لعبة الكترونية لمواجهة تهويد الأقصى
بلال غيث كسواني
يسعى مجموعة من الشبان المقدسيون لمواجهة التهويد الذي تتعرض له مدينة القدس والمسجد الأقصى إلكترونيا، عبر إطلاق مجموعة من تطبيقات الهواتف المحمولة للمساهمة في حمايتهما من الاستهداف الإسرائيلي، ومحاولة تغيير الرواية التاريخية.
آخر تلك التطبيقات هي لعبة إلكترونية أطلقها الشابان المقدسيان محمد عبد الحق ومحمد صلاح تحت اسم "حارس المسجد الأقصى المبارك"، و"جولة في مدينة القدس"، إذ اختص الأول ببرمجة اللعبة، والثاني هو منسق المشاريع في جمعية برج اللقلق العاملة داخل أسوار البلدة القديمة، والاسئلة والرواية التاريخية للعبة كتبها إيهاب الجلاد.
يهدف اللاعبان إلى تعريف اللاعبين بالرواية التاريخية العربية والإسلامية لمدينة القدس والتآخي الإسلامي المسيحي في المدينة، الذي يحاول الاحتلال الإسرائيلي إنهاءه وتهويد المدينة بأكملها، موضحا أن الهدف منها ثقافي وتعليمي خاصة للأطفال، كونها تحتوي أسئلة وأجوبة في مستويات عدة، بالإضافة إلى تحد البحث عن الكنز داخل المسجد.
وقال صلاح لـ"وفا": يستطيع اللاعب من خلال اللعبة التجوال في المسجد والوصول لأيّ مكانٍ داخله كقبة الصخرة والمصلّى القبلي والمرواني وإلى مختلف أروقة وأسبلة المسجد، والاستفادة من معلومات قيّمة عن كل معلم من معالم المسجد".
وأضاف أن اللعبة تستهدف فئة الأطفال ليلعبوا لعبة حارس المسجد الأقصى الترفيهية والتعليمية في الوقت ذاته، فهي تهدف لتعريف الطلبة بمعالم المسجد الأقصى المبارك، ويمكن للطالب أن يدخل إلى مختلف مرافقه، وهي مقسمة إلى 4 مستويات حيث يتم الانتقال من مستوى إلى آخر بالإجابة على أسئلة هادفة، وفي النهاية يحصل على الكنز الموجود في الأقصى.
وأوضح أن اللعبة توفر تجوالا افتراضيا كاملا في الأقصى، خصوصا للذين لا يستطيعون زيارة المسجد الأقصى ويمكن التعرف عليه كاملا عبر هذه اللعبة والأسئلة التي تطرحها، في محاولة للتصدي لرواية الاحتلال لتهويد المدينة ونشر الرواية.
وأضاف أن التفاعل مع اللعبة قبل اطلاقها وصل إلى الآلاف منذ مطلع الشهر القادم، وستكون متوفرة عبر تطبيقات الجوال وعبر صفحات الانترنت.
وبين صلاح، أن اللعبة سيجري تطويرها للخروج من الأقصى إلى البلدة القديمة، مشيرا إلى أن تجهيز اللعبة استغرق عاما لوجود كثير من التفاصيل في المسجد الأقصى يتوجب تغطيتها.
وبين "ان اللعبة حاليا فردية، وسيجري تطويرها في المرحلة المقبلة لتصبح لعبة جماعية يلعب بها أكثر من شخص ويتنافسون على الفوز بها"، مشيرا إلى وجود تطبيق سابق يسمى "جولة القدس"، يتيح التجول في مدينة القدس باستخدام خمس لغات مع صوت وفيديو وصور 360 درجة ونص مكتوب عن كل مكان، عبر مسارات صوت باللغات الخمس وفيديو ونص.
هذا وتُعدُّ جمعية برج اللّقلق المجتمعيّ التي تأسست عام 1991، ردَّ فعلٍ وسداً منيعاً أمام الهجمات الاستيطانية اليهودية الرسمية والمُتمثلة بالأجهزة والوزارات الإسرائيلية من جهة، والجمعيات الاستيطانية من جهة أُخرى.
والجمعية تعمل لتقديم خدمات للمقدسين وعندها 12 مرفقا بما فيها ملاعب ومختبرات وروضة ومطبخ للنساء ومشتل، ويعمل فيها 30 شابا وشابة.