"خراريف" هادفة
أمل حرب
تتفانى الحكواتية فداء عطايا، لجذب انتباه الحاضرات لقصتها أو كما تقول "الخُرّيفية"، التي تسردها، فترفع صوتها تارة وتخفضه أخرى، تنفعل وتغضب وتفرح، واحيانا تدق على الدف وتهمس بأغان تلامس وجع أبطال حكايتها.
الحكواتية عطايا، من قرية كفر نعمة قرب رام الله، تقول إنها أخذت هذه المهنة عن جدتها، التي كانت تروي لها "خراريف" مليئة بالحكمة والصور المثيرة، التي تحفز الخيال والتفكير، "كبرت وتربيت عليها، لذا قررت أن أسلك الطريق ذاتها وأروي "خراريفي" الخاصة".
"الحكواتي الناجح، إنسان يحب أن يروي حكاياته، ولديه القدرة على الاستماع للناس، ويرتحل ليأخذ خبرات الكبار، وان يكون ملما بالقضايا الاجتماعية، ومؤمنا بعمله"، قالت عطايا.
"جدتي كانت تحكي حكايات عصرها وزمنها، اما أنا لدي حكايات عصري ومشاكله، وأحاول أن أكون بحكمتها وقدرتها على اختزال الزمن في حكاية"، تضيف عطايا.
"درست تربية علم نفس، ودراما في التعليم، وفنا مسرحيا، حتى اضاهي جدتي بأسلوبها وطريقة سردها للخراريف، اشعر بتحسن دائما، إلا انني لم اصل إلى مستواها بعد"، تابعت عطايا.
"المسرح غير مهم بالنسبة لي، المهم التفاعل، وهذا يحتاج إلى اسلوب، وقد يكون ساخرا او جادا، المهم أن يلهم الجمهور ويحفز خياله ويساعده على التفكير بطريقة مختلفة".
وتقول: "ما يهمني بالدرجة الأولى تفاعل الجمهور، سواء اعجب بما قدمه او لا، المهم ان يكون حقيقيا، وهذه قمة الابداع، ولكن اذا شعر الجمهور بما اقوله وفكر به، فهذه قمة النجاح بالنسبة لي".
وتضيف: "الزي الذي ارتديه أثناء العرض مهم لخدمة الهدف، لذا يجب أن يتسم بالبساطة ويعطي انطباعا بالبساطة، والعفوية، والصدق".
وكانت عطايا، قدمت عرضا دراميا حول العنف ضد المرأة لمناسبة الحملة العالمية (16 يوما لمناهضة العنف ضد المرأة)، في مقر محافظة الخليل، بالتعاون مع جمعية النشاط النسوي بالخليل، تناولت فيه وضع المرأة المعنفة وأنواع العنف الممارس ضدها.
مديرة دائرة المرأة والطفل في محافظة الخليل إيمان أبو ريان، قالت إن العرض تناول موضوعا حول العنف ضد النساء، من خلال الحكواتي، وهو اسلوب جديد لمعالجة هذه الظاهرة، من خلال دفع النساء المعنفات إلى التفكير مليا في وضعهن واخذ القرارات المناسبة لحالتهن ووقف العنف الذي يستهدفهن.
السيدة أسيل محمود، من الحضور، تقول: إن "العرض لامس الروح، وحفز كل امرأة تعرضت للعنف على المقاومة وعدم الاستسلام والخضوع ..".
"أسلوب الحكواتية رائع، أوصلت المعلومة بأسلوب بسيط، أفضل من المحاضرات والندوات وتلقي النصائح وغيرها من الطرق، التي أصبحت مملة".
آيات السويطي، قالت إن العرض شيق وممتع، يترك للمرأة مجالا للتفكير في ذاتها واخذ القرار المناسب في الوقت المناسب لرفع الظلم عنها واسترجاع حقوقها.