزة..!!
ولا نشك ان بيت الشرعية الدولية الآن يعيش اجواء مريحة، مثلما لا نشك ان هيلي ذاهبة على اقل تقدير الى النسيان الموجع بنوم القلق المتقطع، ولا نشك ان هذه هي بعض لعنات فلسطين لكل من يعاديها.
يبقى ان نشير إلى ان احتمال ان هيلي اقيلت، هو الأقرب والأصوب، من انها قدمت حقا استقالتها بقرارها لأنها "ترغب باستراحة"..!! وثمة اوساط سياسية دولية تتحدث: ان دولا ذات وزن لافت في المجتمع الدولي، نصحت الولايات المتحدة باخراج هيلي من الامم المتحدة، وثمة انباء أخرى، تتحدث عن فساد مالي واداري لهيلي وخلافات لها مع وزارة الخارجية يكمن وراء اقالتها..!! وايا كان الأمر فإن هيلي اليوم باتت خارج التاريخ وهو الذي يقول لها الآن "باي باي" هيلي.