خمسينية الشتاء: حكايات "ساخنة" لقسوة البرد
عبد الباسط خلف: ما أن يحل شهر شباط إلا ويشتعل حنين الثمانيني محمد الحاج يوسف لما نقله له والده من قصص شعبية، لخّصت أسباب التسمية لخمسينية الشتاء أو ما يُعرف بـ"السعودات: سعد الذابح، وبلع، والخبايا، والسعود.
يقول: مما عرفته من والدي قبل مماته، وكبار السن أيام زمان، أن رجلاً اسمه سعد سافر في الأول من شباط وعندما اشتد البرد ذبح ناقته واحتمى بجلدها حتى انتهى البرد، فيما لم يقبل من رافقه فعل الشيء نفسه، وحافظوا على قطعان إبلهم، فجرتهم مياه الأمطار في الوديان، فيما ظل سعد على قيد الحياةً.
ووفق روايات شفوية أخرى، تنتشر في صفوف كبار السن كحال الحاج يوسف، فإن جماعة من البدو خرجوا للصيد في عهد بني أمية في خمسينية الشتاء, وتعرضوا لمطر وابل أهلك معظمهم, ولم ينج منهم إلا القليل، ومن بينهم رجلا اسمه سعد. ولما عادوا إلى مضاربهم سأل أبو سعد عن ابنه فقالوا له: سعد ذبح ناقته واختبأ بها ثم ابتلعت الأرض الأمطار فأفرجت وخرج سعد من مخبئه ومن هنا جاءت التسمية .
وتقول قصص أخرى إن سعداً كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل, فلم يسمع نصيحة أبيه ظنا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته, وفي ذلك الوقت كان دافئا, ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق حتى بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة, و لم يكن أمامه سوى ذبح ناقته الوحيدة، حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس, وعندما ذبح الناقة سمي سعد الذابح .
يكمل الحاج يوسف، كما تؤكد حكايا شعبية أخرى تختلف قليلاً في التفاصيل: بعد أن جعل سعد جلد الناقة بيتا له، جاع ، و لم يجد أمامه سوى لحم الجمل للأكل وهكذا كان سعد البلع , و بعد ان انتهت العاصفة و ظهرت الشمس خرج سعد من مخبئه, فرحا بالحياة مجددا بسبب ذكائه في التصرف فكان سعد السعود, وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل صنع لنفسه معطفا من وبر الناقة، وحفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج، فكان سعد الخبايا.
واستناداً إلى الحاج يوسف الذي أبصر النور في عام 1927، فإن سعد بلع يعني أن الأرض تبلع كل المطر الذي يهطل عليها، أما سعد الخبايا، فيشير إلى انتشار ما تخفيه الأرض من قوارض وأفاعي، فيما يعني سعد السعود، انتشار الحياة في عود الأشجار، وبداية تفتح براعمها وإزهارها.
لكن قصصا توردها كتابات شفوية شامية، تقول إنه في قديم الزمان خرج شخص من منزله ويدعى (سعد) إلى الحقل برفقة بقرته، وفي هذه الأثناء هبت عاصفة قوية وبرد قارس مع ثلوج غزيرة فلم يستطع سعد العودة إلى بيته.فحزنت أمه كثيرا، فقال لها والده: لا تحزني، وتأكدي سعد إذا ذبح فلن يُذبح، وإن لم يذبح فسيُذبح وفعلاً عاد سعد بعد فترة إلى منزله وهو متلحف بجلد البقرة .
غير أن هذه الحكايات غير الموثقة بسند تاريخي دقيق, جاءت بناء على انقلاب أحوال الطقس, فسعد الذابح يعني القاسي لأنه معروف بشدة برودته, وسعد بلع لأن الأرض تبلع مياه الأمطار أو بسبب جفاف المياه بفعل الرياح, وسعد السعود بسبب بدء ارتفاع حرارة الجو, وسعد الخبايا تخرج الحشرات بعد السبات الشتوي .
ويبدأ، وفق الحاج يوسف سعد ذابح من 1 - 12 شباط, وقالوا فيه: سعد ذابح ما بخلي كلب نابح.أما سعد بلع فوقته من 13 - 25 شباط, وقالوا فيه: "سعد بلع لا زرع ولا قلع, وبسعد بلع السما بتشتي والأرض بتبلع" . ويحل سعد سعود من 25 شباط - 10 آذار, وقالوا فيه: " بتتحرك الماوية في العود" .ويحل سعد الخبايا من 10 - 22 آذار, وقالت فيه الأمثال الشعبية: "سعد الخبايا بتتفتل فيه الصبايا, وبسعد الخبايا .. اشلح الفروة والبس العباية".
ويقول الشاب إبراهيم النورسي(25) عاماً، أنه لم يسمع في حياته بقصص "سعود الشتاء"، ولا يعرف ترتيبها، ووقتها، ولا يعنيه ذلك.
لكن التاجر الأربعيني ماجد عبد العزيز، يؤكد أنه يعرف أسماء "سعود الشتاء"، دون حفظ ترتيبيها بالأيام، ويعرف أن أقواها سعد الذابح، كما سمع من والده.
يقول: مما عرفته من والدي قبل مماته، وكبار السن أيام زمان، أن رجلاً اسمه سعد سافر في الأول من شباط وعندما اشتد البرد ذبح ناقته واحتمى بجلدها حتى انتهى البرد، فيما لم يقبل من رافقه فعل الشيء نفسه، وحافظوا على قطعان إبلهم، فجرتهم مياه الأمطار في الوديان، فيما ظل سعد على قيد الحياةً.
ووفق روايات شفوية أخرى، تنتشر في صفوف كبار السن كحال الحاج يوسف، فإن جماعة من البدو خرجوا للصيد في عهد بني أمية في خمسينية الشتاء, وتعرضوا لمطر وابل أهلك معظمهم, ولم ينج منهم إلا القليل، ومن بينهم رجلا اسمه سعد. ولما عادوا إلى مضاربهم سأل أبو سعد عن ابنه فقالوا له: سعد ذبح ناقته واختبأ بها ثم ابتلعت الأرض الأمطار فأفرجت وخرج سعد من مخبئه ومن هنا جاءت التسمية .
وتقول قصص أخرى إن سعداً كان في طريقه للسفر فنصحه أبوه أن يتزود بفراء وقليل من الحطب اتقاء لبرد محتمل, فلم يسمع نصيحة أبيه ظنا أن الطقس لن يتغير كثيرا أثناء رحلته, وفي ذلك الوقت كان دافئا, ولكن ما أن بلغ منتصف الطريق حتى بالغيوم وهبت ريح باردة وهطل مطر وثلج بغزارة, و لم يكن أمامه سوى ذبح ناقته الوحيدة، حتى يحتمي بأحشائها من البرد القارس, وعندما ذبح الناقة سمي سعد الذابح .
يكمل الحاج يوسف، كما تؤكد حكايا شعبية أخرى تختلف قليلاً في التفاصيل: بعد أن جعل سعد جلد الناقة بيتا له، جاع ، و لم يجد أمامه سوى لحم الجمل للأكل وهكذا كان سعد البلع , و بعد ان انتهت العاصفة و ظهرت الشمس خرج سعد من مخبئه, فرحا بالحياة مجددا بسبب ذكائه في التصرف فكان سعد السعود, وحرصا منه على متابعة طريقه دون مشاكل صنع لنفسه معطفا من وبر الناقة، وحفظ زادا له من اللحم المتبقي من الجمل بواسطة الثلوج، فكان سعد الخبايا.
واستناداً إلى الحاج يوسف الذي أبصر النور في عام 1927، فإن سعد بلع يعني أن الأرض تبلع كل المطر الذي يهطل عليها، أما سعد الخبايا، فيشير إلى انتشار ما تخفيه الأرض من قوارض وأفاعي، فيما يعني سعد السعود، انتشار الحياة في عود الأشجار، وبداية تفتح براعمها وإزهارها.
لكن قصصا توردها كتابات شفوية شامية، تقول إنه في قديم الزمان خرج شخص من منزله ويدعى (سعد) إلى الحقل برفقة بقرته، وفي هذه الأثناء هبت عاصفة قوية وبرد قارس مع ثلوج غزيرة فلم يستطع سعد العودة إلى بيته.فحزنت أمه كثيرا، فقال لها والده: لا تحزني، وتأكدي سعد إذا ذبح فلن يُذبح، وإن لم يذبح فسيُذبح وفعلاً عاد سعد بعد فترة إلى منزله وهو متلحف بجلد البقرة .
غير أن هذه الحكايات غير الموثقة بسند تاريخي دقيق, جاءت بناء على انقلاب أحوال الطقس, فسعد الذابح يعني القاسي لأنه معروف بشدة برودته, وسعد بلع لأن الأرض تبلع مياه الأمطار أو بسبب جفاف المياه بفعل الرياح, وسعد السعود بسبب بدء ارتفاع حرارة الجو, وسعد الخبايا تخرج الحشرات بعد السبات الشتوي .
ويبدأ، وفق الحاج يوسف سعد ذابح من 1 - 12 شباط, وقالوا فيه: سعد ذابح ما بخلي كلب نابح.أما سعد بلع فوقته من 13 - 25 شباط, وقالوا فيه: "سعد بلع لا زرع ولا قلع, وبسعد بلع السما بتشتي والأرض بتبلع" . ويحل سعد سعود من 25 شباط - 10 آذار, وقالوا فيه: " بتتحرك الماوية في العود" .ويحل سعد الخبايا من 10 - 22 آذار, وقالت فيه الأمثال الشعبية: "سعد الخبايا بتتفتل فيه الصبايا, وبسعد الخبايا .. اشلح الفروة والبس العباية".
ويقول الشاب إبراهيم النورسي(25) عاماً، أنه لم يسمع في حياته بقصص "سعود الشتاء"، ولا يعرف ترتيبها، ووقتها، ولا يعنيه ذلك.
لكن التاجر الأربعيني ماجد عبد العزيز، يؤكد أنه يعرف أسماء "سعود الشتاء"، دون حفظ ترتيبيها بالأيام، ويعرف أن أقواها سعد الذابح، كما سمع من والده.