الرفاعي: قرار القيادة تحمل تكاليف ازالة الأنقاض في مخيم اليرموك أغلق باب الهجرة الثانية
*تسهيلات العودة الى سوريا ممنوحة رسميا للاجئين الفلسطينيين كما المواطنين السوريين
*سوريا عمق استراتيجي لفلسطين و"فتح" التنظيم الأول فيها وجذروها التاريخية هناك عميقة
رام الله- أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح د. سمير الرفاعي عودة آمال اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك في دمشق بالعودة الى مساكنهم بعد قرار الرئيس محمود عباس والقيادة بتحمل تكاليف إزالة الركام من شوارع المخيم وازقته، وكشف عن توافق فلسطيني سوري رسمي حول اعتبار المخيمات الفلسطينية في سوريا محطات للعودة الى الوطن الأم فلسطين، وضرورة اعادة بناء مخيم اليرموك وعودة اللاجئين الفلسطينيين اليه.
وقال الرفاعي في حديث مع اذاعة موطني: "أيد الأخوة السوريون قرار القيادة الفلسطينية بتحمل تكاليف ازالة الركام وتقبلوه، ووعدوا بإعادة تأهيل البنية التحتية للمخيم والخدمات الرئيسة كالماء والكهرباء والمدارس والصرف الصحي"، مضيفًا: "بدأت الدراسات لإعادة بناء البنية التحتية في المخيم من قبل الجهات والمؤسسات السورية المختصة".
استعادة المخيم للحياة واعادة الأمل لسكانه
ووصف الرفاعي قرار الرئيس وقيادة منظمة التحرير بتحمل تكاليف إزالة الأنقاض في مخيم اليرموك بالحكيم، وقال: "أعاد القرار وتنفيذه على الفور الأمل للفلسطينيين سكان المخيم واعادة المخيم الى الحياة الطبيعية من تحت الركام، بعد الأحداث والقتال المدمر في المخيم ورحيل الجماعات المسلحة التي كانت تحتله".
إغلاق باب الهجرة
وشدد الرفاعي على أن عودة اللاجئين الفلسطينيين الى مخيم اليرموك باتت ممكنة بعد قرار القيادة والبدء بتنفيذه على الأرض وقال: "لقد اعاد القرار الأمل لسكانه الفلسطينيين، وباتت العودة اليه حقيقة واقعة، ما يعني اغلاق اللاجئين لباب التفكير بالهجرة".
اتضاح الرؤية
ولفت الرفاعي وضوح الرؤية والتقييم، بعد ازالة الأنقاض من الشوارع، وتبدلت المفاهيم حول مصير المخيم الى ايجابية، حيث يمكننا القول الآن بامكانية اصلاح الكثير من شوارع وابنية المخيم، وامكانية عودة سكانه االفلسطينيين الى بيوتهم.
ونوه الى احتياج النسبة الأكبر من البيوت المصابة الى تدعيم وترميم واخرى الى اصلاح قبل السكن، فيما نسبة اخرى تحتاج الى اعادة اعماربالكامل.
ولفت الرفاعي الى ذهاب البعض لللاعتقاد بأن مخيم اليرموك قد انتهى، واستدرك: "لكن ما جرى في المخيم منذ 15 أيلول الماضي أعاد المخيم للظهور، وأعاد الحسابات حول مخيم اليرموك في لحظة اعتقد الكثيرون ان المخيم قد انتهى ولم يعد صالحا للسكن".
المسؤولون السوريون ايدوا القرار ووعدوا
وكشف الرفاعي عن تأييد المسؤولين في سوريا لقرار القيادة وتقبلهم الفكرة، ووعدوا بتقديم تسهيلات للفلسطينيين الذين هاجروا من سوريا ويريدون العودة اليها، كما وعدوا بتأهيل البنية التحتية للمخيم والخدمات الرئيسة كالماء والكهرباء والمدارس والصرف الصحي.
وفد فلسطيني برئاسة الأحمد
واشار في سياق حديثه، الى العاشر من آب الماضي حيث التقى وفد فلسطيني برئاسة عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد وعضوية عضوي اللجنة التنفيذية للمنظمة د. واصل ابو يوسف واحمد ابو هولي, وسفير فلسطين في سوريا، مع مسؤولين سوريين، حيث تم طرح موضوع المخيمات في سوريا، وتحديدا مخيم اليرموك، الى جانب القضايا السياسية عموما.
وقال الرفاعي: "إن الحكومة السورية ابلغت الوفد الفلسطيني الذي كان برئاسة الأحمد بقرارها تسهيل عودة اللاجئين الفلسطينيين الى سوريا ومعاملتهم كالمواطنين السوريين، وتجاوزها لقضية خروج المهجرين عبر سبل طرق لانظامية من سوريا، وقرراها السماح لهم بالعودة للجميع الفلسطينيين والسوريين سواء. وطلبت السلطات السورية من الراغبين بالعودة مراجعة اقرب سفارة او قنصلية سورية لبدء عملية عودتهم الى البلاد، موضحا ان حوالي 200 الف فلسطيني هاجروا من المخيمات في سوريا الى اوروبا ودول الجوار.
احترام سوري رسمي وشعبي للرئيس
وشدد الرفاعي على أهمية الموقف الفلسطيني المتوازن الذي اتخذه الرئيس وقيادة منظمة التحرير القاضي بالحفاظ على وحدة سوريا الدولة ارضا وشعبا، وضد الحل العسكري، وقال: "لقي هذا الموقف احتراما وتقديرا عاليا للرئيس ابو مازن خصوصا، ولسياسة القيادة عموما لدى الأوساط السورية وعلى أعلى المستويات الرسمية وقوبل بارتياح شعبي واسع ايضا.
سوريا عمق استراتيجي لفلسطين
وطول طبيعة العلاقة التاريخية والمستقلبية بين حركة فتح وسوريا قال الرفاعي: "سوريا بالنسبة لنا ظهير، وقلعة ثابتة في محيط فلسطين، فسوريا لم توقع حتى الآن، وهذا يهمنا جدا نحن شعب فلسطيني وقيادة منظمة التحرير"، مؤكدا التعاون بين القيادة الفلسطينية والحكومة السورية بشأن المخيمات.
وأضاف: "نحن في حركة فتح وكذلك منظمة التحرير ننظر الى سوريا وكل الدول العربية كعمق استراتيجي لفلسطين، وما جرى في سوريا آلمنا".
المواقف المتوازنة للحركة
وشدد الرفاعي على أن مواقف الرئيس وحركة فتح وقيادة المنظمة الواضحة والمتوازنة أعادت العلاقة مع الشارع السوري والفلسطيني الى وضعها الطبيعي، حيث يحظى الفلسطيني في سوريا بالاحترام ويمارس حياته على الأرض بصورة طبيعية، ولا تمييز بينه وبين المواطن السوري، وهذه خصوصية تمتع بها الفلسطيني في سوريا.
اعضاء في حماس قاتلوا الجيش السوري
ورأى الرفاعي أن الأمور في بداية الأحداث في سوريا حين اختلطت عن الإخوة في سوريا، نتيجة موقف حماس، عندما حمل بعض اعضائها السلاح وقاتلوا ضد الجيش السوري في مخيم اليرموك، وقال: "لقد انعكست آثار هذا القتال سلبا على الفلسطينيين بشكل عام، ما دفع البعض في سوريا للاعتقاد ان الفلسطينيين يقاتلون الى جانب المسلحين الذين احتلوا اجزاء من سوريا.
جذور عميقة لفتح في سوريا
وحول مكانة فتح في سوريا وطبيعة علاقتها على الصعيدين الرسمي والشعبي قال الرفاعي: "نظرا لامتداداتها التاريخية وجذورها العميقة بين جماهيرنا واهلنا وشعبنا في سوريا، نحن الآن موجودون فوق الأرض بما يليق بحركة فتح".
واضاف: "لقد عادت حركة فتح لتمارس نشاطها بعد انقطاع دام حوالي ثلاثين عاما، حيث تم افتتاح مكاتب للحركة في كل المخيمات دون استثناء، ومكاتب في أحياء دمشق، ونمارس نشاطنا الجماهيري التنظيمي كبقية الفصائل، لكن حركة فتح تبقى التنظيم الأول".
ملف ممتلكات فتح لدى القضاء
وفي جوابه على سؤال حول مصير ممتلكات حركة فتح في سوريا قال الرفاعي: "لقد تركت السلطات السورية ملف ممتلكات حركة فتح في يد القضاء السوري"، مضيفًا: "اعادوا لنا مبنى التعبئة والتنظيم الذي تم تحويله الى مبنى سفارة دولة فلسطين، ومكتب جمعية الصداقة الفلسطينية السوفيتية سابقا، وهو الآن مقر اقليم فتح في سوريا، أما باقي الأملاك فالأمر الآن عند القضاء السوري، حيث تأخذ القضايا مجراها".
المنشقون زوّروا مستندات ملكية
ولفت الى مجموعة من العقارات سيكون استرجاعها قاب قوسين او ادنى، كان المنشقون زوروا اوراقا ملكية حركة فتح الأصلية، وأعرب عن اعتقاده بقرب موعد فصل القضاء والحكم في هذه القضية، مشيرا الى عدم تدخل الحكومة السورية في عمل القضاء بهذه القضايا.
وأعرب الرفاعي عن شعوره بتدخل ايجابي من الحكومة السورية، خاصة بعد عمليات تزوير ملكية عقارات تابعة اصلا للحركة، وتحويلها الى ملكيات شخصية للمنشقين، لافتا الى ضجيج المنشقين بسبب قضايا اثيرت ضدهم، طالت بعضهم بالاسم.