طلبة الخليل.. بمواجهة الاحتلال ومستوطنيه
جويد التميمي
حواجز عسكرية، بوابات حديدية دولابية وأخرى الكترونية، جنود مدججون بالسلاح يحوم خلفهم مستوطنون مسلحون بأعتى الأسلحة الاوتوماتيكية، هذا ما ينظره كل صباح أطفال مدارس البلدة القديمة قرطبة والفيحاء والإبراهيمية الواقعة ضمن المنطقة التي يفرض الاحتلال سيطرته الكاملة عليها.
ضمن محاولات الاحتلال إفراغ المنطقة من أهلها الاصليين القاطنين فيها، وزيادة التوسع الاستيطاني في قلب الخليل، حاول الاحتلال منذ عدة أيام إرغام الأطفال التلاميذ ومديرة ومعلمات مدرسة قرطبة الأساسية المختلطة على الوقوف من أجل تصويرهم كل على حدة، بزعم تسهيل عبورهم ودخولهم الى المنطقة ومدرستهم.
وأدت استفزازات الاحتلال للطلبة إلى إعاقة وعرقلة يومية متواصلة ومستمرة وممنهجة من جانب الاحتلال ومستوطنيه أثناء الدخول والخروج إلى شارع الشهداء وتل الرميدة والسهلة وكافة المناطق المحاذية للحرم الابراهيمي الشريف.
أثناء وقوفها أمام الحاجز العسكري الإسرائيلي على مدخل شارع الشهداء، قالت التلميذة الطفلة شروق أبو سليمة وهي ترتجف من الخوف، بسبب عرقلة جنود الاحتلال المدججين بالسلاح دخولها الى مدرستها بصحبة مدرساتها وزملائها ومديرتها "أنا خائفة من المشاكل والاستفزازات اليومية التي نتعرض لها كل صباح ومساء، من قبل الجنود ومستوطنيهم يحرموننا حقنا بالتعليم حريتنا مقيدة ومعدومة بسبب الاحتلال".
وقالت مديرة المدرسة نورا نصار لــ"وفا": "قوات الاحتلال تشترط تصوير الهيئة التدريسية والطلبة بشكل يومي كل صباح قبل دخولهم عبر الحاجز العسكري المقام في المكان منذ عدة سنوات، وهذه الممارسات والإجراءات المذلة نرفضها جملة وتفصيلا".
وأضافت: "قوات الاحتلال سمحت بدخول الطلبة والهيئة التدريسية بعد اعتصامهم أمام حاجز الشهداء ساعة من الزمن، خاصة أن هذه الاعتداءات والممارسات أصبحت تتكرر بشكل شبه يومي، والهدف من وراء هذه الاستفزازات والاعتداءات المتواصلة بحقنا هو عرقلة العملية التربوية والتعليمية في المدرسة التي يحاول الاحتلال ومستوطنيه افراغها وتهجير القاطنين في محيطها".
وتابعت نصار "لدينا إصرار على دخول مدرستنا كما اعتدنا دون تصوير وهذا حقنا المنقوص لأن حواجزهم العسكرية يجب ازالتها من كافة أرجاء البلدة القديمة، وكي يعود شارع الشهداء وتل الرميدة وحي السهلة ومحيط الحرم الابراهيمي كما كانوا سابقا قبل اغلاقهم من الاحتلال قلب الخليل النابض بأهله الأصليين".
من جهتها، قال مدير تربية وسط الخليل عاطف الجمل لــ"وفا": "3 مدارس تقع في المنطقة المغلقة بالحواجز الإسرائيلية داخل البلدة القديمة وسط مدينة الخليل، هي الفيحاء الأساسية للإناث والإبراهيمية الأساسية للذكور القريبتان من الحرم الإبراهيمي الشريف، وقرطبة الأساسية المختلطة، كما توجد 8 مدارس في البلدة القديمة خارج الحواجز يعاني طلابها أيضا بسبب اعتداءات الاحتلال وممارساته العنجهية الاستفزازية المتواصلة".
وأضاف: "لن ننصاع لأوامر الاحتلال الإسرائيلي الذي يعمل على ارباك العملية التعليمية وبث حالة من الرعب في نفوس الفلسطينيين الذين يرتادون ويقطنون المنطقة، ولن نقبل بإذلال معلمينا وطلابنا، ومدرسة قرطبة تعمل منذ عشرات السنوات وهي أساسية مختلطة".
وأشار الى ان اعداد التلاميذ في المدارس الثلاث التي تقع داخل الحواجز، كان أكبر بكثير مما هو عليه اليوم، موضحا أن مدرسة الإبراهيمية وحدها كان يزيد عدد طلابها عن 600، بينما تدنى العدد هذه الأعوام الى 250 تقريبا بسبب اجراءات الاحتلال.
من جانبه، قال رئيس وحدة البلدة القديمة في محافظة الخليل نضال الجعبري لــ"وفا": "هذه السياسة الإسرائيلية التي تستهدف اطفال ومدارس البلدة القديمة، تهدف في مضمونها إلى إفراغ المنطقة من أهلها عبر خلق بيئة غير آمنة والتضييق على المواطنين وكل من يقطن ويرتاد المنطقة من الفلسطينيين".
وتابع: "الأطفال والشيوخ والنساء لا يسلمون من اذى واعتداءات جنود الاحتلال ومستوطنيهم الذين يحاولون فرض سيطرتهم بقوة السلاح على ممتلكات وأراضي المواطنين خاصة في البلدة القديمة وسط الخليل، كما أن حرية الحركة والتعليم كفلتها كافة القوانين والمواثيق الدولية والشرائع السماوية، ونحن متمسكون بحقوقنا وعليهم إزالة حواجزهم وثكناتهم العسكرية ومستوطناتهم الجاثمة فوق أراضينا".