المشاريع التطويرية .. نقلة نوعية في الخدمات جنوب الخليل
أمل حرب
لاقى إعلان رزمة من المشاريع التطويرية لتحسين الوضع المائي وتطوير قطاع الصرف الصحي في مناطق جنوب الخليل، ارتياحا لدى المواطنين، وجدد الأمل في إحياء المنطقة وتحويل المناطق الجافة شبه المتصحرة الى مناطق زراعية خصبة تعود بالخير على فلسطين.
وعبر رئيس بلدة يطا ابراهيم أبو زهرة، عن تفاؤله بإحياء المنطقة من خلال المشاريع التطويرية التي افتتحتها سلطة المياه في جنوب الخليل والهادفة لتحسين الوضع المائي وتطوير قطاع الصرف الصحي، وإنهاء الكارثة البيئة والصحية التي يعاني منها المواطنون هناك.
وأوضح لـ "وفا"، أن مشروع الصرف الصحي في البلدية مترابط مع شبكة مياه طولها 95 كم، وبدأ قبل خمسة شهور ويحتاج الى خمسة شهور أخرى حتى يكتمل، كما ان المشروع مرتبط بأعمال اخرى تعمل بها بلدية الخليل في إزالة الترسبات الموحدة في مجرى العبّارات، مشيرا الى ان اعداد الخطط تمت من خلال سلطة المياه، وهي تعمل على إغلاق المجاري المفتوحة بشبكة أنابيب اسمنتية على طول 13 كيلو ونصف، وهذا ما تم التوقيع عليه في الاتفاقية مع سلطة المياه وبلدية يطا وبلدية الخليل، التي ستنفذ في شهر شباط القادم.
وأضاف، عمليا محطة التحلية التي يشملها المشروع ستعمل خلال السنوات القادمة، مبينا ان الارض التي يمر بها سيل المجاري تضررت كثيرا واصبحت لا تصلح للزراعة، بالإضافة الى جلبها للأوبئة والأمراض للمواطنين المجاورين لمجرى السيل.
وتوقع ان يجلب المشروع الخير للمنطقة باستصلاح الأراضي ومعالجة التربة المتضررة، وافتتاح محطة التنقية التي سوف تُستغل في الزراعة بإحياء هذه الاراضي التي سوف تكون حقولا خصبة تخدم كل المنطقة وتعود بالخير على السلة الغذائية في فلسطين.
وأشار الى ان المشاريع ممولة من الموازنة الطارئة لسلطة المياه والتي بلغت قيمتها 1.785 مليون شيقل.
من جانبه أوضح رئيس مجلس الخدمات المشتركة لريف دورا محمد عمرو، انه تم افتتاح مشروع سقف سيل المجاري الذي يمر بمنطقة رابود وأبو العسجا، وتم تغطية كيلو و400 متر في المنطقة السكنية المجاورة للسيل، للتخفيف من معاناة المواطنين من المكرهة الصحية.
وبين أن النتائج المتوقعة من المشروع سيلمسها سكان المنطقة الذين سيستفيدون من أرضهم بكل راحة بعد التلوث الذي حل بها، وسوف يتم استغلالها بالزراعة، والتخلص من المكرهة الصحية، وتمكين السكان من البناء في هذه الاراضي وحمايتها من استغلال الاحتلال بالاستيطان.
وتابع، "بهذه المشاريع سيكون هناك تغيير كبير للمنطقة، وأن المشاريع التي تستهدف المنطقة المهمشة والقريبة من الاستيطان ستبلغ تكلفتها 2 مليون دولار .
وأكد عمرو ان هناك ثورة مشاريع في منطقة الجنوب واهتمام من قبل السلطة الوطنية، باتجاه القرى والمناطق المهمشة وفي مجلس الخدمات هنالك 15 هيئة محلية، وهنالك 45 مشروعا تنفذ بين طرقات ومياه ومجارٍ بالإضافة الى التعليم والصحة، وهذا يعني اننا امام تغيير جوهري في رفع مستوى الخدمات للمواطنين.
وأكد رئيس سلطة المياه مازن غنيم خلال افتتاح عدة مشاريع لتطوير وتحسين الوضع المائي وتطوير قطاع الصرف الصحي في المنطقة الجنوبية، وان هذه المشاريع تأتي بناءً على توجيهات الرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء رامي الحمد لله، في إطار تعزيز صمود المواطنين في المناطق المهمشة وتوفير كافة الخدمات الحياتية ومن ضمنها المياه عَصّب الحياة..
وفِي هذا الإطار قامت سلطة المياه بإنشاء خط مجاري بطول 1027 وبقيمة مالية تصل الى مليون وثلاثمائة ألف شيقل لتنهي تدفق المياه العادمة القادمة من مدينة الخليل وتمر وسط هذه التجمعات، وبعض المنازل لا تبعد عن السيل أكثر من 5 أمتار وهناك ما يقارب الـ 500 أسرة تتأثر بروائح المياه العادمة ومن خطر الفيضان وأكثرها في منطقة أبو العسجا.
وسيمتد العمل في هذا المشروع ليتضمن تنفيذ خط بطول 1200م في المرحلة الثانية، بقيمة مالية تصل الى مليون ونص مليون شيقل وهي من ضمن الموازنة التطويرية لسلطة المياه التي تسعى لأن يكون الوادي خاليا نهائيا من المياه العادمة نهاية 2021.
هذه المشاريع التي نفذتها سلطة المياه ضمن برنامج الطوارئ تعتبر مشاريع هامة وانسانية لهذه التجمعات التي تعاني من كارثة حقيقية تؤثر على حياة المواطنين وتدمر أراضيهم، وستساهم في التخلص من تدفق المياه العادمة وتخلص أهالي المنطقة منها، وكذلك الحفاظ على أراضيهم من الملوثات.