زينة صانوري.. الطلبة بحاجة إلى المعلم الإنسان
عُلا موقدي
في 13 كانون الأول الجاري، انطلقت مجريات مسابقة الإنجاز والتميز ومسابقة معلم فلسطين لعام 2018، وأعلنت وزارة التربية والتعليم العالي عن اسم الحائز على لقب أفضل معلم في فلسطين؛ وهي المعلمة زينة صانوري من مدرسة ذكور سرطة الثانوية بمديرية تربية سلفيت.
زينة وليد مصطفى صانوري (29 عاما)، التحقت في تخصص اللغة الانجليزية وآدابها بجامعة بيرزيت في العام 2007، وفي العام 2011 التحقت بجامعة النجاح الوطنية للحصول على شهادة الدراسات العليا بتخصص لغويات تطبيقية وترجمة، وفي العام 2014 التحقت في مهنة التدريس بمدارس محافظة سلفيت، وتعمل حالياً في مدرسة ذكور سرطة الثانوية.
تقول الصانوري لـ"وفا"، "كان شعار الأولاد دائما أنهم لا يعرفون شيء باللغة الانجليزية، ولا يحبونها، وتفاجأت من التحصيل الأكاديمي المتدني في المادة، وكانوا دائما يطلبون مني التكلم معهم باللغة العربية، صدمني الواقع، ووضعت أمامي هدف تحسين وضعهم الأكاديمي، وأن يتقبلوا اللغة الانجليزية".
وتضيف: "الطلاب في المدرسة بحاجة إلى أم وأب قبل المعلم والتعليم، بحاجة إلى المعلم الإنسان، وتعليم يركز على أهدافهم الوجدانية والمعرفية والحركية، ويغرس بداخلهم قيم ومفاهيم جديدة كحب الوطن وإحياء المناسبات الوطنية، وبث روح العمل التعاوني والتطوعي فيما بينهم، وتعريفهم بالثقافات والشعوب الأخرى".
وتتابع: "اتبعت استراتيجية (لا طفل يترك بالخلف-No Child Left Behind " العالمية، والتي تنص على دمج الطلاب في العملية التعليمية على اختلاف مستوياتهم"، وتركز الصانوري على خاصية "تفريد التعليم" أي أن كل طالب هو فريد من نوعه ولديه ميزة مختلفة عن الآخر، حتى يؤمن بذاته أنه قادر على فهم المادة وأنه يستطيع الإنجاز، بما في ذلك طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، واستخدام تكنولوجيا التعليم بأساليب تتماشى مع متطلبات القرن الحادي والعشرين.
وتشير الصانوري: "خلال الأربع سنوات في عملي تحسنت مهارات الطلبة ومستوياتهم الأكاديمية من 18% إلى 60% وما زالت الامكانية متاحة لرفع نسبة تحصيلهم، كان حُلمي في مرحلة التوجيهي أن أكون من الـعشرة الأوائل في فلسطين، ولم يتحقق الحلم إلا بعد 11 عاما، والدتي هي المعلّم الأول في حياتي وكانت دائما قدوتي في التعليم، فهي معلمة اللغة الانجليزية وكانت متميزة في مهنتها، واليوم بالمثابرة والعمل الجاد والدعم المستمر، نخطو على خطوات المعلم الأفضل في العالم حنان الحروب، وننتظر الدخول إلى المرحلة الثانية للمنافسة على مستوى العالم".
تأتي هذه الجائزة بموجب قرار بقانون من الرئيس محمود عباس عام 2016، يقضي بإنشاء صندوق الإنجاز والتّميزِ لدعمِ التّعليم، بتوصية من وزير التربية والتعليم، والتي تهدف إلى المساهمة في تبنّي الإبداعاتِ التي تعمل على تحسين نوعية التعليم وتحفيز المتميزين من العاملين في التعليم، وتستهدف كل من يعمل في وزارة التربية ومديرياتها من إداريين ومعلمين ومشرفين ومرشدين، والمدارس الخاصة ومدارس وكالة الغوث والجامعات، في المحافظات الشمالية والجنوبية.
كما أعلنت المسابقة، أسماء الفائزين بجائزة الإنجاز والتميز لدعم التعليم في دورتها الثانية للعام 2018.
وبحسب رئيس لجنة الإنجاز والتميز لدعم التعليم مصطفى العودة، فإن عدد الطلبات المقدمة لجائزة الإنجاز والتميز لهذا العام بلغت 1128، مرّت في عملية التقييم المحلي، وتأهل منها للمرحلة الثانية 203 مبادرة؛ فاز منها 73 مبادر، 10 منهم ضمن الفئة الأولى، و63 ضمن الفئة الثانية.