الاستعدادات لفصل الشتاء
تعكف عدد من المؤسسات ونحن على أبواب فصل الشتاء، على رفع جاهزيتها، استعداداً لمواجهة تأثيرات المنخفضات الجوية المرتقبة، وذلك تجنبا لحدوث كوارث ومخاطر قد تتسبب في خسائر بشرية ومادية على غرار ما حدث في دول أخرى مجاورة.
وتعمل هذه المؤسسات بالقدر المستطاع على تطوير أدائها، والاستفادة من التجارب السابقة وما تخللها من أخطاء وإعادة تصويبها، وإعداد الخطط الطارئة للتعامل مع الأحوال الجوية.
ويقول مدير عام الأرصاد الجوية يوسف أبو أسعد، إنه استعدادا لمواجهة فصل الشتاء عقدت كافة لجان الطوارئ في مدن الضفة الغربية اجتماعات للطوارئ برئاسة المحافظ، حيث كانت هناك تعليمات واضحة لكافة القطاعات الشريكة ذات العلاقة بضرورة رفع الجاهزية وأخذ الحيطة والحذر وعمل التجهيزات اللازمة لتفادي الخسارات البشرية والمادية خلال فصل الشتاء.
ويضيف "إن فلسطين ستشهد حالة من عدم الاستقرار الجوي التي ستسيطر عليها خلال الأيام المقبلة، حيث ستشهد هطولا للأمطار تكون في بعض الأحيان غزيرة، ولذا حذرنا من تشكل السيول في بعض المناطق، الامر الذي يتطلب أخذ الحيطة والحذر من كافة المواطنين".
ويرى أبو أسعد أن البنية التحتية في فلسطين أكثر متانة من غيرها في الدول المجاورة، كما أن المناطق الشرقية للضفة الغربية غير مأهولة بالسكان، لذا فإنها اقل عرضة للخسائر، قائلا: "نحن حذرنا من إمكانية تشكل السيول في الأودية المنخفضة خاصة المناطق الشرقية والجنوبية الشرقية، وهذه الحالة تؤثر على الأردن أكثر من فلسطين كما أن غزارة الأمطار فيها أكثر".
ويؤكد أن النشرات اليومية التي تصدرها الأرصاد الجوية، يتبعها تعليمات لكافة الجهات الشريكة خاصة الدفاع المدني، حتى يقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة وتحذير المواطنين لتلافي أية أخطار وخسائر.
وينصح أبو أسعد المواطنين بعدم التواجد بالمناطق التي تتشكل بها السيول، والأودية، خاصة في المناطق الشرقية التي يسكنها البدو.
وضمن خطته لمواجهة فصل الشتاء وتلافي الأخطار والخسائر التي قد تنجم عنه، يعمل الدفاع المدني الفلسطيني على تطوير مستوى التدريبات والمعدات اللازمة، حيث شهد خلال الفترة الماضية عقد تدريبات على الإنقاذ المائي بمختلف أنواعه كذلك طرق إخراج المصابين من حوادث السير، إلى جانب تدريبات فنية أخرى، بحسب مدير العلاقات العامة والإعلام في الدفاع المدني نائل العزّة.
ويضيف العزّة لـ"وفا"، ان الاستعداد في الدفاع المدني يقوم على ثلاثة محاور منها ما يرتبط بالمؤسسة حيث هناك سلسلة تعليمات وأوامر يصدرها مدير عام الدفاع المدني تبدأ من حالة الاستعداد ورفع الجاهزية من حيث المعدات وساعات العمل والتدريبات، وتنتهي بحالة الاستنفار القصوى، وذلك يعتمد على ما تصدره الأرصاد الجوية من تحذيرات، حيث وفي الحالة الصعبة خلالها يمنع منح إجازات لأفراد الدفاع المدني كما تمنع المغادرة تحسبا لأي طارئ.
ويضيف ان الاستعداد الثاني يكون على مستوى التنسيق مع المؤسسات الشريكة، ويدخل في إطار الحماية المدنية، حيث لدينا المجلس الأعلى للدفاع المدني الذي يعقد اجتماعا سنويا لتستعرض كل مؤسسة خطتها لمواجهة فصل الشتاء.
ويردف العزة قائلا إنه وعلى مستوى وزارة الأشغال العامة يتم الوقوف ما تمتلكه أو استأجرته من معدات، وما تم إنجازه خلال السنة الماضية من تهيئة للبنية التحتية، والمخاطر التي رصدتها وخطتها لتلافيها مستقبلا، بالإضافة إلى خطتها للاستجابة بالتنسيق مع الدفاع المدني في حال تم إغلاق الشوارع نتيجة الثلوج أو الامطار الغزيرة وما هي الشوارع التي ستتدخل لفتحها وإعادة الحياة فيها.
ويقول: "كذلك يتم التعاون مع وزارة الصحة والاطلاع على مدى جاهزية المستشفيات، وتحديدا أقسام مرض الكلى، حيث نعطي دائما تحذيراتنا لهم بضرورة أن تكون أدويتهم جاهزة، وكيف يمكن توفير وسائل المواصلات لهم في حالات الطوارئ، بالإضافة إلى المستشفيات الميدانية التي يمكن إقامتها في مناطق محددة، بالإضافة إلى وزارة التربية والتعليم التي يتم التنسيق معها حول قرارات تعطيل الدوام في الحالات الطارئة، وكيفية التصرف حال إغلاق المدارس، كما ان الأرصاد الجوية الشريك الأساسي في هذه القضية".
ويشير العزة إلى انه يجري هذه الأيام التحضير لعقد اجتماع المجلس الأعلى للدفاع المدني، المبني على مجموعة اجتماعات جرى عقدها على مستوى المحافظات، حيث اطلع مدراء الجهاز المحافظين على الخطط والاستعدادات لمواجهة فصل الشتاء، كما جرى إجراء 11 مناورة تدريبية مع البلديات وشركات الكهرباء لوضع سيناريوهات تتعلق بإغلاق الشوارع وحوادث السير لقياس درجة الاستعداد والجاهزية.
ويلفت إلى ان الاستعداد الثالث يقوم على رفع درجة وعي المواطنين بأهمية اخذ الحيطة والحذر والاستماع لنشرات التوعية التي يصدرها الدفاع المدني واتباع إجراءات السلامة العامة، مثلا كعدم الاقتراب من مناطق مجاري السيول والانتباه للفئات الأكثر عرضة للتضرر مثل الأطفال وكبار السن، وعدم المجازفة بعمل رحلات الى مناطق تتشكل فيها السيول.
ويقول العزّة: "إن الدفاع المدني وبعد هطول الثلوج عام 2013 والتي رافقها تعطيل للحياة العامة، بدأنا مع الشركاء ببناء قدراتنا حتى يتم تجاوز هذا النوع من الحالات الطارئة، وجرى إدخال تدريبات ومعدات ومركبات جديدة وكاسات ثلوج، فالدفاع المدني يتصرف حسب ما يجري في آخر كارثة، وبناء عليها يبني قدراته".
ويستعين العزّة بمثال ما جرى العام المنصرم في طريق وادي النار التي تربط وسط الضفة مع جنوبها، حيث تراكمت فيه مياه الأمطار أدى إلى تعطيل حركة السير وغرق بعض المركبات وإنقاذ المواطنين، حيث تم أخذ الدروس والعبر وإصدار التعليمات بضرورة إعادة تأهيل البنية التحتية للشارع، وهو ما جرى، لكن تكمن الإشكالية إذا فاقت كمية الأمطار ما هو متوقع، فإن الأمر يتطلب إدارة الكوارث يعني بناء القدرات حسب آخر تجربة.
ولا يخفي أن هناك ضعفا في البنية التحتية لبعض المناطق، لكن في المقابل هناك مناطق تحتاج الى وعي المواطنين بالدرجة الأولى خاصة في المناطق الصحراوية "البدوية"، مشددا على ضرورة أن تضع البلديات في خططها التنموية سياسات للحد من المخاطر والكوارث فيها.
ويؤكد أن العام الحالي سيطلق الدفاع المدني شعار "حياة الناس مش لعبة"، الذي يهدف إلى زيادة وعي أصحاب المنشآت التجارية والاقتصادية او صناعية بكيفية توخي الحيطة واتباع شروط السلامة فيها لحماية الناس العاملين فيها وحماية المنشأة ذاتها، وسيرافق ذلك مجموعات ارشادية من خلال الفيديوهات القصيرة والصور ونشرها على منصات التواصل الاجتماعي بمختلف أشكالها، مرفقة بـ"هاشتاغ" لزيادة التفاعل.
ويطالب المؤسسات والشركات التي تقوم بوضع لوحاتها الإعلانية في الشوارع والمفترقات وعلى مداخل المدن بضرورة اتباع الشروط الهندسية، وتثبيتها والاخذ بعين الاعتبار سرعة الرياح، كما ان على المواطنين تثبيت كل ما هو متطاير فوق أسطح المنازل، من أجهزة إرسال وصحون لاقطة وخزانات وغيرها.
وركز العزّة خلال حديثه على ضرورة أن يقوم المواطنون ممن يسكنون في منازل أقل من مستوى الشارع بتصريف مياه الامطار التي تتراكم أمام منازلهم، خوفا من تدفقها إلى داخلها والتسبب في تماس كهربائي قد ينجم عنه خسائر بشرية ومادية.
كما دعا إلى تجنب حوادث السير الناتجة عن السرعة الزائدة وقلة الوعي وعدم الاستماع لنشرات لأرصاد الجوية بالإضافة إلى ضرورة تفقد وسائل التدفئة وتجديد خراطيم وساعات الغاز، وعدم الاستخدام المزدوج لوسائل التدفئة لأنها تسبب مخاطر كبيرة، وعدم ترك المدفئة قرب أماكن النوم أو الأماكن القابلة للاشتعال، إلى جانب تجديد الهواء في المنزل كل 4 ساعات على الأقل خوفا من الاختناق.
ــــــــ