منبر صلاح الدين
حمزة الحطاب
يعد منبر صلاح الدين في الحرم الإبراهيمي الشريف بمدينة الخليل، تحفة فنية قلّ نظيرها في العالم، فهو أقدم منبر خشبي إسلامي ما زال مستخدما حتى اليوم، أمر ببنائه المستنصر بالله بدر الدين الجمالي، قائد الجيوش الفاطمية بمصر في العام 1029 ميلادية.
ما يميز منبر صلاح الدين أنه مصنوع من خشب الأبانوس المطعّم، ولا يوجد فيه أي مسمار، وإنما ركب بطريقة "التعشيق، وله نموذجان آخران، أحدهما بالمسجد الأموي في دمشق، والآخر في المسجد الأقصى وأحرق في العام 1969.
على مسافة أمتار من منبر صلاح الدين في الحرم الإبراهيمي تقع قبة أعلى الغار الشريف، الذي يضم رفات الأنبياء، ويجرى إسراجها بالزيت يوميا من قبل موظفي الحرم، منذ مئات السنين. معاناة الحرم الإبراهيمي الشريف، بشواهده الإسلامية التي تتوزع بكافة أركانه، تتجلى بتدنيسه من قبل الاحتلال الإسرائيلي في ما يسمى "الأعياد اليهودية" إذ يستباح بالكامل، ويحرم المصلون المسلمون من الوصول إليه. نجح الاحتلال بعامل القوة، بفرض سيطرته على الحرم الإبراهيمي وقسمه وحرم آلاف المسلمين من الوصول إليه، ولكنه لن ينجح في محو الطابع الإسلامي للحرم، الذي تجذر منذ مئات السنين.