رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية، في الفترة ما بين 7/10/2018 – 13/10/2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ"68" رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية جليّة ضد الفلسطينيين، كما ويستعرض مقابلات تلفزيونية وتقارير مصوّرة، ضمن النشرة الاخباريّة، ومقابلات على الراديو الإسرائيلي ضمن البرامج الأكثر شعبية في الشارع الإسرائيلي. ويحتوي التقرير قسمين مختلفين؛ يتطرّق القسم الأول إلى رصد التحريض والعنصرية في الاعلام الإسرائيلي المكتوب من صحف اخبارية مختلفة، والصحف التي تمّ رصدها هي: "يديعوت أحرونوت/ يتيد نئمان/ هموديع/ معاريف/ هآرتس/ يسرائيل هيوم". أما القسم الثاني فيستعرض رصد العنصرية والتحريض في الصحافة المصوّرة لنشرات الاخبار اليومية لعدة قنوات إسرائيليّة مختلفة؛ قناة "كان"، والقناة الثانية، والقناة العاشرة، والقناة 7 والقناة 20، إضافة إلى هذا، تمّ تعقّب أكثر البرامج شعبية في الشارع الإسرائيلي للإذاعة الرئيسيّة "جالي تساهل" و"ريشيت بيت".
ويتضمن هذا التقرير مقالات عدّة تواكب التطورات السياسية والأمنية على مدار هذا الاسبوع. ما زالت قضية غزة ومظاهرات رفع الحصار تحتل العناوين الرئيسية في الإعلام الإسرائيلي، وما زال تحريض السياسيين والإعلاميين الإسرائيليين مستمرا على الرئيس محمود عباس، في هذا السياق.
كما ويتضمن التقرير مقالات تدور حول قضية اللاجئة الفلسطينية لارا القاسم والتي ممنوعة من دخول إسرائيل بسبب مواقفها وعملها السياسي خصوصا بسياق حركة المقاطعة الفلسطينية.
رصد الصحف:
كتب عاموس يادلين في يديعوت أحرونوت "كيف نخرج من الفخ الفلسطيني"، حيث يتعامل الخبر مع القضية الفلسطينية والفلسطينيين بشكل استعلائي جدا، يظهر أهمية الوجود الإسرائيلي واليهودي على الوجود الفلسطيني، يقترح يدلين ان يتم منح الفلسطينيين بقعة ارض وشبه دولة إضافة إلى مشاريع اقتصادية طموحة وذلك لإسكاتهم وتفادي اي تصعيد ومواجهة بينهم وبين إسرائيل. بينما إسرائيل فستبقى دولة كاملة ذات نفوذ وتحافظ على مستوطناتها من غربي الجدار وليس شرقيه، وكل هذا لحقها في الوجود وتقرير المصير.
وكتب يوري يالون في يسرئيل هيوم خبرا بعنوان بركات: "الاونروا تعلم على الارهاب، لنخرجهم من المدينة"، حيث يحرّض على منظمة الأونروا في ظل الظروف التي تمرّ بها خاصة بعد قطع الميزانيّات من الولايات المتحدة، ويهاجم بركات المنظمة ويتهمها أنّها تربّي جيلا كاملا على الإرهاب، والمضامين التي يتعرض لها الطلاب الذين يدرسون في مدارس الأونروا في مضامين تمجد "المخربين" على حدّ قوله.
ويهاجم بركات اللاجئين في مخيمات القدس ويدعي انهم يكذبون بوصف أنفسهم باللاجئين وأنهم ليسوا لاجئين وعليهم أن يقبلوا بالواقع ويتصرفوا أنهم مواطنين تحت سلطة بلديّة القدس الاحتلاليّة.
وكتب ريئوفين بيركور في يسرئيل هيوم مقالا بعنوان بين "حق العودة" وقانون العودة اليهودية، ويعتبر هذا المقال استعلائيا وتحريضيا وماسحا لحق الوجود الفلسطيني على أرض فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى بيوتهم وقراهم المقتلعة والمهجرة. يدّعي بيركو أن القيادة الفلسطينية تنمّي أجيالا على فكرة حق العودة وتشجّعهم على الخروج إلى الشوارع وقتل اليهود.
وكتب بن درور يميني في يديعوت أحرونوت مقالا بعنوان "حكم غير معقول"، ينتقد فيه بصورة عنصريّة وساخرة قرار المحكمة العليا بالسماح لـ لارا القاسم بالدخول لإسرائيل وإلغاء قرار منعها. واعتبر ان دخول لارا يخالف القانون كونها تعمل لصالح منظمة تنادي بمقاطعة إسرائيل.
واستخدم بن درور يميني أمثلة عن دول أخرى منعت أصحاب رأي من دخول الحدود فقط بسبب آرائهم، واستشهد بسؤال استنكاري حول ان هؤلاء منعوا بسبب آرائهم وليس بسبب انهم لا يعترفون بتلك الدول وينادون بمقاطعتها.
بن درور يميني يكتب بلهجة عنصريّة وكأنه يدعو لمحاسبة كل من يعارض دولته وإن كان بطرق قانونيّة، كذلك فقد تضمن المقال تحريضًا شبه واضح على الطالب أو الناشط عمر البرغوثي بذكر اسمه ضمن أسطر مقاله كهذه محرضة على كل من يدعو لمقاطعة إسرائيل.
رصد السوشيال ميديا:
كتبت بنيامين نتنياهو على صفحته على "فيسبوك" في الوقت الذي يستعد فيه جنودنا للدفاع عن أمن إسرائيل فإن مدير عام "بتسيلم" يختار أنّ يقدم خطابًا مليئا بالأكاذيب في الأمم المتحدة في محاولة لمساعدة أعداء إسرائيل.
إن تصرف "بتسيلم" هو عار، وليُذكره التاريخ كحادثة عرضية قصيرة وعابرة في تاريخ شعبنا.
وكتب جلعاد أردان على فيسبوك: مخربون حقيرون يجب أن يدفعوا ثمنًا باهظًا على أعمالهم ويمنع تقصير مدة عقابهم حتى لو بيوم واحد.
سعيد أنّ المستشار القضائي للحكومة صادق على معارضتي لتخفيض عقاب المخربين، على الرغم من قرار المحكمة العليا التي ألزمت أيضا بتقصير فترات السجن وإطلاق سراح سجناء كي تخفف الضغط بالسجون (المُسمى بقرار مساحة المعيشة في السجون)، إلا أنه وافق على شرطي ألا يتم إطلاق سراح مخربين أو من ساعدهم!
لقد طلبت منذ اللحظة الأولى أنّ يتم التفريق في تطبيق قرار "مساحة المعيشة" بين مخربين وسجناء جنائيين. اتفقت مع رئيس لجنة الداخلية يوآف كيش بألا يُسمح لمخربين ساعدوا على أعمال قتل بنيل تخفيض لمحكومياتهم.
رصد التلفاز:
تحدث يورام اتنغير السفير الإسرائيلي السابق في الكونجرس الأمريكي على القناة السابعة، محرضا على السلطة الفلسطينيّة بصورةٍ عنصريّة ومحرّضة وغير منصفة بلهجة حادّة جدا، حيث تعامل مع السلطة الفلسطينيّة على أنّها عدوٌّ محرض على الإرهاب، داعم للقتل، منتهج لمبدأ "إبادة إسرائيل" وأنهم طرف غير عاقل ومؤهل لأن يكون شريكًا للسلام. كذلك فقد طال التحريض بشكلٍ خاص الرئيس ياسر عرفات والرئيس محمود عبّاس واعتبرهم المؤسسين والممولين للإرهاب، ومن يربّون جيلًا كاملا من الإرهابيين بكل الوسائل الممكنة لتحقيق مراحل إبادة دولة إسرائيل وتحرير فلسطين الكاملة.
عرضت قناة 20 تقريرا للمراسلة طال مئير، قدم "صرخة" المستوطنين وتذمرهم من تجاهل جهاز الامن "لمعاناتهم" اليومية من "الإرهاب الفلسطيني"، بحسب تعابيرهم. التقرير منفصل عن الواقع تماما، ويتعامل مع وجود المستوطنين كأمر شرعي ومقبول تماما، ومقاومة الفلسطيني لهذا الوجود هو إرهاب، بحسبهم. كما ويتّهمون السلطة الفلسطينية بتأجيج الشارع الفلسطيني ودفع الشبان للخروج وتنفيذ عمليات وذلك من خلال دفع الأجور وبثّ التحريض في الكتب التعليمية.
عرضت القناة الثانية مقطع فيديو للسفير الإسرائيلي السابق في الكونجرس الأمريكي يورام اتنغير، حاول من خلاله تشويه التاريخ وتحويل حرب الفلسطينيين مع الاحتلال إلى حرب دينية إسلامية ضد اليهودية تحضيرا لجهاد يوم الدين، بحسب أقواله. يعتبر اتنجير السلطة الفلسطينية مصنعا لصنع ودعم وتشجيع "الإرهابيين" وذلك استنادا على مخصصات الأسرى ومساعدات عوائلهم، وبعض مضامين مقاومة الاحتلال الموجودة في الكتب التعليمية، والتي تهدف لإنشاء جيل رايته تحرير فلسطين.
تطرقت قناة 20 لحادثة استشهاد عائشة الرابي من قرية بديا على يد مستوطنين، وتحاول مراسلة القناة مراسلة القناة طال مئير التشكيك بادعاءات الفلسطينيين وإظهار القضية على أنها تشخيص خاطئ من قبل فلسطينيين، كما أنها توّجه انتقادات لاذعة لبعض النشطاء اليساريين لإدانتهم الحادث وتصويب اصبع الاتهام تجاه المستوطنين.