"القطار المعلق" خطر حقيقي يتهدد المدينة المقدسة ويعمق سيطرة الاحتلال عليها
بلال غيث كسواني
تداعيات خطيرة تهدد البيوت المقدسية والأراضي الوقفية والمشهد التاريخي لمدينة القدس، جراء القطار المعلق الذي أقرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي إقامته ليربط بين جبل الزيتون ومحيط المسجد الأقصى المبارك للربط بين شرق المدينة وغربها.
يأتي ذلك بعد أن أودعت سلطات الاحتلال المخطط، لدى "اللجنة الوطنية للبنى التحتية الإسرائيلية"، وسط تقديرات باستكمال المشروع في غضون عامين، لتربط القاطرات ما بين جبل الزيتون المطل على البلدة القديمة في القدس، وباب المغاربة، أحد بوابات بلدة القدس القديمة، المؤدية إلى حائط البراق.
وفي تفاصيل الخطة، أوضح خبير الخرائط في بيت الشرق المغلق خليل التفكجي، أن المشروع يضم عدة مراحل، أولها تبدأ من القدس الغربية في منطقة المحطة العثمانية للقطارات وتنتهي في باب المغاربة كمحطة أولى وتنتهي في جبل الزيتون فباب الاسباط، للربط بين ثلاث عناصر رئيسية للسيطرة على ما تحت الأرض بمعنى الأنفاق والسيطرة على ما فوق الأرض بالاستيطان والسيطرة على الفضاء بمعنى أن القدس الشرقية والغربية هي عاصمة لإسرائيل دون الفلسطينيين، والخطة ستعمق السيطرة الإسرائيلية على المدينة.
ودعا التفكجي المواطنين الفلسطينيين للاعتراض على هذه الخطة التي تستهدف وجودهم ومستقبلهم، رغم التأكيد أن من ينفذ الخطة ومن يدعمها هم قضاة مستوطنون، وأن المحاكم الإسرائيلية لن تقف إلى جانب المقدسيين.
وهنا قال محافظ القدس عدنان غيث إن هذا المشروع قديم، والحديث يدور عن مخطط لقطار هوائي بالبلدة القديمة في القدس المحتلة، بهدف ربط شرق القدس بغربها، حيث حددت سلطات الاحتلال فترة 60 يوما للاعتراض على المشروع، ورصدت ما يقرب 200 مليون شيقل، وسينفذ على 3 مراحل، الأولى من مسرح خان في القدس، والثانية على رأس جبل الخليل، والمحطة الثالثة هي مشروع استيطاني محاذٍ لأسوار المسجد الأقصى من الجهة الجنوبية، وهو مشروع "كيدم" بالقرب من ساحة البراق.
وأضاف أن الحديث يدور عن خط يحمل ما يقارب 73 عربة ويمتد طوله 1.4 كيلو متر، ويسير تلقائيا وباستمرار وبسرعة تصل 21 كيلو متر/ساعة، وتستمر الجولة 5 دقائق في هذا القطار الهوائي التهويدي، كما سيتم بناء 15 عمود اسمنت، كما يمكن له أن يحمل لغاية 3 آلاف مستوطن في الساعة.
وأعتبر أن المشروع تهويدي، و"واضح أن حكومة الاحتلال ماضية في الإمعان في سياسة تهويد وأسرلة المدينة المقدسة وتغيير معالم وتاريخ وآثار الوجه الحقيقي المشرق والعمراني الإسلامي للقدس، كما انها في سباق انتخابي الآن على من سيخدم المجتمع الإسرائيلي واللوبي الصهيوني على حساب شعبنا الفلسطيني وحقوقه الثابتة".
وأوضح أن حكومة الاحتلال لم تكن للتجرأ على هذه الخطوات لولا عجز المجتمع الدولي عن إلزامها بالمواثيق الدولية، وفي ظل إدارة ظهرها للمؤسسات والقرارات والمجتمع الدولي.
وقال: "طالبنا مرارا وتكرار بتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا، والمجتمع الدولي لم يوفر هذه الحماية، والارض الفلسطينية تستباح وتسلب أراضيها على حساب مواطنيها والعالم يقف صامتا".
وأوضح أن هذا المشروع ووضع الاعمدة الاسمنتية على أراضي وعقارات وبيوت المواطنين المقدسيين هو مشروع تهويدي بامتياز، وتعمل عليه الجمعيات الاستيطانية التي تشارك في تنفيذه.
وأعرب عن اعتقاده أن مرحلة التهويد الجارية في القدس حاليا لم يسبق لها مثيل.
من جهته، قال مفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، إن “إقامة القطار الهوائي، بمساره المشار إليه، هو انتهاك لحرمة الأراضي الوقفية المملوكة للأوقاف الإسلامية منذ العصور الأولى التي يمر فوقها، بما فيها المقابر، وبالتالي فإنه اعتداء يجب وقفه"، مشددًا على وجود "خطورة بالغة لهذا القطار، في حال مر فوق المسجد الأقصى، أو حتى على أسواره وبالقرب منه".
وأضاف أن "هذا القطار الهوائي ثقيل في ظله وثقيل في الإجراء الذي تم فيه وثقيل على المدينة المقدسة بثقل الاحتلال، وهو حملة من حملات تهويد المدينة المقدسة وتغيير معالمها، وهذا مرفوض بالنسبة للقدس وأهلها، وهو مظهر من مظاهر التهويد للقدس".
وأضاف أن مثل "هذه الإجراءات تهويدية تصب في خانة تهويد المدينة المقدسة، وهذا غريب تماما عن هذه المدينة الحضارية، فهو يأتي من الطور إلى باب الاسباط القريب تماما من المسجد الأقصى وهو مس بمقدسات المدينة وحق شعبنا وأبناء القدس".