بيان الأمن الحمساوي.. نسخة الأضاليل ذاتها
كتب: المحرر السياسي لصحيفة "الحياة الجديدة"
يفضح بيان الأمن الحمساوي الذي صدر أمس السبت، بشأن جريمة تدمير مقر تلفزيون فلسطين في غزة مدى ضلوع القرار القيادي الحمساوي في ارتكاب هذه الجريمة، فالبيان أولا وصف هذه الجريمة بالحادث (..!!!) ولم يستخدم حتى كلمة اعتداء، ما يتنافى مع أبسط قيم الموضوعية والنزاهة في بيانات التحقيقات القانونية والجنائية وصياغات مشاهداتها العينية، فمقر تلفزيون فلسطين في غزة لم يتعرض لحادث سيارة، أو زلزال ولم تسقط عليه صخرة من الفضاء، والأهم من ذلك لم يقدم البيان بنقاط خمس غير ما يبرر ارتكاب هذه الجريمة النكراء بالادعاء ان من قاموا "بهذا الفعل"- لا يقدم البيان أي توصيف لهذا الفعل برغم جرميته الواضحة - هم موظفون قطعت رواتبهم وهذه هي ذات الفبركة الحمساوية التي ما زالت تشكل لازمة أساسية في معظم بيانات وتصريحات وخطب حماس الدعائية، ومن الواضح ان حجم ومستوى حملات الاستنكار والتنديد لهذه الجريمة النكراء من قبل الكل الوطني هو ما دفع بالأمن الحمساوي لإصدار هذا البيان المتهالك على غاياته الحزبية والدعائية.
معظم بيانات وتصريحات التنديد والاستنكار لم تغفل الإشارة الى مسؤولية حماس عن هذه الجريمة ولسبب بسيط ان حماس هي سلطة الأمر الواقع في قطاع غزة، هذه السلطة التي سبق وفبركت عروضا مسرحية فاشلة للتهرب من مسؤوليتها تجاه جريمة تفجير موكب رئيس الوزراء رامي الحمد الله، ومدير جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج بدايات العام الماضي، هذه السلطة لم تعد تملك كلما ارتكبت إثماً وعدوانا بحق حماة المشروع الوطني غير خطاب الخديعة والأضاليل والكذب المفضوح، وسنرى كيف ستطوى تحقيقات الأمن الحمساوية في ادراج حسابات العمليات "المجهولة" وبعد ان تكافئ "مجهوليها" الذين دمروا مقر تلفزيون فلسطين.