فلسطين القوة الأخلاقية
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
على هامش الأعمال السنوية للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الأخيرة، اختارت مجموعة 77 زائد الصين، في اجتماع لها وبانتخاب حر رئيس دولة فلسطين الرئيس أبو مازن، لتولي الرئاسة الدورية لمجموعتها الناهضة والساعية لتنمية مصالحها الاقتصادية في اطار تعاونها المشترك كمجموعة دولية، وهي التي تأسست منتصف ستينيات القرن الماضي، بسبع وسبعين دولة، وصل عدد اعضائها اليوم الى 134 دولة زائد الصين الأمة القارة والدولة العملاقة.
ولأن فلسطين في الأمم المتحدة ما زالت تتمتع بصفة عضو مراقب، فإن قيادتها لهذه المجموعة الدولية بحاجة الى صلاحيات إضافية، لتتمكن من رئاسة هذه المجموعة الدولية، على نحو فاعل وقانوني تماما، وهذا ما صوتت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس الأول وبالأغلبية الساحقة التي منحت فلسطين هذه الصلاحيات الاضافية بسابقة هي الأولى من نوعها في هذا السياق.
ما الذي يجعل فلسطين وهي التي لا تزال دولة محتلة تحظى بهذه المكانة على الصعيد الدولي، في باحته الشرعية في الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي تصوت دائما لصالح حضورها ومكانتها بالاغلبية الساحقة، ما الذي يجعلها على هذا المستوى، وفي هذا الموقع الدولي المرموق؟؟
لا نعتقد ان الأمر يتعلق بأن فلسطين هي صاحبة أعدل وأصدق قضية في هذا العصر فقط، ولا لأن نضال شعبها، ومسعى قيادتها الشرعية لأجل تحقيق الحل العادل لها، في إطار سلام ممكن طبقا لقرارات الشرعية الدولية والتزاما بها، هو المسعى النزيه والحكيم والشجاع فحسب، وإنما ايضا لأن لفلسطين هذه القوة الأخلاقية التي باتت تمنح المزيد من الفضاءات الانسانية لبنية الضمير العالمي، ولا مبالغة مطلقا في هذه الرؤية، ولطالما تحدث التاريخ عن نجاعة القوة الأخلاقية وجدواها في صناعته، وفي صعود الامم وتنورها، وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت، فإن هُمُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
فلسطين اليوم وعلى مدار العام المقبل على رأس مجموعة ال 77 زائد الصين، قائدة لرعاية المصالح الاقتصادية وترقيتها لها ولمجموعتها الدولية ذات الشأن في الامم المتحدة، وفي العالم اجمع بتطلعاتها الاقتصادية النزيهة.
وبالتأكيد فإن فلسطين في هذا الموقع، هي فلسطين الأقرب للدولة المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية، وهكذا تتقدم فلسطين، وعلى هذا النحو البليغ، يتفتح مشروعها التحرري بقيادة زعيمها الرئيس أبو مازن، وعلى هذا النحو تماما يصنع التاريخ.