رحلات مدرسية آمنة
الحارث الحصني
بدأ اللون الأخضر للعشب الاصطناعي، المفروش على أرضية ملعب طوباس البلدي، يتلاشى بشكل تدريجي تحت أقدام الآلاف من طلبة عدد من مدارس محافظتي نابلس وطوباس.
وتواجد هؤلاء الطلبة من كلا الجنسين، في الملعب البلدي في طوباس، تحديدا لقضاء أوقاتهم في نشاط ترفيهي لهم بعنوان "الرحلات الشتوية"، التي تقوم بها المدارس الحكومية بشكل عام.
وأكد طلاب مشاركون في الفعالية أن الرحلات المدرسية من الأمور الثابتة لديهم، لكنهم يريدون رحلات مدرسية آمنة، كما قال عدد منهم لــ "وفا".
يقول مدير تربية طوباس، سائد قبها: "الرحلات بشكل عام هي من أولويات وزارة التربية والتعليم، لتحفيز الطلاب(..)، لكن نبحث دائما عن الأماكن الاكثر أمنا".
وخلال ساعتين، توافدت عشرات الحافلات الكبيرة، التي تنقل الطلبة من مدارسهم، باتجاه مكان إقامة النشاط الترفيهي.
وشوهدت طالبات في المرحلة الأساسية من مدرسة "جميلة بوحيرد" قادمات من نابلس، وهن يترجلن من إحدى الحافلات الكبيرة تجاه الفعالية.
وطالبت لجنة النظام، وتربية طوباس، الطلبة بخلع أحذيتهم حفاظا على المكان، الذي اعتبروه آمنا للطلبة وهم حفاة.
وكان الطلبة يخلعون أحذيتهم ويضعونها جنبا إلى جنب، ومن ثم يدلفون إلى الملعب للمشاركة في الأنشطة التي تناسب أعمارهم.
ومع مرور الوقت بدأت أناشيد الأطفال وبعض الأغاني تصدح في المكان، تزامن مع ذلك نشاط كبير لدى الطلبة.
يقول مدير دائرة الأنشطة في تربية طوباس أمجد خضيري: "شارك يوم أمس في النشاط 1800 طالب وطالبة، ويتوقع أن يصل العدد مع انتهاء يوم غد وهو اليوم الأخير له لــ 5 آلاف مشارك".
وكان من المفترض أن يستمر النشاط حسب البرنامج المقرر له، حتى الأربعاء القادم، لكن بسبب توقعات الأرصاد الجوية بأن يكون الأربعاء ماطرا، قلص القائمون على الفعالية يوما واحدا، لتنتهي يوم غد الثلاثاء.
قال خضيري: "هذه النشاطات أكثر أمنا من الرحل التقليدية، كلها بالونات موضوعة على أرض مرنة، وتظهر علامات الفرح والسعادة على أوجه الطلبة".
وتستهدف الفعالية التي تقام لأول مرة في طوباس، الصفوف الأساسية من الأول وحتى السادس.
وكان الطلبة يتنقلون بشكل جماعات وفرادى بين الأشكال البلاستيكية، ليختاروا ما يناسبهم، ولوحظ انسجام كبير يبديه الطلبة في هذه الأنشطة.
وقال نزار ماجد، وهو أحد الطلبة: "هذه الرحلة شعرنا بالأمن فيها، كل شيء مصنوع من البلاستيك المرن، وفيها كل ما نحتاجه".
عند زاوية الملعب كان أحد الشبان يملأ إحدى البرك البلاستيكية بالماء، وبعد مرور عشر دقائق امتلأت البركة عينها بالطلبة الذين بدأوا بالسباحة".
يسأل طالب آخر، هل لديك ملابس للسباحة؟، تعال واسبح ليست عميقة، ولن تغرق".
يقول محمود الشركسي، وهو طالب في الصف السادس: "هذه البركة أكثر أمنا(..)، جربت البرك القديمة لقد كانت مخيفة جدا بسبب عمقها".
تقول إحدى النساء، وفضلت عدم التعريف عن نفسها، لنجلها: اذهب واستمتع، هذا المكان مغلق من الجوانب كلها، ولا يوجد ما يخيف".
وكانت كل الوحدات الترفيهية في هذا النشاط من البلاستيك المقوى، الذي يُضَخ بداخله الهواء من خلال مضخات كهربائية، فتأخذ أشكالا مختلفة".
وعند كل وحدة ترفيهية يقف أفراد يرتدون لباسا خاصا، يدل على أنهم من لجنة النظام الموزعة داخل الصندوق الأخضر.
ميس فقهاء، وهي إحدى أفراد لجنة النظام قالت،: "نتابع أمور الطلبة المشاركين في الفعالية، عندما نرى أحد خالف القواعد نرشده".
وكان وفد من تربية طوباس يتابع الطلبة المشاركين عن قرب، ويقدم لهم الإرشاد المطلوب للتعامل مع المعدات البلاستيكية الموجودة.