مساعٍ لحماية التعليم بالقدس من الهجمة الاحتلالية
بلال غيث كسواني
تسعى وزاراتا شؤون القدس، والتربية والتعليم العالي، والمؤسسات المجتمعية المقدسية، لحماية التعليم في مدينة القدس من الهجمة الاحتلالية الشرسة، التي تستهدف تهويد التعليم وتبديل المناهج الفلسطينية بأخرى إسرائيلية.
وأوضح مدير التربية والتعليم العالي في محافظة القدس سمير جبريل، أن استهداف مدارس البلدة القديمة يرمي لتحويل المدينة، الى مدينة دينية، سياحية، تجارية، خالية من الطلبة لأن حركة الطلبة تزعج جنود الاحتلال والمستوطنين، ويهدف الاحتلال من تفريغ المدارس للسيطرة على المباني التاريخية في البلدة المقدسة.
وأضاف أن الاحتلال يسعى لتحويل الطلبة لدراسة المنهاج الإسرائيلي، وحدث هذا مع مدرسة في بيت حنينا قبل عامين التي تم إغلاقها وتحويل الطلبة للمنهاج الإسرائيلي.
وذّكر جبريل، أن المدارس الموجودة في البلدة القديمة يبلغ عددها 22 مدرسة، يتناقص الطلبة فيها باستمرار، سواء الأوقاف، أو الخاصة، أو التابعة لبلدية الاحتلال، وأن مجاميع الطلاب في البلدة القديمة من القدس بغض النظر عن جهة الإشراف تناقص من 5589 إلى 4095 طالبا من العام 2012 حتى العام 2019.
وعن أسباب انخفاض أعدادا الطلبة، فيرجعه جبريل إلى مضايقات يتعرض لها الطلبة بشكل متواصل من قبل الاحتلال، واقتحام المدارس، ومصادرة الكتب بحجة أنها تشجع على التحريض، وكذلك استهداف مدرستي خليل السكاكيني (القادسية) والقدس في البلدة القديمة .
وبين جبريل، أن مديرية التربية والتعليم أعدت خطة أولية لاستيعاب طلبة البلدة القديمة وكذلك خطة تتعلق بالدراسة على فترتين من أجل توفير مدارس لطلبة القدس، وتعزيز المدارس في البلدة القديمة عبر توفير المنح وإعفاء طلبة الثانوية العامة من رسوم الانجاز وتقديم دعم لطلبة البلدية القديمة ومعلميها ومدارسها وإعادة تفعيل مدرسة دار الايتام الصناعة.
من جانبه، قال عدنان الحسيني وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، إن الواقع التعليمي في القدس صعب بشكل كبير، إن ما يجري في القدس هو غسل عقول الطلبة وتغيير تربيتهم الوطنية الفلسطينية إلى تربية تتبع للاحتلال وتمجده.
وأضاف الحسيني، أن المعركة تجري حاليا سياسيا في البلدة القديمة من القدس، وإسرائيل معنية بشكل كبير في البلدة القديمة لتهويدها أكثر من الأحياء الأخرى.
وأوضح الحسيني، أن أعداد الطلاب في كل المدارس في البلدة القديمة تنخفض، لان الاحتلال يحاول تفريغ الطلبة إلى خارج البلدة القديمة، مشيرا إلى أن وجود تعليم قوي داخل البلدة القديمة يعني وجود شعبنا داخل البلدة القديمة والدفاع عن المقدسات .
وأوضح أن الاحتلال سيفشل في محو هذه المدارس فلا يمكن أن يبقى الوضع على ما هو عليه وهذه المدارس تعتبر مدارس إسلامية وخاصة فلسطينية، فالاحتلال لا يحق له التدخل في هذه المدارس الخاصة.
وتساءل الحسيني هل تتدخل أي سلطة في أي عاصمة أوروبية في التدريس في المدارس اليهودية الدينية مثلا، لماذا يجري التدخل في مدارسنا في القدس؟! مؤكدا أن الوضع صعب وخطير جدا ويحتاج لتدارس كل ظروف دعم صمود أبناء شعبنا في القدس المحتلة وتحديدا في البلدة القديمة من القدس.
من جانبه، قال وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم: لن يكون التعليم الخاصرة الرخوة لتوجيه الطعنات للقدس، بل سيكون التعليم سندا لأبناء شعبنا، مع تأكيدنا على خطورة ما يقوم به الاحتلال من استئجار عقارات مقدسية لإحلال مدارسه مكان مدارسنا ويسعى الاحتلال لتزويرها بالدليل القاطع وخطورة نية الاحتلال وعزمه تفريغ القدس من الطلبة".
واضاف: إن كل خطوات الاحتلال وهجماته على النظام التعليمي في القدس بالاستهداف المتشعب بعديد الوسائل لأسرلة نظام التعليم عبر خطة ممنهجة ظهرت بعد إعلان ترمب والتسابق الانتخابي على حساب كرامة شعبنا باستهداف المناهج الفلسطينية، وشطب كل ما يعزز الثقافة الفلسطينية، مجددا التأكيد على ضرورة تنفيذ الفتوى الصادرة عن دار الإفتاء برفض التعاطي مع المنهاج الإسرائيلي في القدس ويترافق ذلك مع تقديم الاحتلال لإغراءات للمدارس لإلحاقها بالبلدة وتقديم حوافز للطلبة مع الإشارة إلى أن التقييم لخريجي الجامعات يبرهن أن مخرجات نظامنا التعليمي هي الأفضل.
وشدد على ضرورة رفض اغلاق مدارس وكالة الغوث ورفض الاعتداء على مدارسنا وتوسيع الفتوى الشرعية بمنع تدريس المنهاج الإسرائيلي ومواصلة تنفيذ خطوات خطة حماية التعليم لتقديم دعم لقطاعي التعليم والتعليم العالي، وتحريم وتجريم تأجير العقارات لبلدية الاحتلال تحت مسمى مدارس أو أي ظرف من الظروف لمنع أسرلة التعليم.
وأكد ضرورة مواصلة عمل المؤسسات الدولية من أجل تجريم التعليم الإسرائيلي الظالم الذي يحاول مصادرة هوية الشعب الفلسطيني وقتل القدس في قلوب أبنائها خدمة للاحتلال.
وتحدث صيدم، عن مبادرة بسمة لتشغيل الخريجين المقدسيين بالاعتماد على رجال الأعمال الفلسطينيين والمؤسسات الوطنية الفلسطينية لمواجهة المد والطوفان الذي يحيط بالعملية التعليمية.
وعن الموازنة المخصصة للتعليم، قال صيدم: قمنا باستحداث برنامج حماية التعليم في القدس وهو شكل نقلة نوعية في الموازنة المخصصة للتعليم في القدس وبلغت 30 مليون دولار، والآن هناك استثناء من وزارة المالية لدعم حماية التعليم في القدس.
تفاصيل خطة أسرلة التعليم في القدس
وعن واقع التعليم في العاصمة، رأت ديما السمان رئيس وحدة القدس في وزارة التربية والتعليم العالي، أنها هجمة قديمة جديدة تتجدد بأساليب مختلفة، وهذه الهجمة في الآونة الأخيرة زادت، وجرس الإنذار زادت وتيرة دقاته وتسارعت للإعلان عن مشكلة حقيقة في التعليم الفلسطيني في القدس إذا لم يتم تداركها، فنحن في مرحلة العد التنازلي لفقدان الطفل حقه في التعليم.
وقالت إن الاحتلال أعد خطة لأسرلة التعليم تقوم على تفريغ البلدة القديمة من المدارس والسيطرة على مبانيها الأثرية لتحويلها إلى مدينة سياحية، وفتح مدارس جديدة تعلم المناهج الإسرائيلية وإغلاق مدارس القدس الخاصة التي ترفض تدريس المناهج الإسرائيلية، وإغلاق رياض الأطفال الخاصة وفتح أخرى تتبع للاحتلال، وفتح مراكز جماهيرية تسعى إلى التطبيق وترويض الشباب المقدسي، ونشر شرطة جماهيرية في أحياء القدس تتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية الإسرائيلية.
وأضافت السمان ان هذه الجوانب تهدف إلى عدم تسجيل أي طالب من خارج البلدة القديمة في مدارس القدس العتيقة، وكذلك اغلاق مدرسة القادسية التي تضم صفوفا من السابع للتاسع وأيضا تبليغ مدرسة القدس بعدم تسجيل أي طالب للعام الدراسي القادم لأنها ستغلق أبوابها بعد عامين.
وأوضحت السمان أن خطة إغلاق مدارس البلدية والمعارف وتوزيع الطلبة على المدارس الأخرى خارج البلدة القديمة، بالإضافة للممارسات غير معلنة تتسم في تفريغ البلدة القديمة من المدارس، عبر عرقلة وصول الطلبة والمعلمين واذلالهم وتفتيش حقائبهم والتفتيش الجسدي المهين واحتجازهم على مداخل البوابات دون أي مبرر مقنع لتأخيرهم عن مدارسهم، كذلك احتجاز هويات الطلبة وتهديهم وترهيبهم ورفع السلاح عليهم واستفزاز المستوطنين للطلبة بحماية قوات الاحتلال، كنوع من الترهيب والترويض.
وفيما يتعلق بإغلاق مدارس وكالة الغوث وعددها 6 مدارس، ونصفها في مخيم شعفاط ويدرس فيها 1800 طالب وطالبة، قالت السمان، إن خطة رئيس بلدية الاحتلال السابق نير بركات لن تمنح تراخيص جديدة لعمل المدارس في القدس وسيتم استبدالها بمدارس لبلدية الاحتلال، وهؤلاء الطلبة مهددون إما بترك التعليم أو الدراسة بالمناهج الإسرائيلية في مباني مستأجرة لا تليق بطلبتنا.
وتطرقت السمان في حديثها لمنح هبات تقدم للطلبة في حال دراستهم في المدارس العاملة بالمنهاج الإسرائيلي.
وتحدثت السمان عن إغلاق المدارس الخاصة والأهلية، وعن وجود رياض الأطفال بعدد 537 روضة تتبع لبلدية الاحتلال تقدم خدمة للأطفال من 3-5 سنوات، فيما يبلغ عدد رياض الأطفال الخاصة 50 و10 تتبع للأوقاف الإسلامية ومعظم من يدرس في رياض الأطفال الخاصة والاوقاف لا يتوجهون لبلدية الاحتلال.
وقالت إن بلدية الاحتلال تحاصر رياض الأطفال بمنع المخصصات عنها وضم رياض الأطفال الخاصة لبلدية الاحتلال وفتح رياض أطفال جديدة، لدفع الأهالي لتسجيل أبنائهم في رياض الأطفال الإسرائيلية، علما أنه يوجد 2000 طفل لا يتوجهون لأي رياض أطفال.
وفيما يتعلق بالمراكز الجماهيرية في القدس، قالت إنه يوجد 11 مركزا داخل القدس تقدم 220 مشروعا اجتماعيا، وثقافيا وتعليميا وكل مدرسة تختار ما بين 15-25 مشروع بملايين الشواقل، وهذه المراكز تشجع الالتحاق بالمناهج الإسرائيلية، وتتحدث بشكل سلبي عن المناهج الفلسطينية، وحذر منها المجتمع المقدسي ودعت القوى الوطنية إلى مقاطعة هذه المراكز الجماهيرية المشبوهة.
وفيما يتعلق بالشرطة الجماهيرية في احياء القدس، هي عبارة عن مخابرات إسرائيلية بحسب السمان، وتسعى للتعرف على خصوصيات العائلات واستغلالها لاحقا للتدخل في شؤون العائلات هدفها تشتيت الاسرة المقدسية وهدمها.
وقالت السمان إن وزارة التربية والتعليم العالي تقدم إعفاءات لطلبة القدس في مجال التعليم في القدس عبر الإعفاء من الرسوم وتوفير حافلات لنقل الطلبة وفتح مدارس القدس على فترتين في حالة الطوارئ ودمج التعليم المهني مع التعليم الاكاديمي للتقليل من نسبة التسرب، وتفعيل دور المرشدين التربويين في الوزارة وتشجيع معلمي القدس في وزارة الأوقاف بدفع علاوة القدس وعلاوة المخاطرة لهم.
وتحدثت عن التوافق على تشكيل لجنة طوارئ في القدس من أجل التصدي لأي إجراءات طارئة قد تمس مدراس القدس للتخطيط سويا لبناء طفل متوازن بشتى المستويات.