رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 07.10.2018 – 13.10.2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(68)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار والتي تمحورت بشكل أساسي حول الدعوة إلى التضييق على الفلسطينيّين عقب العمليات الفدائية، وكذلك التحريض على السلطة الوطنية بشكل خاص واتهامها أنها المسبب الأول للإرهاب لأنّها تربي أبناءها بحسب رأيهم على التحريض والكراهيّة والقتل.
فقد نشرت صحيفة "معاريف" مقالا للصحفيّ "نداف هعتيسني" بعنوان "السلطة الفلسطينيّة ضدّ التعايش" يتهم بها السلطة أنها المسبّب للإرهاب في الضفة، وقد كتب: "المزايا من ناحية العرب فلا تحصى، فهم لا يحتاجون الى تصاريح دخول الى داخل الخط الأخضر والكثيرون منهم يسكنون تماما في الجوار، لا حاجة للنهوض مبكرا في منتصف الليل والسير الى أماكن بعيدة، مثل هذه الوفرة للرزق في محافظات السلطة الفلسطينية الفاسدة والفاشلة هي حلم صيف، آلاف العائلات العربية تعيش بكرامة فقط بسبب المصانع الصهيونية العاملة هنا".
وتابع: "كيان يربي أطفال الروضة والمدارس الفلسطينيين على أننا أنسال القردة والخنازير وليس لنا حق في العيش في برقان وفي تل أبيب، فان الارهاب سيستمر وسيتعاظم، سيستمر وسيضرب، والساحة السياسية والأمنية الإسرائيلية تفهم بأنه ينبغي إعطاء العرب حوافز للعيش معنا وعدم انتهاج عقوبات جماعية غبية. ولكن لسبب ما، تواصل السلطة الفلسطينية تنمية التحريض الذي يشعل نارا دائمة للإرهاب ضد مجرد وجودنا.
دون الحاجة لتحليل المقال، بمجرد النظر إلى هذه الجمل تصل الفكرة كاملة وهي تحميل السلطة الوطنية المسؤوليّة المباشرة عن كل العمليات وكل ما يدّعون أنه "إرهاب" بالضفة الغربيّة ضد المستوطنين والاحتلال.
ونشرت "هموديع" مقالا بعنوان ثمن التحريض، جاء فيه: "مرة أخرى علمنا بعمليّة دمويّة، مرة أخرى تذهب عائلتان إضافيّتان خلف توابيت أبنائها الذين أُخذوا لراحتهم بعد أن أنهى مخرب وحشيّ حياتهم، فالإرهاب يغذّي نفسه ووجوده، بتحريضٍ وحشيّ ومستمر الذي ينبعث من أولئك الذين من المفترض أن يكونوا قيادات الشعب الفلسطينيّ، المؤسّس الفلسطينيّ لم يتوقّف عن التحريض، لم يتردد من إعداد المخرّبين، دفع المعاشات لأبناء عائلاتهم، تحويلهم ل «مثل أعلى» للتقليد والنشر، ولهذا يوجد ثمن، بشخصيّة هؤلاء القتلة مثل القاتل الأخير الذي لم يلقَ القبض عليه حتى الآن، الذين من المتوقع أن يصبحوا شخصيّات اعتباريّة أمام أقاربهم وببيئتهم، لذلك يجب فعل ما يمكن فعله، وإجراء الخطوات المطلوبة، يجب اقتلاع محفل التحريض هذا. هذا المطلب يجب ان يكون شرطًا واضحًا وحازمًا. قبل أي نقاش آخر بكل موضوع".
تحليل المقال: يحرّض المقال بصورة واضحة ضد القيادات الفلسطينيّة، السلطة، الوزارات، المناهج، والإعلام. إذ يعتبر المقال ان كل هذه الأطراف هي المسبب المباشر والأساسي بتحويل الشباب لآلة لقتل اليهود وبذل أرواحهم في سبيل المسّ باليهود لأنهم يحرضونهم ويربّوهم على الكراهية والقتل وسفك الدماء.
أما صحيفة "يسرائيل هيوم"، فقد نشرت مقالا بعنوان: "صمت أمام تساقط قطرات الدم المستمر" جاء فيه: "مرة كل أسبوعين، تقريبا بحسب الإحصائيات المثيرة للقلق والخوف، تؤخذ حياة الناس بعملية قتل مريبة، يقوم عرب الأرض على جنبهم اليسار ويقتلون، ويذبحون كل يهودي يقابلونه في طريقهم ضحية ، آخرهم كانوا الأهل صغار السن، كيم لفينغروند – يحزكيل وزيف حجبي في بركان. قتل قبلهم آري فولد في "جوش عتسيون"، قتل قتل قتل... ماذا نسمع من قبل حكومة إسرائيل؟ لا شيء، لا يدّفعون الإرهاب ثمنا، لا عقاب لأبو مازن على التحريض، لا سحب لهويات مرموقة، لا وقف للأموال. لا شيء، تجاهل ممنوع للموت ، الوحيد الذي تقدم بخطوات عقب العملية الأخيرة هو وزير الاقتصاد، الي كوهن (حزب كلّنا)، والذي أعلن عن توسيع المنطقة الصناعية في بركان، أما ما تبقى من رئيس الحكومة ومكتبه، يشمل وزير الأمن ووزراء من البيت اليهودي، فقط يتكلّمون.
تحليل المقال: يقدّم الصحفي مقالا لا صلة له في الواقع، فيصوّر الإسرائيلي بدور الضحية المسكينة التي تعاني وتتعذّب على يد الفلسطيني المتوحش والمتعطش لدماء اليهود، ويوجّه صرخة اعتراض واحتجاج للحكومة كثيرة الأحاديث وقليلة الأفعال، فهو يحتج لعدم معاقبة الرئيس الفلسطيني على «التحريض» او خصم أموال، او سحب هويات مرموقة، ولا يأبه للضحايا مستمرة التساقط في الجانب الفلسطيني بشكل يومي على يد الجنود او المستوطنين، انما يتّهم الفلسطينيين بالتوحش والقتل.
وفي رصد السوشال ميديا، غردت وزيرة القضاء ايليت شاكيد على حسابها في التويتر: "اليوم، قُتل إسرائيليان كيم يحزكيل وزيف حجبي، بدم بارد، في عملية بشعة جدًا.. التحريض الذي يقوم به أبو مازن والسلطة وهو يتغلغل إلى كل مكان ويُشجع على القتل والإرهاب، عليه لا فائدة من إجراء مفاوضات مع مشجعي الإرهاب.
أما وزير جيش الاحتلال افيجدور ليبرمان، فقد غرد قائلا: "انوي يوم الأحد طرح مخطط لزيادة 31 وحدة سكنية في حي "حزكياهو" في الخليل على الحكومة، والمخطط الذي تم المصادقة عليه في لجان التخطيط والبناء يشمل بالإضافة إلى البيوت الجديدة، حدائق للأطفال وحدائق عامة، مستمرون في دعم الاستيطان في يهودا والسامرة فعليًا وليس فقط من خلال التصريحات".
وفي رصد التلفاز، قامت القناة 20 كعادتها بالتحريض، حيث نشرت القناة تقريرًا تحرّض به على وزارة التربية والتعليم الفلسطينيّة، والتقرير حول بحث قام به ارنون غرويس، بفحص 45 كتابًا جديدًا تدرس في العامين الأخيرين في مدارس فلسطينية، ليتهم في خلاصة بحثه السلطة الوطنية بأنها تربّي الجيل القادم على الإرهاب والقتل وكراهية إسرائيل وتنفيذ العمليّات الإرهابيّة، ونشر مضامين مناهضة لإسرائيل، مستدلا على ذلك باقتباسات من كتب دراسيّة تحدثت عنها أنها تربية على الكراهيّة تزرعها السلطة الفلسطينيّة في كلّ المناهج الدراسيّة لطلّابها.