الأسير أبو هنية.. لم تشفع إعاقته من بطش الاحتلال
ميساء عمر
الشاب مهدي فاروق أبو هنية (36 عاما) وهو من ذوي الإعاقة الذهنية، وعضو الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين، اعتقل بوحشية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء عودته من أحد المساجد في بلدة عزون شرق قلقيلية، في الخامس عشر من تشرين الأول الجاري.
رغم ظروفه النفسية، ووضعه الصحي، مددت محكمة سالم العسكرية اعتقاله الأربعاء الماضي لمدة ثمانية أيام؛ بذريعة استكمال التحقيق معه، في مخالفة سافرة للقانون الدولي الذي يكفل عدم التعرض واعتقال من هم من ذوي الإعاقة الذهنية؛ كونهم لا يدركون شيئا.
والدة أبو هنية "أم مؤيد" تروي تفاصيل اعتقاله، قائلة "ذهب إلى صلاة العشاء كالمعتاد، ولكنه لم يعد، انتظرته دون جدوى، بعد ذلك أخبرني شبان من البلدة أنه تم اعتقاله أثناء عودته من المسجد".
وتضيف: أبو هنية يعمل في قسم الصحة في بلدية عزون، وهو مُجد ولا يتدخل بأحد، ولا يقدر على المقاومة والمواجهة، كان يساعدني ويلبي احتياجاتي دائمًا، وحالته الصحية لا تستحمل سجنه، أو ضربه، أخاف أن أفقده بين لحظة وأخرى، فنحن نعلم كيف يعامل جنود الاحتلال المعتقلين، خاصة أن ابني معاق ذهنيا، وأجرى عملية القلب المفتوح.
الشاب محمد رضوان كان شاهدا على لحظة اعتقاله، ووصفها "بالمشينة"، مشيرا إلى أن تلك القوات قيدت يديه وعصبت عينيه، وأبرحته ضربا رغم صراخه "أنه لا دخل له بشيء"، وبأنه من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ويقول رئيس نادي الأسير في قلقيلية لافي نصورة "لا يتورع الاحتلال عن اعتقال مواطنين من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اعتقل بعضهم وهم على كراسي متحركة، وآخرون تم اعتقالهم رغم عدم استطاعتهم الحركة إلا بمساعدة غيرهم، وآخرون يعانون من أمراض نفسية خطيرة، وفاقدين للأهلية".
عضو المجلس الثوري، رئيس الاتحاد العام للمعاقين الفلسطينيين فرع قلقيلية بيان الطبيب أشار إلى أنه تم إصدار بيان يدين العملية الإجرامية لاعتقال "أبو هنية"، مؤكدا أنهم سيلاحقون الاحتلال وفقا للإمكانيات المتاحة، ويواصلون العمل على فضح ممارساته من خلال المؤسسات الدولية العاملة في فلسطين.
وتطرّق الطبيب إلى أن ما نسبته 95% من مجمل المعتقلين يتعرضون للتعذيب القاسي والإساءة من قبل المحققين، مشيرا إلى أن استمرار اعتقال أبو هنية سيزيد وضعه سوءا، فجسده لا يتحمل التعذيب الذي يمارسه الاحتلال بحق المعتقلين.
ويتابع "يشمل التعذيب صنوفا مختلفة، مثل الضرب، والاعتداء بشكل وحشي وهمجي على الأسرى، أثناء اعتقالهم، وقبل نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف، بالإضافة إلى إجبارهم على خلع ملابسهم، وتركهم لساعات طويلة في البرد، وهم مكبلو الأيدي، والأرجل، وحرمانهم من استعمال المراحيض، فكيف إذا كان الأسير من ذوي الاحتياجات الخاصة كأبو هنية؟!".
بلدية عزون وعلى لسان رئيسها وجدي سليم يقول "إن عزون من أكثر بلدات الضفة الغربية معاناة، حيث تعاني من اقتحامات مستمرة، وإغلاقات ببوابات حديدية، ومكعبات اسمنتية يوميا، والهدف من ذلك كسر إرادة مواطنيها في الصمود والتصدي لهم، ولكن لن يستطيع أحد كسر إرادة المواطنين، مهما مارسوا بحقهم من انتهاكات".
فمنذ الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية عام 1967، وبلدة عزون تواجه حملة استيطان تمثلت في جدار الفصل العنصري، والطرق الالتفافية، "والأغراض العسكرية"، وإقامة مستوطنات على إراضيها، لتفقد أكثر من نصف أراضيها المقدرة بـ25 ألف دونم.