المزارع عيد.. عنوان للصمود في وجه الاستيطان
ميساء عمر
محاولات حثيثة خاضها المزارع عيد محمد عيد لإثبات ملكيته للأرض الزراعية التي تقع في منطقة "راسات عمر" بين قريتي جينصافوط وكفر لاقف شرق قلقيلية، لحمايتها من الاستيلاء من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي، لتنفيذ مخطط استيطاني جديد في المنطقة.
"اشترى والدي الأرض في الستينات من أهالي قرية كفر لاقف، وحرص آنذاك على إخراج قيد للأرض وحصر الإرث ورقمها ومساحتها" يقول عيد.
ويضيف: بالتوسع الاستيطاني عام 1993 طلبت سلطات الاحتلال منا إعادة تسجيل للأرض، وتبين أن من وراء هذه الخطوة هدف مبيت لضم الأرض لمخطط استيطاني جديد لصالح مستوطنة (كرني شومرون)، ورفعوا قضايا تطالب بقطعة الأرض، ونسبها لهم".
وتعتبر المستوطنة المذكورة ثالث أكبر المستوطنات المحيطة بمحافظة قلقيلية، التي أقيمت عام 1978 على آلاف الدونمات الزراعية من أراضي قرى كفر لاقف، وجينصافوط، ودير استيا في وادي قانا بين محافظتي سلفيت وقلقيلية.
ويبين عيد أنه تعرض لعدة محاولات ابتزاز من قبل الاحتلال للسيطرة على الأرض، طالت قضيتي تزوير، لا سيما انه تم الاستيلاء على الأراضي المجاورة سابقا. وخلال جلسات المحاكم المنعقدة، كان يظهر المحامون الإسرائيليون أوراقا ووثائق وخرائط ومستندات مزورة، تدعي ملكيتهم للأرض.
ويقول عيد : رغم كل ذلك لم نقف مكتوفي الأيدي وقمنا بتوقيف عدد من المحامين، وكانت الجلسات تعقد في مستوطنة (بيت ايل)، وفي كل مرة كنا نحضر معنا أوراقا تثبت أحقيتنا في الأرض، حتى نطق صوت الحق في عام 2003، وحصلنا على أحقيتنا فيها".
ويتابع: الاحتلال وعلى مدار 16 عاما عمل على عزلنا عن الأرض، ومنعنا من الدخول إليها بعد إحاطتها بسياج أمني، واعتبرها منطقة عسكرية مغلقة، إلى أن تمكنا وبالتعاون مع الجهات المختصة من إزالة السياج، والدخول إلى الأرض، واستصلاحها بداية أيلول العام الماضي.
ويشدد عيد على ثباته في أرضه رغم كل محاولات الاحتلال الرامية إلى تهجيرهم منها، وقال:" أملك الأرض من الماء السابع إلى السماء السابع، ولا أحد يستطيع إخراجي منها طالما أن هناك أوراقا تثبت ذلك، ولن أساوم على بيعها أو التصرف فيها".
ويقول محافظ قلقيلية رافع رواجبة لـ"وفا"، إن الفلسطينيين في ظل حكومة الاستيطان يتعرضون لعمليات احتيال وتزوير للأراضي الفلسطينية لمحاولة نقلها لملكيات إسرائيلية.
ودعا المواطنين إلى الانتباه والثبات في الأرض، من خلال أساليب متعددة منها الميدانية، والقانونية، وحتى الزراعية، المتمثلة بزراعة الأرض والتواجد فيها، لإيصال رسالة للمحتل أننا باقون على هذه الأرض.
ودعما لصمود عيد، أحيت مديرية زراعة قلقيلية يوم الشجرة بداية كانون الثاني بزراعة أشجار الزيتون في أرضه، ومساعدته في استصلاحها.
من جهته، يبين عضو هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مراد اشتيوي، أنه من أفضل سبل المقاومة الشعبية هي التصاق الفلاح بأرضه، سواء كان بالتواجد فيها أو بإعمارها، ونعمل على توفير الإمكانيات المتاحة للمزارعين لتعزيز ثباتهم، فيوجد لدى الهيئة طاقم مختص من المحامين يعمل بشكل معمق على فحص الوثائق، للتحقق من سلامة إجراءات بيع الأراضي، وافشال قضايا التزوير إن وجدت"
ومن ناحية أخرى، تمكنت الهيئة من تسهيل وصول المواطنين إلى أراضيهم، باستصلاحها أو بتوفير خدمات لهم مثل الماء والكهرباء" بحسب شتيوي
الجدير ذكره، أن هناك 600 شركة استيطانية تعمل في مجال تسريب الأراضي والعقارات، لتسهل عملية تزوير الأراضي والسيطرة عليها، وتصعب على الفلسطينيين الحصول على الوثائق وتعيق عليهم سبل الدفاع عن أرضهم.