"جنسيات" وحدتها قضية الخان الأحمر
علاء حنتش
روبين واحد من مئات المتضامنين الأجانب، الذين يواظبون على التواجد في قرية الخان الأحمر شرق القدس، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لدعم واسناد مواطنيها في مواجهة قرار سلطات الاحتلال هدم قريتهم وترحيهم عنها قسرا.
ممارسات الاحتلال وسياساته تجاه الخان الأحمر ومواطنيها الفترة الماضية، عكست الصورة الحقيقية للاحتلال، أمام المتضامنين الأجانب من مختلف انحاء العالم، ما رسخ لديهم فكرة أن دولة الاحتلال عنصرية ولن تستطيع البقاء في ظل سياساتها وإجراءاتها، وأن هدم الخان الأحمر لم يعد قضية الفلسطينيين وحدهم، بل تخص أحرار العالم والمجتمع الدولي.
روبين هولندي مقيم في بريطانيا، ناشط في منظمة التضامن الدولي، التي كانت راشيل كوري إحدى أعضائها وداستها جرافة اسرائيلية في غزة عام 2003، قال: "بصفتي إنسان وناشط في مجال حقوق الإنسان، أشعر بشغف تجاه النضال الفلسطيني ضد الاحتلال باعتباره حكما عسكريا ديكتاتوريا على السكان الفلسطينيين الأصليين بنظام فصل عنصري".
وأضاف: كان دافعي الأول التضامن مع الفلسطينيين ورؤية الوضع على الأرض بأم عيني وخوض تجربتهم، والتعرف على الثقافة والتقاليد الفلسطينية، واكتشاف المزيد عن حقيقة الاحتلال وحصار غزة والمستوطنات، والمتظاهرين المدنيين غير المسلحين، الذين يتم إعدامهم قرب السياج الحدودي في غزة، والأطفال الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال.
ورأى روبين أن مصير نظام الفصل العنصري الذي تمارسه إسرائيل، السقوط، مثلما سقط نظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، فالقضية مسألة وقت.
وعن تواجده في قرية الخان الاحمر وتضامنه مع أهلها، قال روبين: "تجربتي في الخان الأحمر مميزة، رأيت الوحدة بين الأهالي أصحاب الأرض والناشطين من جميع الأديان وجميع القوميات. ليس فقط في الخان الأحمر، كل احتجاج أو نشاط سلمي انضممنا إليه، كان ينتابني نفس الشعور، من التواني إلى رأس كركر، من بلعين إلى كفر قدوم، من بردلة إلى الجفتلك، ومن الخليل إلى الخان الأحمر".
وأضاف: "في كل هذه المواقع، طريقة رد قوات الاحتلال الإسرائيلي على المتظاهرين السلميين، هي عكس ما تتظاهر به دولة إسرائيل وتحاول تسويقه للرأي العام العالمي، فمثلا إطلاق الرصاص الفولاذي المغلف بالمطاط على طفل يرمي حجراً كطريقة للتعبير عن رفض الاحتلال غير الشرعي لأرضه، هو عمل بربري وغير اخلاقي".
وأكد روبين وهو عضو في فرقة "روك"، عزمه كتابة اغنية عن الوضع في فلسطين، وادراجها ضمن ألبوم الفرقة القادم، الذي سيسجل في شباط/ فبراير من العام المقبل، وأنه سيواصل المشاركة في الفعاليات التضامنية مع الفلسطينيين في لندن، وتحفيز المواطنين والنشطاء هناك على الانضمام لحركة التضامن الدولية.
الناشط الاسباني دانيل الي، الذي كان يرأس مجموعة من المتضامنين الاسبان ضمن وفد من منظمة "اناديكم"، التي تأسست في اسبانيا لدعم القضية الفلسطينية، قال: إنه "تربى منذ طفولته على حب فلسطين ورؤية علمها، وجاء إلى الخان الأحمر للتعبير عن تضامنه ودعمه لنضال الشعب الفلسطيني، ضد الاحتلال الاسرائيلي، المخالف للقانون الدولي، والذي يمارس التطهير العرقي والتمييز العنصري، بحق السكان الأصليين".
وأضاف: "نحاول الدفاع عن حقوق الانسان في فلسطين وكل العالم، وحضورنا الى فلسطين طريقة لدعم هذه الحقوق واحضار اكبر قدر ممكن من الاشخاص للتعرف على الوضع على الأرض، ونقل الصورة الحقيقية لما يجري".
ورأى دانيال أن ما يجري في قرية الخان الأحمر، يشكل نموذجا لما يجري على مدار سبعين عاما من الاحتلال لفلسطين، ومثال حي على انتهاج الاحتلال لسياسة التطهير العرقي.
وأكد أن النشطاء والمتضامنين الذين يزورون فلسطين، يعودون منها لخوض معارك في دولهم وفي اوروبا ضمن حملة المقاطعة لدولة الاحتلال، من أجل توسيع عملها، خاصة في إسبانيا.
المتضامنة الإسبانية داليا، قالت: "نتابع قضية الخان الاحمر باستمرار عبر الاعلام البديل، كون الاعلام الرسمي والمؤسسات الاعلامية الكبرى في العالم، لا تتحدث عما يقوم به الاسرائيليون بحق الفلسطينيين من قتل وهدم منازل وبناء مستوطنات، لكنه يتحدث عن الفلسطينيين وينعت مقاومتهم للاحتلال بالإرهاب، فليس من العدل ان يشرَّد السكان الفلسطينيون من منازلهم، وان تستمر دولة الاحتلال بطرد الناس طوال هذه السنوات دون محاسبة".
وأضاف: "لا بد أن يدعم المجتمع الدولي، الفلسطينيين بخطوات فعلية، وان تضع حكومات العالم، مسألة حقوق الانسان قبل المصالح السياسية والاقتصادية".
المتضامنة الايطالية اينوس، أكدت أن وجودها في الخان الاحمر يعبر عن اهتمامها بحرية فلسطين، وأن الخان الاحمر وصموده يعيق مشروع حكومة الاحتلال الخطير لفصل الضفة والحيلولة دون اقامة دولة فلسطينية، وأن بقاء الخان الاحمر يمثل صمود كل الفلسطينيين، واذا تم هدمه يشكل خطرا على الدولة الفلسطينية.
المتضامن الفرنسي فيليب، قال: "دائما نسمع عن حل الدولتين، لكن ما رأيناه على الارض من سياسات واجراءات اسرائيلية، كله لمنع تطبيق هذا الحل، وما عشناه في الخان الاحمر يعكس هذه السياسات والاجراءات، التي تهدف إلى تطهير المنطقة من المواطنين الفلسطينيين وهذا امر خطير جدا".
وشكل الخان الاحمر قبلة لمئات المتضامنين الاجانب، الذين اظهروا سخطهم لما تقوم به دولة الاحتلال ضد ابناء شعبنا، وأن دولة الاحتلال ترى نفسها فوق القانون غير آبه بالقانون الدولي وحقوق الانسان.