مسير شاق الى شجرة الزيتون
شادي جرارعة
يبدأ المواطنون بالتوجه الى البوابات الحديدية الثلاث التي وضعها الاحتلال الإسرائيلي على السياج الفاصل بين مستوطنة 'ارائيل' ومدينة سلفيت في ساعات الفجر الأولى لضمان الوصول قبل الموعد المحدد لفتح البوابات فهي تفتح في ثلاثة مواعيد يومية في موسم قطف الزيتون.
عند السادسة صباحا وقف المزارعون عند البوابة بانتظار السماح لهم بالدخول الى أراضيهم، طال الوقت واستغرق حوالي نصف ساعة.
اغلق جنود الاحتلال عقب ذلك إحدى البوابات من أجل زيادة المشقة على المزارعين بحجة أن شابين قفزا من فوق السياج أول أمس لجني نبات الميرمية، مما جعل المزارعين يمشون ما يقارب 2 كم إضافية للوصول الى زيتونهم لجني ثماره، ومشقة اخرى مثلها عند عودتهم للبوابة للخروج منها.
الطريق في جزء صغير معبدة قرب المستوطنة، ومن ثم أرض صخرية وعرة حتى وصلنا للحقول.
بعد ساعة ونصف من المشي وصل المزارع اياد دحنوس هو وزوجته وصديق له، جاء ليساعده في قطف ثمار الزيتون، جلسوا تحت إحدى الأشجار والغضب باد على وجوههم بعد أن نال التعب منهم من طول المسافة البعيدة التي قطعوها صباحا بسبب مزاجية جنود الاحتلال.
اياد دحنوس مزارع يملك 35 دونم قريبة من مستوطنة 'ارائيل'، يقول: "الطرق التي نسلكها مع إغلاق البوابات وعرة جدا فأرضنا لا تبعد سوا عدة أمتار عن البوابة التي تم إغلاقها، أجبرنا الجنود على العبور من البوابة الثالثة، التي تبعد عن أرضي ما يقارب 2 كم".
ويضيف دحنوس: "هذه الاعمال من أجل إجبارنا على ترك أرضنا، لتصبح من أراضي المستوطنة لبناء وحدات سكنية جديدة فيها للمستوطنين".
هذا المسير الشاق والطويل الى حقول الزيتون، تسلكه مئات العائلات التي تسير في ذات الطريق يوميا، حاملين زوادتهم وسلالم لقطف الزيتون.
ويقول المزارع أبو ايمن وهو يجني ثمار الزيتون، "مشينا ما يقارب الأربعة كم حتى وصلنا للأرض، فالغاية من هذه الأمور هي ترك الأرض والاستغناء عنها ليستولوا عليها هم، هذه الأمور يقومون بها كل عام. يحاربوننا في لقمة عيشنا وأرضنا".
مع بداية شهر أكتوبر من كل عام، ينطلق المزارعين الى أراضيهم لجني ثمار الزيتون، ويستمر القطف في بعض الأحيان لشهر ديسمبر.
أُقيمت مستوطنة 'ارائيل' على 1977، على ما يقارب 500 دونم امتدت على أراضي بلدات سلفيت وسكاكا، وحارس، ومردة.
الان تضاعفت مساحة المستوطنة عدة مرات، وأصبح عدد سكانها حسب احصائيات إسرائيلية حديثة الأخيرة لعام 2017 ما يقارب 19 ألف مستوطن.
بلغت مساحة مدينة سلفيت بعد انضمام أراضي خربة قيس لها ما يقارب 26الف دونم والتي تشكل 11% من مساحة محافظة سلفيت البالغة 204كم2.
وتعتبر محافظة سلفيت من أكثر محافظات الضفة الغربية التي صادر الاستيطان وجدار الفصل العنصري أراضيها حيث بلغ عدد المستوطنات المحيطة بالمحافظة سبعة عشر مستوطنة أكبرها مستوطنة 'ارائيل'.
وتبلغ مساحة مسطح بناء المستوطنات في محافظة سلفيت حتى العام 2014 حوالي (7931 دونمًا)؛ وبلغت مساحة المستوطنات داخل السياج الذي يحيط بكل مستوطنة في محافظة سلفيت حوالي (14726 دونمًا) فيما بلغت مساحة مناطق النفوذ للمستوطنات في محافظة سلفيت حوالي 39178 دونمًا) حسب مركز المعلومات لشؤون الجدار والاستيطان في هيئة مقاومة الجدار والاستيطان لعام 2015.
أما المساحة التنظيمية لمجموع قرى محافظة سلفيت فهي 11.159 دونماً؛ أي أن مجموع القرى في محافظة سلفيت أقل من المستوطنات بالمساحة التنظيمية، (حسب الجهاز المركزي للإحصاء).
وبلغ عدد المستوطنين في مستوطنات محافظة سلفيت حتى العام 2012 حوالي 43284 مستوطن حسب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان.