الثروة الحيوانية تنعش اقتصاد كفر ثلث
ميساء عمر
تعزز الثروة الحيوانية في بلدة كفر ثلث جنوب شرقي مدينة قلقيلية، من الاقتصاد المحلي للبلدة، فمنذ القدم والى اليوم يهتم سكانها بتربية الحيوانات بأنواعها، فأصبحت مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء، يعتزون بها، ويعملون جاهدين على الحفاظ عليها، بالرغم من العقبات التي يواجهونها.
يقول رئيس بلدية كفر ثلث حسني عودة، بأن البلدة تعتبر من أكثر البلدات في محافظة قلقيلية اهتماما بالثروة الحيوانية ولا يكاد يخلو منزل عائلة من رأسين أو ثلاثة من الأغنام على الأقل.
ويضيف: "تشكل الثروة الحيوانية مصدر دخل للبلدة، فالألبان والأجبان يتم بيعها لمختلف المحافظات، وما ساعد على الاهتمام بها مساحة اراضيها الواسعة المشجرة، ودرجة حرارتها، الا أن تربية الحيوانات تراجعت عن السابق، وأصبح المربون يتمركزون بالأغلب في المنطقة الشرقية من البلدة بمنطقة العيون ويطلقون على انفسهم "تجمع عرب الخولة" وهي من المناطق المصنفة "ج".
وتحرص مديرية زراعة قلقيلية على الاهتمام بمربي الثروة الحيوانية من خلال تنظيم المحاضرات التوعوية، والعمل على ادخال السلالات المحسنة، وتنظيم جولات داخلية وخارجية للمزارعين لتبادل الخبرات، بالإضافة الى توزيع شوادر وحبوب شعير، وبذور تسمين، ومعدات تصنيع أجبان، ومقصات كما يقول رئيس قسم المجترات في مديرية زراعة قلقيلية احمد شهاب.
وبحسب شهاب تحتوي البلدة على "220" رأسا من الأبقار، و"4000" رأس غنم موزعة بين(2900 ماعز- 1100 ضأن)، ودجاج لاحم "15.000"، ودجاج بياض "30000"، و"410" خلية نحل".
ويرى رئيس الجمعية التعاونية لإنماء الثروة الحيوانية في محافظة قلقيلية رسمي شواهنة، أن الثروة الحيوانية تواجه تحديات أثرت بشكل سلبي على مربي الحيوانات، ومنها مشكلة تسويق المنتجات، وقلة المراعي بسبب جدار الفصل العنصري الذي أسر الكثير من الأراضي، بالإضافة الى ارتفاع اسعار الأدوية والأطعمة والاعلاف، ويقول "في الجمعية نحاول جاهدين تذليل العقبات أمام المزارعين لتثبيتهم وتشجيعهم، فقمنا بفكرة شراء الأعلاف بشكل جماعي، للاستفادة من الخصم السعري".
ويضيف شواهنة "المزارعون بحاجة الى دعم مادي ومعنوي من قبل الجهات المختصة للحفاظ على استمراريتهم في العمل وابقاء القطاع الحيواني مستعدا لمواجهة كل الظروف الصعبة التي تلحق به".
تحتاج تربية الحيوانات الى عناية فائقة، ومتابعة مستمرة، كما يقول المزارع عبد الفتاح غنام، حيث يعتبر الـ"30" رأس من الأغنام التي يمتلكها مصدر رزقه.
أما المزارع محمد عودة الذي يواظب على تربية الأبقار منذ "20" عاما، فيقول: "اعتمد على البيئة النموذجية في تربية الأبقار، وأقوم بتوزيع الألبان والأجبان الى خارج البلدة بشكل يومي، وهو أمر اعتدت عليه أنا وعائلتي، نساعد بعضنا البعض".
وتمتاز بلدة كفر ثلث بطبيعتها الجبلية ما سهل عملية انشاء قنوات تصريف للمياه، بالإضافة الى احتوائها على عدة مصار للمياه، وشبكة مياه داخلية، وهو ما يعتبر بيئة مناسبة لتربية الحيوانات.