الاحتلال لم يستطع خنق الإبداع... فاحتجز الجائزة
ساهر عمرو
في الرابع والعشرين من كانون الأول الماضي، لم يتمكن الباحث الفلسطيني محمد ذياب أبو صالح أثناء عودته من الأردن من ادخال جائزة الملك عبد الله الثاني للإبداع (2018) التي فاز بها في حقل الآداب والفنون؛ بحجة إخضاعها للجمارك.
الجائزة التي منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من إدخالها عبر معبر الكرامة هي عبارة عن رصيعة ذهبية تحمل صورة للملك عبد الله الثاني، وشعار الأمانة، بالإضافة لاسم الجائزة، حيث تم تكريمه من قبل رئيس الوزراء الأردني، نيابة عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.
الكاتب أبو صالح (73 عاما) المتخصص في الشؤون التاريخية والإسلامية حصل على المركز الأول في موضوع المواطنة والهوية الوطنية، عن كتابه "بيت المقدس وكنوز المسجد الأقصى المبارك"، وذلك مناصفة مع الباحث الأردني مجد الدين خمش، بعد منافسة شديدة ما بين 127 كاتبا وباحثا عربيا، مثلوا 13 دولة عربية.
وذكر أبو صالح لـ"وفا"، إن الكتاب الفائز يأتي في ثمانية أبواب، يوثق فيها الحق التاريخي للفلسطينيين في القدس، منذ نشأتها حتى يومنا هذا، وقد صدر في طبعتين الأولى عام 2016، وضمت 600 صفحة، والثانية صدرت عام 2018، وضمت 800 صفحة.
وتعتبر هذه الجائزة من أكثر الجوائز أهمية وتميزا بين الجوائز العلمية والإبداعية التي تقدمها المؤسسات الرسمية، سواء الأردنية منها أو العربية، وهي جائزة تمنح مرة واحدة كل عامين، في مجالات الآداب والفنون، والعلوم.
حجبت هذه الجائزة ضمن هذا الموضوع (المواطنة) منذ ست سنوات، ولم تمنح وقتها لأحد؛ لعدم وجود نص يستحقها، إلى إن جاء نص الكاتب الفلسطيني للعام 2018.
وأضاف، ان حصوله على هذه الجائزة والتكريم الذي رافقها ما هو إلا تتويج لمسيرة طويلة من العمل الجاد، استمرت لعشرات السنين، أصدرت خلالها أحد عشر كتابا، وما يزيد عن ستين بحثا متخصصا، مشيرا إلى انه كان يتمنى أن يعود برفقة هذه الجائزة لفلسطين، إلا أن ما أقدم عليه الاحتلال من حجز للجائزة منحها قيمة إضافية، مؤكدا انه سيعمل كل ما في وسعه لاستعادتها.