أزمة حماس
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
كنا نظن أن غطرسة الجاهل هي من يؤلف تصريحات قادة حماس التوتيرية، لكن مع تصريحات الزهار والبردويل العجيبة الغريبة، صرنا نعرف أن الغباء وحده من يؤلف هذه التصريحات..!! منعت حماس كما بات العالم بأسره يعرف احتفال انطلاقة الثورة في قطاع غزة المكلوم، ومنعته باعتقالها للمئات من كوادر حركة فتح، ورافق ذلك تحطيمها لمقر تلفزيون فلسطين هناك كي تحكم المنع تماما، ومع ذلك يقول البردويل ان حماس لم تمنع الاحتفال (..!!) وان قيادة فتح في غزة هي التي قررت الغاءه..!! الاعجب من ذلك تصريحات الزهار الذي قال ان فتح غير موجودة في غزة (...!!) لتقيم احتفالا بانطلاقة الثورة، قال ذلك وبمنتهى التبجح، وسجون حماس ملأى بكوادر حركة فتح.
نسي البردويل والزهار ان فصائل العمل الوطني في غزة حاولت ثني قرار حماس التعسفي بمنع الاحتفال، الذي هو احتفال لكل هذه الفصائل، غير ان الجماعة الاخوانية استشعرت خطر الاحتفال بذكرى الانطلاقة على مزاعمها واكاذيبها، وحتى على مستقبل وجودها الذي بات في حكم المجهول المعتم، ففعلت ما فعلت من هجوم عنيف على الذكرى وعلى الاستعدادات التي كانت جارية لاحيائها، وحتى لا تكون هناك تغطية اعلامية لكل ذلك، قامت بتدمير مقر تلفزيون فلسطين ..!!!
أزمة حماس على هذا النحو، هي ازمة فهم وعقلانية غائبة، يعمقها الكذب الذي تواصله بلا اي تحسب، والذي يصور لها ما ترغب فحسب، ولشدة ما ترغب من سيطرة وسطوة سلطوية، فانها ترى اكاذيبها كواقع وتصدقها كحقيقة...!!!
فتح التي زرعت بذراتها الاولى في غزة، والحاضرة هناك دوما كما في كل مكان، فتح التي قالت معارك كثيرة، ومؤامرات اكثر، باستحالة شطبها او نفيها او تجاوزها، يقول الزهار بخلاصة القول الاحمق والجاهل ان فتح غير موجودة في غزة، ويقول البردويل ان قيادة فتح في غزة هي من الغت احتفال الانطلاقة، ولا يقول لماذا، ولا يأتي على ذكر اعتقالات حركته لأبناء فتح وكأنها لم تكن البتة..!! وبمثل هذا القول، يبدو من الواضح ان الزهار والبردويل معا لا يعرفان حقا، ان الشمس لا يمكن تغطيتها بغربال، وهذا هو الغباء بشحمه ولحمه.