شهيد و3 جرحى في قصف الاحتلال وسط بيروت    أبو ردينة: نحمل الإدارة الأميركية مسؤولية مجازر غزة وبيت لاهيا    ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 43,846 والإصابات إلى 103,740 منذ بدء العدوان    الاحتلال يحكم بالسجن وغرامة مالية بحق الزميلة رشا حرز الله    اللجنة الاستشارية للأونروا تبدأ أعمالها غدا وسط تحذيرات دولية من مخاطر تشريعات الاحتلال    الاحتلال ينذر بإخلاء 15 بلدة في جنوب لبنان    شهداء ومصابون في قصف الاحتلال منزلين في مخيمي البريج والنصيرات    مجزرة جديدة: عشرات الشهداء والجرحى في قصف للاحتلال على مشروع بيت لاهيا    3 شهداء بينهم لاعب رياضي في قصف الاحتلال حي الشجاعية وشمال القطاع    شهداء ومصابون في قصف للاحتلال على حي الصبرة جنوب مدينة غزة    لازريني: مجاعة محتملة شمال غزة وإسرائيل تستخدم الجوع كسلاح    شهيدان جراء قصف الاحتلال موقعا في قرية الشهداء جنوب جنين    الاحتلال يواصل عدوانه على بلدة قباطية جنوب جنين    شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف منازل ومرافق في النصيرات وخان يونس    إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا  

إسرائيل تبلغ الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع الأونروا

الآن

الحُب والغزل في موسم الزيتون

يامن نوباني

يشكل موسم الزيتون في فلسطين، إرثا زراعيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا عظيما، إلى جانب ذلك، أفرد الشعراء والمغنون الشعبيون مساحات كبيرة للتغني بموسم الزيتون، وللحُب والغزل بين الصبايا والشبان في أيامه.

طلعت ع الزيتونة تقطف ثمرتها  شلحت المنديل وبينت غرتها

والله هالحلوة لآجي حارتها  وأخطبها من أبوها أسرع ما يكونا

لحبك يا روحي لآجي وأساعد  واقطف ثمر وأعصر زيتونا

والبلد نزلت للعونة بدري  وإم جديلة أولهم تجري

وعن تمايل المرأة بجرة الزيت:

حملت الجرة والزيت يسيلي  الخصر رقيق والخد أسيلي

بدي يا حبي منك وسيلي   أصيلك فيها وانسى الهموما

حملت الجرة من البد طلعت  مية زلال من الأرض نبعت

قلت لها حبي العيون هجعت   بدي أزورك انتي المزيونة

لَمّ كتاب (المأثور القولي في بلدة عزون في موسمي الحصاد والزيتون) الصادر عام 2013، للباحث نمر عدوان من عزون في محافظة قلقيلية، شمل بيت الشعر والعتابا والزغرودة والمهاهاة والقصة والنظرة والتأمل حول موسم الزيتون، وأغنى الذاكرة الفلسطينية بالعادات والتقاليد التي رافقت موسم جني ثمار الزيتون وما قيل في كل مناسبة وموضع، أبرزها الحُب في موسم الزيتون.

حملت مجدادة تتجد فيها  الصحة مليحة والرب معافيها

قلتلها صبية الشباب بكفيها  قالت مناي ألقى المحبوبا

يقول عدوان عبر شخصيات كبيرة في العمر التقاها أثناء اعداده الكتاب: يمر الزيتون في مراحل عدة، حتى يصل إلى البيت زيتا نقيا عذب المذاق، طيب الطعام، فبداية يكون جني الزيتون عن الشجر، بكل الوسائل المتاحة من مجاديد وعبيات وعواريط، وما يلزم من أدوات وأوان، كالقرطل والسلة والجونة والكيس. أما الزيت فكان ينقل في جرار، ويخزن في آبار خاصة للزيت، إضافة إلى الجرار والأباريق المصنوعة من الفخار.

تستعمل القراطل لجمع الزيتون والأكياس لنقله على ظهور الدواب، وتستعمل الخلال لإغلاق الأكياس، وهي من نفس الزيتون:

حمل قرطلو ونزل ع الساحة  حبيب القلب بو عيون ذباحة

وجهه كالبدر وكله سماحة          نيال اللي يلقط عنده زيتونا

يا اللي عبيتي الزيتون بالكيسي  وقرطي بابه بخلال السريسي

الله ييسرلك هالسنة بعريسي        يلتم شملكم وتقر العيونا

وفي تحدي الصبايا للشبان، وقدرتهن على الصعود على السلالم والأغصان قال الشعر:

حملت السلم و ع الزيتون حطت            ومثل المها قدامي نطت

وعصبتها من حظي ع الارض سقطت  وشفت الجدايل لأسمر اللونا

سلم علي وبعينه غمزني  سلم دارهم من السطح يدني

هذا زيتونهم على السطح منشور  وولفي من شاني طلع يجري

يتفق الناس على وقت الجداد، وكانت العادة أن ينادي المؤذن من على سطح المسجد، ويحدد الجهة التي يسمح فيها الجداد:

والخطيب ع الجامع في الليل ينادي  بكره من الصبح جدو الزيتونا

بكره الجدادي في الوجه الغربي  وانتِ يا حبي عن العين تخبي

تحت الزيتونة اقعدي بحدي        نشبع نظرنا ونشكي الهموم

أثناء جداد الزيتون، ونتيجة ضربه بالعصي، يتبعثر بالحب، فما يسقط تحت الشجرة، يسمى مسطاح، وما يكون أبعد قليلا يسمى داير، والأكثر بعدا يسمى تباذير.

شمرت ايديها تلم التباعيري  بانت الأسوارة والذهب ما هو عيري

والله لسافر واركب بعيري  واقصد عتابا وأغني دلعونا

يلي بتلمي الزيتون ع الداير  منتك كريمة شو اللي صاير

خليل حبة، هذا الزمن جاير  حتى البعارة يسترزقونا

ضحكت شوية وبكيت كثير  خصمي ع المسطاح وحبي ع التباذير

وان ما صارت قسمة وتزوجنا  هذا حكم الله والتقادير

التقاليد أقوى من الحب، والعادات تحكم الناس، فالفتاة تخاف من التحدث مع حبيبها، وتخشى أن يراها الناس:

شفت البنية تحت الزيتون تجولي  الصدر ناهد والشعر مجدولي

شفت البنية بيدها قرطلي  غزال مقبل، ما أحلى هالطلي

كان الفلاح يعتمد على الابار في الحقول، وخاصة في موسم الزيتون، وغالبا ما كانت النسوة يجلبن الماء للجدادين، في جرار فخارية على رؤوسهن، وكثيرا ما كانت المرأة تتعثر فتنكسر الجرة:

وردت ع البير تملي جرتها  والجداده بالعطش بستنوا رجعتها

كسرت الجرة وشربت حسرتها  وعادت تزقف مثل المجنونا

أما عصر الزيتون فيكون برضخه بالحجارة حتى يصير كالعجين، ثم يعصر بالأيدي، وينقع بالماء الساخن، حيث يطفو الزيت فوق الماء، فيقشط ويوضع في أوان، وهذا يسمى زيت الطفاح، ويكون بكمية قليلة. أما الكمية الأكثر فتكون عبر البد، حيث يدرس الزيتون بواسطة حجر دائري تديره دابة، ثم يعصر بواسطة خشبة كبيرة غليظة ثقيلة، فيسيل الزيت من الدريس: يتحايل الشاب على الفتاة ليحادثها، متذرعا بطلب زيت الطفاح منها وبذلك يكحل عيونه من رؤيتها، وفي هذا يقول الشاعر الشعبي:

والزيت يطفح ع المي السخنة   بالايد تقوشه، تتملي الجفنة

قلت الها: ابنية اعطيني حفنة  أذوق العسل وأكحل العيونا

شفت البنية للدريس تعصر   والزيت من ايديها والله بقطر

هاتي قدحية تمنا نفطر    الزيت مصفى والقلب حنونا

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024