رصد التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإسرائيلية

- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصــــــرية في وســـائل الإعلام الإســــرائيلية، في الفترة ما بين 20/1/2019 حتى 26/1/2019.

وتقدم "وفا" في تقريرها الـ(83)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.

ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار، التي تمحورت بشكل أساسي حول التحريض على قناة مساواة والرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية.

الصحافة المكتوبة

جاء في صحيفة "مكور ريشون" مقالا محرّضا على قناة مساواة واتهامها بمحاولة استغلال منصتها الاعلامية للترويج الانتخابي للقائمة المشتركة، وجاء في التقرير: "هل موّلت السلطة الفلسطينية دعاية انتخابية لرئيس القائمة المشتركة عضو البرلمان أيمن عودة؟ على ما يبدو ان الإجابة نعم. قناة مساواة هي قناة تابعة للسلطة الوطنية، وتبث من رام الله لعرب إسرائيل. تموّل القناة هيئة الإذاعة الفلسطينية، والمسؤولة أيضا على مضامين القناة. تمّ، مؤخرا، بث شريط دعائي انتخابي قصير يفتخر بعمل القائمة المشتركة خصوصا عمل رئيس القائمة عضو البرلمان أيمن عودة. منذ ان بثت الدعاية على القناة، أخذت وتيرة عرضها تتزايد إلى ان وصلت إلى عدة مرات في اليوم. رفع ايمن عودة الفيديو على حسابه وشكر قناة مساواة على خدمتها: "دقيقتان تلخصان عمل القائمة المشتركة خلال 4 أعوام. الوحدة هي هدفنا الأسمى. تفرقتنا هو هدف اليمين المتطرّف. شكرا لقناة مساواة على منتجة الفيديو"...

ويحمل الخبر تحريضا على قناة مساواة واتهامها باستخدام منصتها الاعلامية، للترويج للقائمة المشتركة ولأهداف سياسية شخصية، ويحاول الصحفيان نبش أسلوب بث القناة لكي يدفعا بوزير الأمن الداخلي انيتخذ خطوات أسرع وأكثر جدية تجاه القناة. بالرغم من تصريحات مدير القناة ومحررها الرئيسي حول استقلالية القناة، إلا ان الصحفيان أصرّا على التشديد على الرابط بين القناة وبين السلطة الوطنية، وترويج القناة للقائمة المشتركة.

وفي مقال آخر على صحيفة يسرائيل هيوم حول دفع مخصصات الأسرى من قبل السلطة الوطنية، ادعى الصحفي افرات بورشو في مقال تحت عنوان "تسعيرة الإرهاب": "كم من المربح للفلسطينيين تنفيذ عمليات ضد إسرائيل؟ تثبت نظرة على الدفعات التي تحولها رام الله للأسرى: الإرهاب غير مربح، ولكنه بالتأكيد يجني أموالا – وكلما كانت العملية أصعب، كلّما كان الدفع أعلى.

وفي مقال على يديعوت احرونوت للصحفي كورين الباز الوش بعنوان "الفلسطينيات ضربن وأهنّ – الضابط تجاهل"، عن الفيديو القصير الذي نشر مؤخرا وأحدث ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي: يظهر مجموعة نساء فلسطينيات تهاجم ضابطا عسكريا. يوم الجمعة، اثناء اعتقال طفل 14 عاما في قرية كفر قدوم، ويظهر المقال أن الضابط لجم ردة فعله ولم يقم بمهاجمة النساء، ونجح ان يتملّص منهن بينما الطفل بين يديه.

ويحاول المقال أنسنة الجندي وإظهاره بدور الضحية وشيطنة الفلسطيني المتهجم. واختارت الصحيفة تأطير الخبر بشكل محرّض على الفلسطيني من خلال شيطنته، وأنسنة الجندي.

وعلى صحيفة يديعوت احرونوت كتب ايتمار ايخنر كتب "ملايين اليوروهات للكراهية"، التي تطرق فيها لمكتب الشؤون الاستراتيجية انه على عكس تصريحات مندوبة الاتحاد الأوروبي فديريكا موغوريني، وعلى عكس سياستهم الرسمية – منحت أجهزة في الاتحاد الأوروبي أكثر من 5 مليون يورو ل10 منظمات فلسطينية وأوروبية، تعمل على دفع وتقوية المقاطعة ضد إسرائيل.

ويحمل الخبر تحريضا واضحا ومباشرا من قبل وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي ضد جمعيات مجتمع مدني فلسطينية تعمل بداخل الضفة الغربية وقطاع غزة. يطول التحريض أيضا الاتحاد الأوروبي بدعوى انه يموّل منظمات تدعم مقاطعة إسرائيل وتطالب بفرض عقوبات اقتصادية عليها.

وكتب زلمان شوفال على معاريف "معادون للسامية من اليمين واليسار"، جاء فيه "لم يعد خافيا أن الولايات المتحدة تشهد في الآونة الأخيرة ارتفاعا في مظاهر معاداة السامية ولا سيما في أوساط قوى اليسار الأميركي، وتعتبر خطرة للغاية على المدى البعيد. وتُعدّ حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض عقوبات عليها BDS بمثابة التعبير الأبرز والأكثر تطرفا عنها".

ويستند هذا الخبر على ذات المنطق الذي يستعمل تعريفات من صنع إسرائيلي لخدمة مصالحها السياسية. ويتطرّق لقضية معاداة السامية في الولايات المتحدة وأوروبا وارتباطها باليمين كجزء من العقيدة المسيحية. ولكن يدعي ان اليسار هم، أيضا، معادون للسامية لدعمهم القضية الفلسطينية وحركات المقاطعة ضد إسرائيل. بالنسبة له، كل اعتراض على إسرائيل او انتقاد لسياسة إسرائيل هو بإطار العداء للسامية. يحاول بعض الإسرائيليين نهج دور الضحية وتصوير نفسهم على أنهم ضحية لشرعنة العديد من الخطوات والسياسات الإسرائيلية المرفوضة دوليا.

ونشرت صحيفة هآرتس مقالا بعنوان "هكذا تنمو ثمار الأرض"، يعتقد الحاخام شموئيل إلياهو، حاخام صفد ومن الشخصيات البارزة في المجتمع اليهودي الديني، أن ظلما لحق الشبان المتهمين بقتل الفلسطينية عائشة الرابي. تحدث في درس الهالاخاه [الفقه اليهودي] مع تلامذة المدرسة الدينية "بري هآرتس" [ثمار الأرض] – ذات المدرسة التي يتعلم فيها المشتبه به - إن جهاز القضاء فاسد، ويتعامل مع الشبان المتهمين بإجحاف.

وادّعى الحاخام إلياهو أمام الشبان أن مؤسسات الدولة تميز في معاملتها لمصلحة العرب. والواقع أن اتهام الشبان برشق الحجارة على سيارة عائشة الرابي، أم لثمانية أولاد، والتسبب بموتها، لا يؤثر فيه بصورة خاصة. "عندما يرشق العرب الحجارة في الضفة الغربية، هذا مقبول، لكن إذا كان من فعل ذلك يهوديا، يتحرك الشاباك كله، أي نوع من القانون هذا؟ وأين كُتب هذا القانون؟"

ولقي المقال الضوء على الدور الفاسد والتحريضي الذي يلعبه بعض رجال الدين اليهود في تأجيج العنصرية ضد العرب، وتحريض التلامذة على الخروج وتنفيذ عمليات كراهية بحق كل من ليس يهوديا. تتهم إسرائيل السلطة الوطنية بالتحريض على الإرهاب وتشجيعه وتلقينه في المدارس، لكنها لا تنظر ولا تكترث للتحريض الأرعن السائر في مناطقها ومدارسها ورجال دينها، والدليل الاكبر على ذلك هو مقتل عائشة الرابي على يد مستوطن طالب في ذات المدرسة التي يعلّم بها رجل الدين المتطرّف والعنصري. 

وفي صحيفة يسرائيل هيوم كتب "ارئيل كهنا" عن بحث بعنوان "انسحاب من يهودا والسامرة – خطر وجودي لإسرائيل"، للباحث العسكري جرشون هكوهن جاء فيه "في الوقت الذي يواجه مخطط السلام (صفقة القرن) التابعة للرئيس الأميركي ترمب العراقيل والمشاكل، يحذّر البحث أن أي انسحاب مستقبلي من يهودا والسامرة عليه ان يضع إسرائيل أمام خطر وجودي".

يشدد الباحث على أن تغير صورة الحروب في العقود الأخيرة، وتحولها من حروب بين جيوش إلى حروب تدمج المجتمع المدني، يجبر إسرائيل إبقاء قواتها في الأراضي التي لم تسلّم بعد للفلسطينيين. قدم هكوهن سلسلة أحداث ممكنة في حال تم اخراج الجيش من أراضي (يهودا والسامرة)، وذلك في بحث أصدر عن مركز بيجين-سادات. هو يحذّر من وضع شبيه لما حصل في جنوب لبنان وقطاع غزة، في حال انسحاب إسرائيلي، فستقوم المنظمات الإرهابية بتحويل البيوت المدنية العربية في يهودا والسامرة لساحات حرب، او لتخزين الأسلحة من تحتهم على سبيل المثال.

ويظهر المقال النفسية الإسرائيلية بتعاملها مع الفلسطيني، تعامل الأغلبية على انها أقلية ملاحقة. ويتطرّق إلى بحث أعده باحث عسكري من خلاله جهاز الامن من تداعيات انسحاب إسرائيل من الأراضي الفلسطينية وتسليمها للفلسطينيين لتكون جزء من دولة فلسطينية عتيدة. ويدّعي الباحث أن إقامة دولة فلسطينية ستشكّل خطرا وجوديا على إسرائيل لعدة أسباب، منها استخدام المجتمع المدني لتخزين ذخيرة وتنفيذ عمليات إرهابية، لحفر أنفاق من الدولة الفلسطينية إلى داخل أراضي إسرائيل، وغيرها من الأحداث تضع القارئ بنفسية حرب نهاية العالم.

رصد السوشيال ميديا

كتب اورن حازن عضو عن الليكود على الفيسبوك: "ابن مملكة الليكود، طارد اليساريين، محطم المخربين، درع الجنود، وسيد الحقيقة في الوجه".

وكتب أيضا: "بعد الزعبي وزحالقة، روزنطال ونحمياس رابين- كذلك حيليك بار يئس واعتزل الكنيست، ليس أنني أفهم بهذا شيئاً، لكن يبدو لي أنّ الكنيست ستكون فقط لليمين".

وكتب افيغدور ليبرمان رئيس يسرائيل بيتنا على الفيسبوك: "قناة التلفزيون، مساواة التابعة للسلطة الوطنية تقوم بمنح القائمة المشتركة دعما وسندا علما أنها تخوض انتخابات الكنيست، ماذا يجب أن يحدث أيضا ليفهم النواب من القائمة المشتركة على أنهم طابور خامس الممول من قبل السلطة الوطنية والناطق باسمها؟ حزب "يسرائيل بيتنا" سيتوجه غدا إلى رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي حنان ملتسر، لفحص إذا ما كان هنا خرق لقانون الدعاية في الانتخابات، أو تدخل محظور من قبل هيئة أجنبية في انتخابات إسرائيل.

وكتبت  عنات بيركو من حزب الليكود على صفحتها على الفيسبوك "باسل غطاس قدّم طلبا لتخفيض مدة محكوميته في السجن، وبفضل القانون الذي عملت على تشريعه، هذا الموضوع لن يحدث، حيث وبفضل قانوني فإن السجناء الأمنيين لن يحصلوا على امكانيّة المثول أمام لجنة  تحقق بمسألة خفض مدة محكوميتهم، من المخزي أنه عضو كنيست استغل منصبه لكي يضر بإسرائيل".

وكتبت امير اوحانا من حزب الليكود على صفحتها على الفيسبوك "نوقع على قانون القومية اليوم، كي نحمي الغد، يوجد أطراف سياسية تعلن أنها ستمحو أو تُعدل قبيل الانتخابات قانون أساس القومية. لذلك، قررت أن أخرج بحملة تواقيع رقمية حاشدة، خُصصت لمنح صوت لمؤيدي القانون الذين يشكلون أغلبية الجمهور، كما تم التعبير عنه في الكنيست.

في الحرب على أصوات اليسار فإن زاندبيرغ، لابيد وغانتس سيحولون دولة إسرائيل بعد إلى دولة كل قومياتها. هذا معنى إدخال كلمة "مساواة" إلى قانون الأساس الذي يتناول القوميّة اليهوديّة.

هذا ليس الهدف الذي من أجله وصل اليهود من كل الشتات، حاربوا، أقاموا وحموا الدولة. يحظر علينا أن نشارك بهذا. علينا عدم الخضوع لهذه الحملة الكاذبة.

رصد التلفاز

حرّضت القناة الاسرائيليّة 20 من خلال تقرير على مواطنين فلسطينيّين وعلى السلطة الوطنية، بادعاء أنها رصفت شارعًا مخالفًا للقانون، يتجاوز أراض اسرائيليّة دون رقابة. ادعى التقرير ان السلطة هي من تدير وتموّل هذا الشارع، وأنّ هذا الشارع يستعمل بصورة مطلقة للأعمال غير القانونية والأخلاقيّة وأنه شارع للتهريب والإرهاب، ويمكن من خلاله المس بأمن مواطني إسرائيل.

وبث موقع واللا هجوم عضو الكنيست المتطرف أورن حازان من خلال بثّ مباشر لأكثر من 15 دقيقة على صفحته الرسمية على فيسبوك، وقفة احتجاجيّة للتضامن مع الأسرى بمدينة حيفا، ونعتهم بالارهابيين والمجرمين والمخترقين للقانون، وأطلق حازان نداءات عنصرية تدعوهم بالذهاب لغزة، وهددهم أنه سيوقف للأسرى كل الامتيازات كما أوقف الزيارات.