عادل زعيتر.. الحصاد الضخم
يامن نوباني
قبل 61 عاماً، في 21 تشرين الثاني 1957، رحل عن عالمنا عادل زعيتر، العبقري الصامت، وشيخ المترجمين المجهولين، والذي عاش "على قمة الدنيا وحيدا".
زعيتر المولود في مدينة نابلس عام 1897 في بيت دين وعلم وسياسة. تلقى علومه في مدارس نابلس وبيروت والآستانة بتركيا، وتثقف في ثلاث لغات: العربية والتركية والانجليزية.
بدأ زعيتر حياته في الترجمة عام 1946 وظل مواظباً عليها حتى رحيله في تشرين الثاني 1957، منجزاً (38 كتاباً) هي عيون ما صنفه الفرنسيون بخاصة والغربيون بعامة في مجالات الفكر والاجتماع والفلسفة والتاريخ والتربية.
غادر دمشق سنة 1920 متجها إلى باريس، حيث نال عام 1925 شهادة الحقوق من جامعة السوربون.
درّس من سنة 1927 إلى سنة 1936 الفقه الدستوري والدولي والاقتصاد السياسي والمالي وقانون المرافعات المدنية والجزائية في معهد الحقوق بالقدس.
نشأ زعيتر في بيت جميل كثير الأعمدة، يعتز كونه بناه على الطراز العربي الأندلسي، لعائلة محافظة ووطنية، قال فيه شقيقه المؤرخ أكرم زعيتر بأنه كان "يطرب للشعر ويحفظ الكثير منه غيبا، ويفضل المتنبي." وكان يتقن الفرنسية والألمانية، غير أن جل ترجماته كانت عن الفرنسية، وبعضها عن الألمانية .
يروي أستاذ اللغة العربية في جامعة النجاح الوطنية بنابلس، ورئيس مجمع اللغة العربية الفلسطيني، يحيى جبر، في كتابه "شيخ المترجمين العرب" الصادر سنة 1997، بأن زعيتر مثّل نابلس في المؤتمر السوري العربي عام 1920 الذي أعلن استقلال سورية الكبرى بحدودها الطبيعية، ولكن تغلّب الإنجليز والفرنسيين؛ وهيمنتهم على مقدرات الأمة؛ جعله يدرك أن ما بالأمة من جهل هو السبب في تخلفها واحتلال أرضها، فاتّجه إلى فرنسا حيث درس الحقوق، وتتلمذ على يد فلاسفتها ومفكريها مباشرة، أو من خلال مؤلفاتهم، كما أتيح له أن يطّلع على آداب الشعوب الغربية، وترجم روائع ما أّلِّف في أوروبا، وقدرت ترجماته بأربعين كتابا.
ويضيف جبر: عمل زعيتر في المحاماة زمنا، ورافع مدافعا على الثوار في محاكم الإنجليز، ولكنه عكف على الترجمة ابتداء من سنة 1946، وكانت فرحته أكبر ما تكون يوم ينجز ترجمة كتاب، جاء في رسالة وجهها لشقيقه أكرم في 19/2/1946؛ قال فيها: "يكاد قلبي يتحرق من أنني لم أقم بشيء مما تطمئن له نفسي في عالم العلم والسياسة، فترونني عازما على تطليق المحاماة وسلوك السبيل الذي كتبت لك عنه"؛ يريد الانقطاع للترجمة.
في أكثر من مناسبة ومرحلة زمنية، نجد ان زعيتر لم يأخذ حقه في التكريم والذيوع، وهو ما كان يغضبه ويدفعه لمقاطعة عدداً من الفعاليات الثقافية في الوطن العربي، ومن أمثلة ذلك ما جاء في "شيخ المترجمين العرب": لا يملك المطلع على جهود عادل زعيتر في مجال الترجمة والخدمة القومية مقارنة بذيوع اسمه في المحافل الثقافية والعلمية؛ إلا أن يؤيد المستشرق الألماني شتفان فلد، في ما ذهب إليه من قوله "إن عادل زعيتر واحد من المترجمين المجهولين" الذين لم يُنْصَفوا، ذلك لأن منجزاته تفوق في عظمتها وأهميتها ما أولته إياه المؤسسات الثقافية في الوطن العربي عموما، وفلسطين خصوصا، من الاهتمام وسعة الذكر؛ اللهم إلا ما نجده في مدينة نابلس من مدرسة ابتدائية تحمل اسمه تقع غير بعيد من منزله!!.
وصفه المؤلف والتربوي اللبناني عبد الله المشنوق، الذي رافقه في الدراسة في باريس في بيروت كانون أول 1957، عاش أيام حياته كلها بين الورق، ولفظ أنفاسه الأخيرة بين الحبر والورق. كانت حياته كلها كتابة، تأليفا وترجمة. وكانت حافلة بالروائع التي نقلها إلى العربية. حقا إنه حصاد ضخم، الذي تركه لدنيا العلم والأدب والفلسفة. ما خط على القرطاس بقلمه إلا ما يرفع به رأسه عاليا، ورأس الأمة العربية، ورأس الثقافة الانسانية. وإذا كانت الترجمة وسيلة من وسائل التقارب بين الأمم، فقد كان عادل زعيتر الوسيط الأول في العالم بأسره.
يكتب المؤلف والمترجم اللبناني عجاج نويهض، في جريدة الحياة/ بيروت (11 كانون اول1957 ).. إن سيرة هذا العبقري الصامت، يجب أن تحفظ للأجيال المقبلة، فنرجو أن تجمع سيرته، وتحفظ آثاره من أوراق وأقلام ومنضد، ألبسة وأدوات منزلية مختلفة، مكاتيبه ورسائله ودفاتره، فقد نسمع بعد قليل من الزمن، محاضرا في معهد أو باحثا في مجلة أو كتاب ينقب عن آثار عادل زعيتر. هو ناقل مونتسكيو روسو، وغوستاف لوبون، ورينان وغيرهم، فهؤلاء فلاسفة من كبار فلاسفة الغرب، قد أفرغت بضاعة أدمغتهم، في رفوف مكاتبنا على يد عادل زعيتر.
بدأ إنتاجه الثقافي وهو تلميذ، كما ظهر ذلك في رسالة بعث بها من باريس، إلى والده عمر زعيتر مؤرخة في 5 شباط 1923 حيث يقول: "... ربما يمرّ بخاطركم وأنتم تنفقون عليّ عن الصورة التي قضيت بها عطلتي الصيفية التي امتدت أربعة أشهر، وعن الطريقة التي أسير عليها بعد مباشرتنا الدروس فأقول: لقد أقلعت بعد الفحص عن المطالعة أياما، حتى زال عني شيء من التعب، ثم فكرت فيما أعمله لأخدم أمتي التي نذرت نفسي لها، فتذكرت أن المرحوم فتحي باشا زغلول، أخ الزعيم المشهور سعد باشا زغلول، قد ترجم للعلامة الفرنسي الشهير، الدكتور غوستاف لوبون كتابين، وهما "روح الجماعات" و" سرّ تطور الأمم" ووعدني هذا الأخير أن ينقل إلى العربية كتابين آخرين للعلامة المذكور وهما "روح السياسة " و "روح الاشتراكية"، وإن المنون حالت دون إنجاز وعده، فتمنيت لو أتم عمل المرحوم المشار إليه، فطالعت هذين الكتابين، وإن كنت قرأتهما قبل مجيئي إلى باريس، فرأيت نفسي قادرا على ترجمتهما، فباشرت بأصغرهما وهو "روح السياسة" وبعد أن ترجمت منه ما يزيد على خمسين صفحة، بلّغني أحد أصدقائي أن أحد كتّاب الأمة سبقني إلى ترجمته، وهو يترقب فرصة لطبعه، فصرفت النظر عن ذلك، وشرعت في ترجمة الكتاب الثاني وهو "روح الاشتراكية" وإن كان مؤلّفا من خمسمائة صفحة كبيرة، أي أنه يزيد على مجموع صفحات كتابي روح الجماعات، وسرّ تطور الأمم بمائة صفحة، وعلى ذلك أكون ترجمت كل يوم خمس صفحات، وقد كانت ترجمة الصفحة الواحدة مع تبييضها تستغرق معي ساعة ونصف الساعة، وإني أؤكد لكم بأنني لم أذق طعم الراحة أيام الترجمة، وقد صادف اليوم الأخير من الترجمة، اليوم العاشر من شروعنا في الدروس الحقوقية، وقد شهد لي من اطلع في باريس على ترجمته، من الواقفين على اللغتين، بأنه لا يقل عن ترجمة كتابي فتحي باشا زغلول أسلوبا، ويفوقهما سهولة وسلاسة.
وللدكتور لوبون، كتابان آخران وهما "روح التربية" وله قصة و "روح الثورات" وقد عدّهما العلماء خير ما كتب في موضوعهما، وبما أن الواجب يقضي عليّ بأن أترجمهما إلى العربية فإنني شرعت في ذلك. ولن يمضي عام حتى أكون أكملت ترجمتهما إن شاء الله. ولا تستدلوا من هذا القول على أن قيامي بمثل هذه الأعمال يمنعني من الالتفات إلى الدروس الحقوقية، فروح الاشتراكية الذي ترجمته، هو كتاب يبحث في علم الاجتماع والإدارة والاقتصاد السياسي والسياسة، وإنا لندرس جميع هذه العلوم في الجامعة الباريسية، وكذلك روح التربية وروح الثورات. وأما دروسنا الرسمية فإنني قد خصصت لمزاولتها كل يوم ثماني ساعات، وهذا وقت كاف على ما اعتقد".
حياته في مصر
كان عادل زعيتر قد درج على أن يخلو إلى نفسه في مكتبه في بيته في نابلس، صارفا النهار بطوله في ترجمة الكتب التي وقع عليها اختياره. حتى إذا ما حلّ فصل الشتاء، حمل مخطوطاته وجاء إلى القاهرة لطبعها في دار المعارف أو في مطبعة عيسى البابي الحلبي، وكان يتخيّر فندق شبرد القديم القريب من ميدان الأوبرا للإقامة فيه طوال مدّة مكثه بالقاهرة. فإذا أفطر في الصباح سار على قدميه من الفندق إلى دار المعارف قاصدا التخفف من بدانته، ويظل في الدار من الصباح الباكر إلى أن تغلق أبوابها في آخر النهار. وهناك يعكف على مراجعة كتبه بنفسه، فلا يأمن قيام غيره بهذه المهمّة. ولم يكن يتناول أي طعام في فترة الغداء قاصدا الانصراف إلى العمل من ناحية وتوخيا للحمية من ناحية أخرى عساه ينقص وزنه. حتى إذا ما انقضى النهار، عاد إلى الفندق سيرا على القدمين، وهي مسافة يقطعها في نحو ساعة في كل من الاتجاهين، فيتناول عشاء خفيفا قبل النوم. هذا هو نظامه اليوميّ الرتيب، فلا وقت لديه لغشيان المسارح أو دور السينما، ولا لقبول دعوات من أصدقائه. فقد جاء من بلده لمهمة محددة يبغي إنجازها دون تأخير ثم العودة من حيث أتى.
أما سيرة حياة عادل زعيتر فقد رواها نجله الأكبر عمر في سلسلة من سبعة فصول نشرها في مجلة "النهضة" الكويتية في شهري كانون الأول (ديسمبر) 1988 وكانون الثاني (يناير) 1989. ومما جاء فيها: رثاه صديقه الكاتب الإيطالي الكبير ألبرتومورافيا، كما أصدرت عنه أديبة إيطالية كتابا عنوانه "إلى فلسطيني تخليدا لذكرى عادل زعيتر" صدر باللغة الإيطالية وترجم إلى اللغة الإنجليزية، كما أن مواطنته الشاعرة فدوى طوقان جعلته موضوعا لديوانها "على قمة الدنيا وحيدا".
يقول الأديب وديع فلسطين في مقال نشرته مجلة الرسالة "بيروت" يناير 1958 تحت عنوان، كان جامعا ومجمعا: " وكان عادل زعيتر عازفا عن الدنيا، منطويا على نفسه في تواضع حبيب، ولكنه كان معتزا بذاته وبكرامته إلى أبعد الحدود. كان بعيدا عن الأضواء، يهرب من مناسبات التكريم. وصفته ذات مرّة بأنه الأديب النابلسيّ" فثار غضبا، وأردت تصحيح ما وقعت فيه من خطأ؛ فقلت عنه إنه "الأديب الفلسطيني" فهاج وماج وأرعد وأزبد وقال لي "إنني أديب عربيّ".
ويبين شقيقه أكرم: "عادل واسع الاطلاع على الآداب التركية، وله في شعرائها وكتّابها آراء، وكثيرا ما كان يفاضل بينهم، فيضع الشاعر التركي الأعظم "عبد الحق حامد" في الذروة، وأذكر انه كان يتحسر على فقدان ديوان الشاعر التركي "توفيق فكرة" واسمه "رباب شكسته" أي القيثارة المحطمة، وفي الديوان قصيدة رائعة بعنوان "سيس" أي الضباب، وكان عادل مفتونا بها يردد كثيرا من أبياتها، حتى إذا علم أن السري العراقي محمود صبحي الدفتري، ضليع في الآداب التركية، بعث إليه يرجوه بأن يتحفه بصورة عنها، فأرسلها إليه مصحوبة بأخرى لتوفيق فكرت عنوانها "رجوع". والقصيدة الأولى يتحدث فيها الشاعر عن الآستانة المتوارية وراء ضباب من الشرور في العهد الاستبدادي، وكان عادل يرجو أن يترجمها إلى العربية، وكنت أحدث الأستاذ محمد الشريقي في هذا، فسمعته يتلوها غيبا في نشوة غامرة، وقال لي أنه ترجمها في مطلع صباه، ولكنه يرجو أن يترجمها ثانية ليطلع عليها أبناء العربية، ولعله يقدّمها إلى روح صديقه عادل زعيتر" .
تركه المحاماة
على أثر إجهاض الثورات والانتفاضات التي قامت ضد الانتداب البريطاني، ووعد بلفور المشؤوم، والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والتنكيل الإجرامي بالعرب أصحاب البلاد ... دون نجدة حقيقية مخلصة من الدول العربية "الشقيقة"، وجد عادل زعيتر أن السبب الرئيسي لبدء انحسار راية العرب هما "التخلف" و "التشرذم" ! وأن طريق الأمة الوحيد لإيقاف هذا التدهور والنهوض بنفسها لن يكون بغير "العلم" والإيمان بمثل أعلى هو "الوحدة العربية". ومن هنا تجده يرسل رسالة إلى شقيقه الأستاذ أكرم مؤرخة في 19 فبراير يقول فيها "... بلغت التاسعة والأربعين من عمري، وأصبحت بذلك على أبواب الخمسين، ولا أدري ماذا بقي لي من العمر، ويكاد قلبي يتحرّق من أنني لم أقم بشيء تجاه أمتي مما تطمئن إليه نفسي في عالم العلم والسياسة، فترونني عازما على تطليق المحاماة، وسلوك السبيل الذي كتبت لك عنه في العمل الدؤوب لإنقاذ كرامة الأمة واستعادة مكانتها المرجوّة" .
وبعد تركه المحاماة، انقطع عادل زعيتر إلى العلم والأدب والسياسة المثالية، فاعتكف، وانكبّ على إكمال أضخم رسالة ثقافية يمكن لإنسان "فرد" أن يقدمها لأمته. كلما سأله سائل حول عزلته التي اختارها لنفسه، وانكبابه على نقل الفكر العالمي المبدع إلى العربية أجاب: أمتي بحاجة إلى العلم البنّاء الذي يخدمها ويخدم البشرية، واللحاق السريع بركب الحضارات التي سبقتها .. والأعمار قصيرة، فلا مجال لإضاعة الوقت فيما لا يجدي أو ينفع" .
وفي هذا الصدد يقول عبد الله المشنوق في مقالة بعنوان "الوسيط الاول" نشرتها بيروت المساء (بيروت 12 كانون الأول سنة 1957) : "ولم تعرف العربية مدققا في اختيار الألفاظ الفصيحة كالمرحوم عادل زعيتر ... وقد حدثني شقيقه اكرم عن غلطة اكتشفها في إحدى ترجمات عادل اذ استعمل عادل كلمة الماس - الجوهر الثمين المشهور معرفا مرتين بالألف واللام (الالماس) فكتب له يقول له : الصواب ان تقول الماس، وبعد عام التقيا على التلفون، وكان اولى كلماته لأخيه اكرم بعد تبادل السلامات: الصحيح الألماس، وأنا على صواب ... والحقيقة ان عادلا هو المصيب" .
يقول شقيقه اكرم: كان عادل يحرص على صحة لغته حديثا وكتابه، ويعني بتشكيل كثير من الكلمات التي يحتمل الالتباس في صحة لفظها، فكم من فائدة لغوية يجتنيها قارئ كتبه، وقد تعلمت منه مثلا ان أقول "المُتحف" بضم الميم لا بفتحها، لأنها مشتقة من أتحف لا من تحف .
يبين استاذ التاريخ في جامعة بيت لحم، قسطندي شوملي، في مقاله: "رواد حركة الترجمة في فلسطين"، ونالت اللغة الفرنسية حظا أوفر من الترجمة، بسبب رحلات العديد من الدارسين ورجال الأدب والفكر إلى فرنسا من اجل الدرس والبحث. وقد غذى هؤلاء ثقافتهم بالترجمات. فقد قام عادل زعيتر بترجمة روائع الفكر العالمي إلى العربية، واعتبر من شيوخ النقلة في العصر الحديث، ومن أفضل المترجمين من اللغة الفرنسية، وساهم بدور فعال في نهضة الأدب الفلسطيني. وهو من طليعة المترجمين الأصلاء في النهضة العربية بعامة والثقافة الفلسطينية بخاصة.
أبناؤه
أنجب عادل زعيتر ستة أبناء؛ ثلاثة ذكور وثلاث إناث، إحداهن ربيعة؛ توفيت وعمرها ثمانية أشهر، فبقي له خمسة هم: عمر، و وائل الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي في روما، ونائلة، و وضّاح، وسلمى.
وفاته
يقول شقيقه أكرم: قال لي مرة "حين يبلغ ارتفاع كتبي مرصوصة بعضها فوق بعض قامتي، ينتهي أجلي." فأجبته: على أن تطبع على ورق رقيق رقة ورق السيجارة .. فسرّه الجواب، ولكنه كان يتحسّر أن ينقضي العمر ولا يحقق ما يصبو إليه مرددا: لنا في الدهرِ آمالٌ طوالٌ نُرَجّيها وأعمارٌ قِصارٌ.
وفي يوم 21 تشرين الثاني (نوفمبر) 1957 استيقظ عادل زعيتر في الصباح كعادته، وتناول فطوره، ثم اختلى في غرفة مكتبه لإنجاز ترجمته لكتاب "مفكرو الإسلام" لكارادفو. ولكنه أحسّ بتعب، ففتح الباب ونادى زوجته (أم عمر) لتسعفه بقدح من ماء، فلما عادت ألفته قد فارق الحياة بأزمة قلبية مفاجئة.