ديناشقة: فلسطين بلد جميل يخربه الاحتلال
عُلا موقدي
بدأت ديناشقة (18 عاما) المولودة في الدنمارك، وتعيش في لندن، قبل عام الاهتمام بالقضية الفلسطينية والتطوع لخدمتها والتعريف بالاحتلال الاسرائيلي، وزارت فلسطين للقيام بعدة نشاطات تطوعية (قطف زيتون، ومظاهرات سلمية، وغيرها في كفر قدوم، والخليل، ودير استيا) لتكون على مقربة من القضية التي آمنت بعدالتها وأهلها والظلم الواقع عليهم منذ أكثر من 70 عاما.
ديناشقة قالت لـ"وفا": اخترت القضية الفلسطينية لأنني مهتمة جدا بحقوق الانسان، خصوصا أنني ابنة عائلة مهاجرة من ويلات الحرب في سيريلانكا.
وأضافت: والداي هربا من سيريلانكا إلى الدنمارك بعد الحرب الأهلية في الثمانينيات، وكنت مهتمة بنقاش ما جرى من تطورات، رغم أن الأغلبية كانت تتجنب الخوض في التفاصيل؛ كونها تجرح مشاعرهم وتذكرهم بوطنهم، وبعد أن شعرت قرب قضية عائلتي من القضية الفلسطينية، قررت أن أشارك كمتطوعة، خاصة أنني أدرس القانون ومهتمة في حقوق الانسان، لذلك أردت أن أعيش هذه التجربة بنفسي كنوع من التضامن أيضا.
وأوضحت: أول مرة سمعت عن القضية الفلسطينية كانت في شهر كانون الأول 2017، خلال حصة التاريخ، وكان الموضوع عن المملكة البريطانية في أوائل القرن الماضي. حيث تعلمت في المدرسة كيف أعطت بريطانيا الوعود للعرب واليهود في ذلك الوقت على سبيل المثال وعد بلفور سنة 1917. وكانت هذه الوعود مصلحتها حماية المملكة البريطانية في الدرجة الأولى أو مصالح المملكة في الشرق الأوسط.
وتضيف ديناشقة، أنها تنتقد المملكة البريطانية وتصرفاتها حيث إنها دمرت حياة الكثير من الفلسطينيين، الأمر الذي جعلها تكره المملكة البريطانية أكثر، وتتخذ موقفا من قراراتها ووعودها.
وتقول: أنا أعلم أن فلسطين محتلة منذ أكثر من 70 عاما، وأكثر من 550 قرية فلسطينية دمرت بهدف اقامة دولة اسرائيل، بالإضافة الى أن الأراضي ما زالت تتسرب بطريقة أو بأخرى للإسرائيليين، وأعلم أيضا أن المواطنين الفلسطينيين يقعون تحت حكم الجيش الإسرائيلي، وهم مستهدفون في أي لحظة.
وترى أنه أمر محبط رؤية المواطنين الفلسطينيين يعاملون كالطبقة المسحوقة في الضفة الغربية سواء على الحواجز بين المدن، أو بالاستيلاء على الأراضي، لإجبار الفلسطينيين على الرحيل وتوسيع المستوطنات.
وتضيف: من المؤسف حقا أن نسمع عن بعض الحالات الفلسطينية، خصوصا الاطفال والشباب الذين يعتقلهم الجيش الاسرائيلي بادعاءات ليست صحيحة. أو على سبيل المثال رمي الحجارة على الجيش من الممكن أن يؤدي الى السجن لمدة أشهر أو أعوام! والشيء الذي يغضبني حقا أن أرى الفلسطينيين بلا قيمة في نظر الاحتلال، حيث إن الذين يقتلون الفلسطينيين لا يتلقون أي عقاب. بل إن القتلة يتلقون الدعم والجوائز.
وعن تطوعها على أرض الواقع، قالت: بعد أن شاركت في مظاهرة في كفر قدوم تعاطفت أكثر مع الفلسطينيين، وشعرت بهم عاطفيا ونفسيا، وبدأت بالبكاء في الحمام حتى لا يراني المتطوعون الاخرون ضعيفة، وشعرت أني لا أستطيع أن أبكي وأظهر ضعيفة أمام الفلسطينيين الذين تبدو عليهم القوة والقدرة على التحمل، وأغضبني أيضا أن أرى كيف يتعرض المستوطنون للقرى الفلسطينية ويعيثون فيها الفساد والخراب، وهم تحت حماية جيش الاحتلال. بالرغم من ذلك أنا فخورة كوني أدعم القضية الفلسطينية في قضيتهم العادلة، واؤمن حقا أنهم سوف يتحررون من الاحتلال الاسرائيلي، وستكون فلسطين حرة.
وتتابع ديناشقة، أخبار فلسطين اليومية المحلية، فتقول: شعرت بالفرحة عندما رأيت اطلاق سراح المعتقلين، الشاب شادي فراح وصديقه أحمد بعد أن قضوا 3 أعوام في السجون بادعاءات كاذبة. لقد تحدثت عن القضية الفلسطينية لأصدقائي المقربين وبعض أساتذة القانون في جامعتي، وانا عضو في المحامين من أجل حقوق الانسان الفلسطيني، ولقد طلبت منهم أن اشارك تجربتي معهم في المنظمة وأنتظر الرد.
وعن عملها المستقبلي كمتطوعة لصالح فلسطين، قالت: في الأيام القادمة سوف اشارك تجربتي في القضية الفلسطينية لكل شخص اعرفه. نادرا ما كنت اشارك هذه القضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكني أعلم أنها وسيلة جيدة لتوصيل القضية للرأي العام عالميا، يجب أن تظهر الحقيقة للعالم أن فلسطين تعيش أسوأ احتلال مر عبر التاريخ. أنا أحاول أن أنظم مظاهرة في لندن وأن أحرز دورا فعالا في الدفاع عن الحق الفلسطيني عندما أعود للجامعة في لندن. وأخطط لأعود إلى فلسطين بشكل متكرر حتى أدعم هذا الشعب. وأتمنى أن اجذب انتباه المواطنين في لندن حول القضية الفلسطينية العادلة حتى لو بأقل الأشياء وبأبسط الطرق.
"في نظري، أعتقد أنه على الجميع زيارة فلسطين مرة في حياتهم كنوع من التجربة والتغيير. ومن الممكن ان يقدموا الدعم للفلسطينيين الذين سيكونون سعيدين بذلك وسوف يحظون بأصدقاء جدد. فلسطين تمتلك طبيعة جميلة بجبالها وتلالها والهواء المنعش." تقول ديناشقة.