اهتمام لافت من الإعلام المصري بزيارة الرئيس
لاقت زيارة رئيس دولة فلسطين محمود عباس الأخيرة لجمهورية مصر العربية اهتماما كبيرا من وسائل الإعلام المصرية المختلفة، وحظيت بتغطية إعلامية واسعة من خلال الأخبار والمقالات الصحفية التي تناولت لقاء سيادته مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ومع امين عام الجامعة العربية أحمد ابو الغيط، والأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية في جامعة الدول العربية السفير محمد الربيع.
كما تناولت التغطية الإعلامية المصرية مشاركة سيادته الرئيس السيسي في افتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد السيد المسيح" في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، إضافة إلى تكريم سيادته للفنانين والمبدعين والمثقفين والكتاب.
وقال الكاتب في صحيفة الأهرام محمد سلماوي، في مقال حول لقاء الرئيس محمود عباس مع وفد من كبار الإعلاميين والمثقفين المصريين، إن "الرئيس قدم عرضًا واقعيًا ودقيقًا للوضع الحالي الفلسطيني، حيث عرض الموقف كما هو دون تخفيف أو تجميل، معددًا العقبات التي تواجه القضية الفلسطينية".
وأضاف ان الرئيس الفلسطيني أنهى لقاءه ببادرة أمل أثلجت الصدور، حيث تحدث عن التقدم الذي تحققه الآن القضية الفلسطينية من خلال تواصلها مع الرأي العام العالمي وداخل إسرائيل ذاتها، رغم أن تلك الأخيرة تقف بالمرصاد لتلك المحاولات...".
وتابع: "وقد تبادر إلى ذهني بعد انتهاء اللقاء أن كل العقبات التي تحدث عنها محمود عباس هي عقبات مؤقتة، هي قابلة للتغيير، فلا ترامب سيبقى في موقعه، ولا نتنياهو، وإذا تغيرا فستضعف شوكة حماس وستذهب اللقاءات الودية للقادة العرب بالحكام الإسرائيليين أدراج الريح...أو هكذا آمل".
وفي السياق ذاته، أكدت صحيفة الأهرام في مقال رأي لهيئة تحريرها أن "القضية الفلسطينية أولوية مصرية"، حيث أشارت إلى أن المتابع لجهود مصر السياسية والدبلوماسية يدرك أنها تضع المشكلة الفلسطينية على رأس أولوياتها، ولم تتخلف قط عن مناصرتها في مختلف الميادين والمجالات...".
كما تناولت الصحيفة لقاء الرئيس عباس مع الإعلاميين المصريين، وعنونت قول الرئيس: "لن أرضخ للضغوط.. ولن أنهي حياتي خائنًا"، وتلويحه بإعادة النظر في اتفاقية السلام مع إسرائيل، إلى جانب تركيزها على لقاء الرئيس عباس مع الرئيس عبد الفتاح السيسي في قصر الاتحادية.
أما صحيفة الوطن، فتناولت لقاء الرئيس عباس مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية البابا تواضروس الثاني، على هامش مشاركته في "مؤتمر الأزهر العالمي لنصرة القدس"، إلى جانب لقاء الرئيس عباس مع عدد من الكتاب والإعلاميين وقوله: "لن نستسلم ولو وصل الأمر إلى إلغاء أوسلو"، وأن "صفقة القرن انتهت".
كما أبرزت الصحيفة لقاء الرئيس عباس مع نظيره المصري، ومشاركته في افتتاح مسجد "الفتاح العليم" وكاتدرائية "ميلاد المسيح" في العاصمة الإدارية الجديدة.
وفي السياق ذاته، قال الكاتب السيد البابلي في صحيفة الجمهورية، في مقال بعنوان "صراحة أبو مازن"، إن "الرئيس الفلسطيني الذي يعيش الواقع والحدث لم يتحدث عن أحلام بقدر ما يقدم رؤية واضحة للحلم الفلسطيني والعربي الذي يحتاج إلى مسارات أخرى لكي يمكن الوصول إليه".
كما ركزت الصحيفة في عناوينها على قول الرئيس بأنه "لن يقبل أي انتخابات بدون القدس"، وتناولت لقاء الرئيس عباس بنظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومشاركته في افتتاح المسجد والكاتدرائية.
بدورها، سلطت صحيفة التحرير على تصريحات الرئيس عباس خلال لقائه مع الإعلاميين والكتّاب المصريين، وأبرزها بأن "صفقة القرن انتهت"، وأن "السلطة الفلسطينية لن تستسلم حتى لو وصل الأمر إلى إلغاء اتفاقية أوسلو".
من جهته، ركّز موقع "فيتو" الإخباري على عزم الرئيس عباس إلغاء اتفاقية "أوسلو" إذا استمر الوضع على ما هو عليه، خصوصًا بعد أن وصلت الخطورة إلى القدس، كما أنه لن يقبل بحكم ذاتي للضفة الغربية يتمتع بالحقوق المدنية كما يشاع.
أما جريدة الدستور، فأكدت في عناوينها أن الرئيس عباس لن يقبل أي صفقة لا تنصف الشعب الفلسطيني، ونقلت عن العميد خالد عكاشة، الخبير الاستراتيجي ومدير مركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية وعضو المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب، قوله إن الرئيس عباس يزور القاهرة لمواجهة تحديات القضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن زيارته تهدف لتنسيق الجهود والمواقف مع القيادة السياسية المصرية في ظل ما يتعرض له الفلسطينيون داخل الأراضي المحتلة.
أما صحيفة "روز اليوسف"، وجريدة "النهار"، فركّزتا على تأكيد الرئيس السيسي خلال استقبال الرئيس عباس على دعم مصر للحقوق الفلسطينية، وأن القضية الفلسطينية ستظل أولوية في سياسة مصر الخارجية.
من جانبها، تناولت مواقع "اليوم السابع"، و"صدى البلد"، و"بوابة الفجر"، و"إرم نيوز"، و"العربية"، و"الشرق الأوسط"، و"الشروق"، و"مصراوي"، و"المصري اليوم"، و"دوت مصر"، و"الهلال اليوم"، و"صوت الأمة"، لقاء الرئيس عباس مع نظيره عبد الفتاح السيسي، وأبرز القضايا التي تناولتها القمة، إلى جانب تصريحات الرئيس خلال لقائه بالإعلاميين المصريين.
كما أظهرت وسائل الاعلام المصرية اهتماما واسعا بتكريم الرئيس محمود عباس للمبدعين المصريين، فنانين وكتابا، ومنح عدد منهم اوسمة رفيعة، من بينهم الفنانان محمد صبحي، ونادية لطفي، والكاتب وحيد حامد.
واعتبر موقع "البوابة ان هذا التكريم "تقدير للإبداعات الفنية والمسيرة الفنية والنضالية للمكرمين، وشجاعتهم المشهودة في نصرة قضايا أمتهم العربية، وفي المقدمة القضية الفلسطينية".
وقالت صحفية "العرب اليوم" ان منح الرئيس محمود عباس وسام "النجمة الكبرى لوسام القدس" لصبحي وحامد ولطفي، "جاء في اطار تكريم الرئيس الفلسطيني لعدد من القامات الفنية والادبية المصرية، التي أثرت الساحة العربية وناصرت القضية الفلسطينية".
ونقلت وسائل الاعلام عن صبحي تعليقه على منحه وسام "النجمة الكبرى" الفلسطيني بقوله "ان هذا التكريم ارفعه على رأسي وهو أغلى شيء، وهو تعبير عن مدى تعلقي بالقضية الفلسطينية على مدى خمسين عاما"، مضيفا ان "حبي للفلسطينيين سيستمر حتى مماتي"، معربا عن شكره "لهذا التكريم الذي أجله واحترمه".
من جانبها، اعتبرت لطفي في تصريحات تناقلتها وسائل الاعلام المصرية تكريمها من قبل الرئيس عباس "لمسة انسانية قوية ستستمر في قلبي، انا سعيدة بزيارة الرئيس بنفسه لي بالمستشفى، الرئيس عباس ما زال يناضل، وكانت على وجهه ابتسامة وعلامات العزم، وسعيدة جدا بهذا التكريم".
ونقل موقع "فيتو" عن نادية لطفي قولها "عمري مرتبط بتحرير الاراضي الفلسطينية"، داعية المولى عز وجل ان ترى تحرير فلسطين في حياتها.
الكاتب وحيد حامد، وفي تصريحات نقلتها وسائل الاعلام المصرية، قال معقبا على تكريمه من قبل الرئيس عباس "اعتز كثيرا بهذا التكريم وهذا الوسام، لأنه جاء من مناضل كبير وحامل قضية وطنية كبيرة".