قلقيلية تتجه نحو الطاقة الشمسية
ميساء عمر
على مدار سنوات تعاني محافظة قلقيلية من مشكلة ضعف التيار الكهربائي، خاصة في فصل الصيف، الذي يشهد زيادة ملحوظة في الاستهلاك.
وفي ظل مماطلة سلطات الاحتلال في تلبية الزيادة المطلوبة للهيئات المحلية، إلا أن البلدية تمكنت مطلع العام الجاري من أخذ الموافقة على رفع القدرة الكهربائية للمدينة بـ 7.5 ميغاواط من الجانب الإسرائيلي، ورغم ذلك، تعد الزيادة غير كافية لتلبية احتياجات المواطن، بسبب التطور العمراني والصناعي في المدينة، ما دفعها الى البحث عن مصادر أخرى للطاقة، مثل: الطاقة الشمسية.
رئيس البلدية هاشم المصري يقول لـ"وفا": إن البلدية رسمت خلال السنوات الماضية خطة استراتيجية لتطوير الكهرباء، ولم تكتفِ بحل جزء من هذه المشكلة من الجانب الإسرائيلي، بل سعت إلى البحث عن بدائل أخرى، للتقليل من حدة الأزمة.
وأشار إلى البلدية استندت الى توقيع صندوق الاستثمار مؤخرا مذكرات تفاهم مع عدة بلديات، ومنها بلدية قلقيلية، تشدد بموجبها على أهمية تنويع مصادر الكهرباء، ليتم التقليل من الاعتماد على استيراد الكهرباء من إسرائيل، والمساهمة في تقليل قيمة فاتورة الكهرباء من جهة ثانية.
ويضيف "من هنا، بدأت البلدية بالتفكير بالعمل على نظام توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية، ووجهت نظر قسم الكهرباء لإعداد دراسة لمشروع إنتاج طاقة بديلة تنتج واحد ميغا واط كمرحلة بدائية".
ويصف مختصون حسب المصري أن توليد الكهرباء من طاقة الشمس قد يكون مباشرة باستخدام الألواح الضوئية الجهدية، أو غير مباشرة، عن طريق تركيز أشعة الشمس، حيث تقوم بتسخين مائع، مثل: الزيت، أو الماء، أو مصهور الملح، واستخدامه لإنتاج الطاقة.
ووقعت بلدية قلقيلية نهاية الأسبوع الماضي مع إحدى الشركات المحلية اتفاقية لتنفيذ مشروع انشاء محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة "1" ميجاواط، بحضور رئيس سلطة الطاقة والموارد الطبيعية ظافر ملحم.
ووصف المصري اتفاقية رفع قدرة الشبكة "بالنوعية" بكافة المقاييس كونها تمكن البلدية من استثمار موارد الطاقة المتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية لأول مرة، للمساهمة في التحول من مستهلك للطاقة الى منتج.
ويشير الى أن مناخ قلقيلية بشكل خاص وفلسطين بشكل عام محفز ومشجع لتحول الطاقة الشمسية لكهربائية، ما يسهم في تحسين جودة الخدمة المقدمة للمواطنين، وزيادة الكفاءة، والفعالية في الإنتاج، بسبب فترات السطوع العالية للشمس.
ودعا البلديات والهيئات المحلية الى التوجه نحو الطاقة المتجددة، والنقية، كبديل عن المصادر المكلفة ماديا، بالإضافة الى التقليل من الاعتماد على كهرباء من سلطات الاحتلال، وضرورة تبني المواطنون فكرة الطاقة النظيفة، منوها الى أن بعضهم باشر في التجربة شخصيا.
وحول فوائد استخدام الطاقة الشمسية، يقول المصري: "الهدف من ذلك استغلال مصادر الطاقة المتجددة، وتقليل قيمة المصاريف الكهربائية، والتمكن من إنتاج الكهرباء من الألواح الضوئية مستقبلا، وإذا زاد إنتاج المنزل من الكهرباء بواسطة الألواح الجهدية يمكن بيع الزائد إلى محطة الكهرباء".
من جانبه، تطرق مدير قسم الكهرباء في بلدية قلقيلية محمود شريم إلى آلية عمل المشروع، بقوله: تم تقسيم مناطق الإنتاج إلى أربع مناطق، هي: منطقة المعبر الشمالي "استراحة العودة"، وفوق الحسبة المركزية، وعلى محددة البلدية، وجزء على مخازن البلدية، وكلها أماكن مشغولة، ليتم استغلالها وإنتاج الطاقة اللازمة، على أن يتم العمل في جميع المناطق في آن واحد.
ويقول: 80% من حمل المدينة من الكهرباء هو استهلاك منزلي، و 20% صناعي وتجاري وزراعي، ونسعى أن نعمل على القطاعات المختلفة، وبالرغم من أننا مقبلين على فصل الشتاء إلا أن نسبة نجاح المشروع تتراوح من 85-90%، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المشروع نهاية العام الجاري.
البلدية إلى جانب إنشاء مشروع الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء النظيفة، تضع الخطوات الأولى أيضا لتأسيس شركة كهرباء للمدينة، بالشراكة مع سبعة مجالس قروية، وهو أيضا مشروع سيرى النور قريبا، يتابع شريم.
وتعاني مدينة قلقيلية من ارتفاع كبير في الكثافة السكانية، نتيجة انحسار الأراضي التي يُسمح بها البناء، مقابل زيادة عدد السكان، حيث يبلغ عدد سكانها (53) الف نسمة، يقطنون في مساحة عمرانية لا تتجاوز (4.25) كيلو مترا.