رصد التحريض والعنصرية في وسائل الاعلام الإسرائيلية
رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإســــرائيلية، في الفترة ما بين 16/12/2018– 22/12/2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(78)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار، التي تمحورت بشكل أساسي حول التطورات الأمنية الأخيرة في الضفّة الغربيّة، والرئيس محمود عبّاس.
وكتب الصحفيان "ايفخا مستبرا" و"مناحم كلوجمان"، مقالًا تحريضيًّا في صحيفة هموديّع، بعنوان: "بيت مخرب يهدم – لن يعاد بناؤه إلى الأبد" قالا فيه: "تظهر ازدواجيّة أبو مازن رئيس السلطة الفلسطينيّة بصورةٍ واضحة، فهو متلوّنٌ بوجهين يستغلّهما لمصالحه الشخصيّة. وبالرغم من بروز هذا النفاق فإنّ هذا لا يردعه من انتهاج نهجه الحاليّ".
وأضافا: "من جهة، يطلب ابو مازن تصويره كمن لا يدعم استعمال قوة الإرهاب ضد إسرائيل، انما محاربتها دبلوماسيا. كما ويتظاهر على أنه شريك لمحادثات مع إسرائيل، إلا أنه، ذات الوقت، شريك لحماس ولبقية المنظمات الإرهابية – وبالتالي وبشكل غير مباشر، هو شريك لكل أعمالهم الإرهابية الدموية. تعلّمنا هذه من خلال بعض الخطوات التي تتخذها السلطة الفلسطينية، أبرزها دفع أجور شهريّة لعائلات فقدت أحد ابنائها في عمليات إرهابية ضد إسرائيل، كما وتدفع لعائلات الأسرى في السجون الإسرائيلية. كل هذا يأتي ضمن تحريض السلطة الفلسطينية المستمر في كل الشبكات والمؤسسات التعليمية التابعة لهم، والتي تقوم، بدورها، بدعم العمليات الإرهابية ضد إسرائيل كما وتبجّل وتمجّد جميع العمليات الإرهابية التي ينفذها المخربون".
وتابعا: "الأفظع من هذا كله، هو قرار ابو مازن، هذا الاسبوع، لإعادة بناء بيت المخرّب من رام الله، بيت ذات 4 طوابق، وقد أقدمت إسرائيل على هدمه في نهاية الأسبوع. وكما نعلم جميعنا، نتحدث عن بيت مخرب قام بقتل جندي إسرائيلي حين رمى بلاطه عن علو وأدى إلى مقتله على الفور".
تحليل المقال: يتعامل التقرير مع قرارات ومطالب الرئيس الفلسطيني على أنها ازدواجية ونفاق، فمن ناحية هو يدعم المقاومة السلمية ومن جهة أخرى هو يدعم كل من ينفّذ عمليات. بالنسبة للصحفي هذه تعتبر ازدواجية، ولكن يفوته أن مؤازرة الرئيس لشعبه ورفضه لسياسة تعامل إسرائيل مع الشعب الفلسطيني، ابتداء من الإعدامات الميدانية دون الاكتراث للقانون، وانتهاء بالعقوبات الجماعية وتدفيع كل العائلة ثمن فعل أحد أفرادها هو أمر مرفوض للغاية. إضافة إلى كل هذا، يتّجه بعض الصحفيين الإسرائيليين بالتعامل مع المقاومة الفلسطينية على انها مقاومة دينية على أساس صراع ديني بين الإسلام واليهود، متناســـين أن القضية قضية وطن وشعب وليس قضية دين.
وكتب الصحفي أريك بندر، خبرا تحريضيا في صحيفة "معاريف"، قال فيه: "سيقيم رؤساء مستوطنات يهودا والسامرة، صباح اليوم، مظاهرة أمام الكنيست تزامنا مع جلسة الحكومة، طالبين بمحاربة الإرهاب وإعادة الامان لمستوطنات يهودا والسامرة...".
وقال يسرائيل غانتس، رئيس مجلس بنيامين «انا أطالب رئيس الحكومة والوزراء – اعملوا لمحاربة الإرهاب، أعيدوا سياسة الاغتيالات، أعيدوا الحواجز وامنعوا المركبات الفلسطينية من السير بحرية في الشوارع الرئيسية. نحن نريد أن نعيش. سنفتتح في الأيام القريبة مستوطنة جديدة وهي خير دليل على رغبتنا في تطوير المنطقة وازدهارها، واشتياق تلالها لعودتنا».
وقال رئيس منطقة السامرة يوسي دجان: «انا أنادي كل من تهمّه سلامة مواطني إسرائيل، ولكل من لا يقبل بسياسة الاحتواء تجاه المخربين ولا تحيده عن حبه لأرض إسرائيل – أنا أناديه لينضم الينا ويبعث صرخة لدماء اليهود التي سكبت، يبعث صرخة ليمنع عائلة ثكلى أخرى. هذا يهمنا جميعا. تفقد إسرائيل قوة الردع، فهذا ليس صراعا شخصيا بين سكان يهودا والسامرة، كما وليس صراعا بين يمين ويسار. بل هذا صراع اخلاقي ومبدئي لكل انسان عادل، وصراع دولة إسرائيل وشعب إسرائيل على سيادته وحقه في الهدوء والعيش».
تحليل الخبر: بالرغم من أن المقال اخباري بشكل تام، إلا أن الصحفي اختار اعطاء منصة لاقتباسات متطرّفة بحق الفلسطينيين. هذه مظاهرة للمستوطنين أمام البرلمان الإسرائيلي مطالبين الوزراء بتحقيق مطالبهم، «وإعادة الامن والأمان إلى شوارع الضفة الغربية»، «وتنظيف المنطقة من الفلسطينيين» المتحدثين هم رؤساء مجالس لمستوطنات ومناطق في الضفة الغربية، ويوجّهون انتقادات لاذعة للحكومة بدعوى عدم قيامها بالعمل بالشكل السليم. أبرز مطالبهم كانت، فصل عرقي في الشوارع الرئيسية للضفة الغربية، أي عدم السماح للفلسطينيين بالعبور بحرية في الشوارع الرئيسية التي تربط المستوطنات.
في مقابلة مع القناة 7، يحرض رئيس منظمة "نظرة على الإعلام الفلسطيني"، ايتمار ماركوس، على حركة فتح، والإعلام الفلسطيني.
يفتتح ماركوس أقواله باقتباس جملة لعبّاس زكي، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، "اننا نتابع بكل فخر الاحداث في الضفة. 3 شهداء مقابل 3 قتلى إسرائيليين، فهذا أمر عظيم".
"هذه الأجواء في السلطة الفلسطينية" يقول ماركوس. "يهللون في الصفحة الرسمية لحركة فتح مع رفع صور كبيرة للقتلة مرسومة ابتسامة كبيرة على وجههم، وكتبوا "نحن نصلي لأجلهم ولأجل أرواحهم"، كما ونعتوهم ب"أبطال الوطن" وتعابير أخرى. هم ينظرون إلى هذه الفترة كفترة رائعة استطاعوا خلالها قتل وترهيب اليهود".
شدّد ماركوس في كلامه ان تفوّهات من هذا القبيل لا تُقال في العلن دون موافقة أبو مازن. "هو صاحب القرار الأخير" ، يدّعي ماركوس.
أما بالنسبة للمجتمع الفلسطيني وتعامله مع الواقع المتغيّر من حوله، أظهر ماركوس اقتناعا تاما انّه "كلّما أثقلوا كاهل الفلسطينيين أكثر كلّما أرادوا الآخرين بوقف الأحداث. اذا بقي الفلسطينيون بدون عمل لمدة اسبوع او اسبوعين ســــــيفعّلون ضغطا على المخرّبين لعدم تنفيذ عمليات إرهابية".
تحليل الخبر: خلال مقابلة على الراديو لقناة 7، يقوم رئيس منظمة «نظرة على الإعلام الفلسطيني» بالتحريض على حركة فتح وعلى الرئيس الفلسطيني، بتهمة دعم الإرهاب وتأجيج الأوضاع في الضفة الغربية بدلا من محاولة ضبط النفوس والتهدئة.
كما ويدّعي ماركوس، أن اثقال كاهل الفلسطيني وتضييق الخناق عليه يمكن ان يلجم «الإرهاب» ويوقف سلسلة العمليات بحق اليهود.
يتعامل ماركوس مع اليهود على انهم ضحية الوحشية الفلسطينية، وليس على انهم مجموعة من المقتحمين لأرض ليست لهم، ويحظون بدعم من الجيش الإسرائيلي الذي ينفّذ عمليات قتل بدم بارد بحق الفلسطينيين ويفرض عقوبات جماعية عليهم.
وكتبت وزيرة القضاء اييليت شاكيد، على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، "نظمنا اليوم جلسة خاصة في "جفعات اساف" لدعم السكان الرائعين. نعمل، دون كلل، على تسوية الاستيطان في يهودا والسامرة وعلى تقوية قوة الردع ما يمنع المخربين من الإقدام على عمليات".
وأضافت: "أمس صادقنا في لجنة التشريع الوزاريّة على قانون "نسيج الحياة" الهادف إلى تسوية الاستيطان في يهودا والسامرة خلال عاميّن، كما وقمنا بالمصادقة على قانون طرد عائلات المخربين".
وتابعت: "إضافة، وبعد عمل متواصل، نشر المستشار القضائي للحكومة موقفًا يتيح تسوية للبناء القائم في المستوطنات، والذي تضرر جراء المصادرات التي تقوم بها الإدارة المدنية على طول الخط الأزرق. مستمرون".
وحرضت وزيرة الرياضة والثقافة ميري ريجيف، على الفيسبوك، قائلة: "كل بيت مخرب يُهدم سيتم بناؤه مجددًا من قبل أبو مازن الذي يحدثنا عن السلام إلا أنه يثير حربًاً ويدعم الإرهاب. لذلك، هدم بيوت المخربين غير كافٍ، إنما يتوجب ايضًا طردهم وعائلاتهم. وليقم الآن كل السذج وعديمي المسؤولية ويقولوا مرة أخرى أن أبو مازن داعية سلام. استيقظوا، أبو مازن نشط طوال حياته بالإرهاب، سواءً بالتنفيذ الفعليّ أو التشجيع بواسطة التحريض وتمويل عائلات مخربين".
وغردت عضو حزب الليكود نافا بوكير، على "تويتر": "على العائلة التي أنجبت قاتلاً حقيرًا، تقع مسؤولية كاملة. قانون طرد عائلات المخربين، الذي ساهمت بطرحه للتشريع، تم التصديق عليه في لجنة الوزراء للتشريع. هدم بيوت مخربين وطرد عائلات- هكذا نكافح الإرهاب ونعيد لنا قوة الردع".
وحرض نجل رئيس الوزراء الإسرائيلي، يئير نتنياهو، على "تويتر"، قائلا: "لتكن ذكرى القتلى خالدة، اتمنى أنّ ننجح بالانتقام لدمهم كما نجحنا في الانتقام لدم زيف وكيم، ضحايا عملية بركان. السلام لن يتحقق ابدًا مع وحوش بشرية تسمى منذ عام 1964 فلسطينيون. علينا أن نشجعهم على الرحيل إلى الـ 22 دولة العربية المحيطة بنا".
وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريجف، كتبت على "الفيسبوك"، "إزالة النصب التذكاري في عكا الذي يمجد الإرهابي، كان عملا مطلوبًا. علينا وضع حد لتمجيد المخربين بادعاء أنّ هذا يقع ضمن حرية التعبير وحرية الإبداع. سعيدة لأنّ المنطق والعقل السليم تغلبا في هذه الحالة أيضًا. لا يوجد أي مكان لتمجيد من كان عضوًا مسؤولا في تنظيم إرهابيّ قاد عمليات ضد مواطني دولة إسرائيل. يحظر علينا تحويل الإرهابيين لإبطال ومثال يحتذى به".
وأضافت: "أشكر وزير الداخلية والقائم بأعمال وزير الأديان أرييه درعي الذي وافق على طلبي بإزالة النصب التذكاري وأعطى أمراً بحكم منصبه لإزالته فورًا. علينا العمل بقوة ودون هوادة لمنع نشاط أو خطوات مُعَدَّة لتمجيد وللافتخار بالإرهابيين".
وغرد ابراهام نغوسا عضو كنيست عن حزب الليكود، على تويتر قائلا: "قانون طرد عائلات المخربين، عادل. عائلات المخربين تتمتع بامتيازات الإرهاب التي تمنحها لهم السلطة الفلسطينية، عليه تشجع أولادها على تنفيذ عمليات وحشية ضد مواطني إسرائيل الأبرياء، ولا يوجد أي سبب ألا يتم معاقبتهم وبشدة على ذلك".
قام الصحفي اليران أهارون بمقابلة د. افرايم هراري والمختص في الإسلام، حول الأحداث الأخيرة والتصعيد الأمني في الضفة الغربية.
يحرّض هراري بشكل واضح وعلني على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، متّهما أياه بدعم «الإرهاب» وتشجيع الشبان على تنفيذ عمليات وقتل اليهود. كما ويتّهمه بتجذير فكرة المقاومة في أذهان الأطفال منذ الصغر في المدارس وتسميات المدارس والشوارع وهذا ما يجعل شابا بتنفيذ عملية وقتل يهود.
يدّعي هراري انه من العنصري القول انه لا يمكن ان نجد شركاء عرب آخرين، ولكن لا يمكننا التعامل مع ناكر للمحرقة ومموّل للإرهاب مثل الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
استضافت القناة المتطرّفة 20 صحفيًّا من قناة I24 الإخباريّة لتكشفَ بحسب ادعائها عن موضوع جديد لا يعلم به أحد، يتحدّث المقطع التالي عن شخصيات دبلوماسيّة تتعامل مع السلطة الفلسطينيّة وتتلقّى التخفيضات الضريبيّة من إسرائيل. يهدف الكشف إلى إثارة الموضوع وتسليط الضوء عليه حتى يثير بلبلة وبذلك تُسحب تلك التخفيضات والتسهيلات من هذه الشخصيّات لتصعيب مهمّتها وعرقلة تواصلها مع السلطة الفلسطينيّة.
يُظهر التقريرُ أن إسرائيل تتكتّم عن هذه الأمور الالتوائيّة حتى لا تضطرّ للتعامل مع فلسطين على أنها دولة، وأنّ هنالك سفارات مستقلة برام الله، وبذلك تُبقي زمام سيطرتها على كل مجريات الأمور فقط من خلالها وتحت ناظرها.