الحسيني: القدس والأقصى تدخلان في دائرة الخطر الشديد ما يستدعي التوجه للمجتمع الدولي
راسم عبد الواحد
قال رئيس دائرة القدس بمنظمة التحرير، وزير شؤون القدس عدنان الحسيني، إن مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك يدخلان هذه الأيام في دائرة الخطر الشديد، وبدائرة الاستهداف القصوى من قبل سلطات الاحتلال ومؤسساتها المختلفة.
وأوضح الحسيني في حديثه الخاص لـ"وفا" أن "القدس سلعة مثيرة للاهتمام في الشارع "الاسرائيلي"، ويستغلها المرشحون للانتخابات المقبلة من أجل الحصول على المزيد من التعاطف والأصوات".
وعلّق على تجديد الاحتلال أمس اغلاق مؤسسات القدس وفي مقدمتها بيت الشرق، قائلا: إن الاغلاق بات بشكل دائم مع تجديده كل ستة أشهر، ورأى أن قرار الإغلاق وتجديده تلقائيا هو سياسي بامتياز، وبما أنه لا يرجى من محاكم الاحتلال أي شيء فإن الأمر يدعونا لنقل هذا الموضوع بعنوان "اغلاق مؤسسات القدس والصعوبات التي توضع أمام المؤسسات الموجودة" الى المجتمع الدولي ومؤسساته المختلفة كون هذه المؤسسات تقدم للمواطنين خدمات متنوعة في معيشتهم، وتُعزز وجودهم في مدينتهم.
كما رأى الحسيني في موافقة الاحتلال مؤخرا على تشغيل القطار الهوائي "التلفريك" وسط القدس، بأنه يأتي بعد الانتهاء من معظم خطوط القطار الخفيف في المدينة، مشيرا إلى "أن هذه المخططات لا تخدم اصحاب المدينة وسكانها، انما تستعمل أرض المدينة لتغطية هذه المشاريع التي تخدم الجمع بين المستوطنات ومركز المدينة غربي القدس، وكذلك من أجل السيطرة والهيمنة على البلدة القديمة ومحيطها".
وبيّن وزير القدس أنه "ورغم أن المخطط والمشروع يحمل عنوانا سياحيا إلا أنه مشروع سياسي بامتياز، ومن شأنه تشويه الطبيعة الخلابة للمنطقة، والتغيير من معالم القدم في القدس التي تروي حكاية تاريخها".
من جهة ثانية، لفت الحسيني إلى المضايقات والضرائب التي يفرض الاحتلال على التجار والمواطنين في القدس يوميا، ووصفها بالهائلة، والتي لا تتماشى مع مستوى الدخل الفلسطيني في المدينة، وأصبحت الضرائب تمثل خطرا على العقارات التي لا يستطيع أصحابها دفع ضرائبها وتُباع بالمزاد العلني ويتم وضع اليد عليها.
وحذر من خطر مخططات الاحتلال التي تستهدف مدارس القدس، خاصة في بلدتها القديمة ومحيطها، وقال: إن قضية التعليم وتهويده وأسرلته مستمرة على قدم وساق، وهناك خطر من إغلاق المدارس التاريخية، والخوف من إغلاق المزيد من هذه المدارس خاصة التي تقع داخل البلدة القديمة والتي أصبحت هدفا للاحتلال، وبات الخطر الشديد محدقا بها ويصب في عملية تهويد وأسرلة المدينة المقدسة وقطاعاتها. وقال: "مدرسة القادسية وغيرها من المدارس داخل البلدة القديمة لها تاريخ، وكل بيت مقدسي له أب أو جد درس فيها، وهي جزء هام من تاريخ المدينة، وهي عبارة عن أعلام تؤكد جذورها الفلسطينية والتي يعمل الاحتلال على طمسها".
وأوضح أن سياسات الاحتلال لم تتغير خاصة فيما يتعلق بهدم منازل المواطنين ومنشآتهم، وملاحقة المواطنين في أحياء المدينة مثل حي الشيخ جراح الشرقي والغربي، وأحياء بلدة سلوان المختلفة وهي تعيش قضايا قانونية منذ فترات طويلة بمحاكم الاحتلال رغم أن القرار سياسي وليس قانونيا، ولم تعد هناك جدوى من التوجه الى هذه المحاكم التي باتت تنفذ سياسات الاحتلال، ما يفرض علينا أن نجهز أمورنا لتحريك وعرض قضايانا أمام المحاكم الدولية".
وحذر وزير القدس من تمادي الاحتلال بالمسجد الأقصى المبارك، وقال ان "اسرائيل" تتصرف بالمسجد الاقصى معتقدة أنه لا توجد كرامة لدى الدول العربية والإسلامية، في غياب ردات فعل هنا وهناك، والتي غابت كليا حتى من بيانات الشجب والإدانة والاستنكار. وقال: "نحن دخلنا حيز الخطر الشديد في اجراءات تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى".
وشدد على أن المسلمين في أرجاء المعمورة يتحملون مسؤولية ومصير المسجد الأقصى باعتباره مسجدهم وأولى قبلتهم.
ووصف احتفاء عضو الكنيست المتطرف "يهودا غليك" بزفافه داخل المسجد الأقصى قبل أيام بالتحدي السافر، وينمّ عن استهتار بكل القيم والأخلاق الانسانية واستهتار بمشاعر المسلمين.
ولفت الحسيني إلى اقتحامات الاحتلال والمستوطنين اليومية للمسجد الأقصى، وأداء صلوات تلمودية، فضلا عن الاعتداءات على الحراس، وسحب صلاحيات الأوقاف، وإبعاد الحراس الذين يعملون على الحفاظ على مسجدهم بدلا من إبعاد المستوطنين الذين يدنسون المكان ويثيرون الفوضى فيه.
إلى ذلك، أشار الوزير الحسيني إلى وضع الاحتلال أمس اشارات على مقبرة مأمن الله غربي القدس المحتلة تدل على مجموعة من المشاريع التي يخطط الاحتلال لإقامتها على ما تبقى من هذه المقبرة الاسلامية التاريخية، والتي كانت من أكبر مقابر المسلمين ولم يتبق منها سوى 20 دونما تحاول سلطات الاحتلال استغلالها لمشاريع تطمس هوية هذه المقبرة باعتبار هذه المقابر شاهدة على تاريخ المنطقة وبأن المدينة عربية اسلامية.
وأضاف "ان الاحتلال غير معني بهذه الشواهد ويزيل ما تبقى من رفات الموتى ويضعونها في صناديق ثم في مخازن"، وقال: "أصبح لا قيمة للإنسان ولا كرامة للموتى في هذه الدولة التي تعتبر نفسها حضارية وديموقراطية".
واختتم الحسيني حديثه بأن "القدس تمر بظروف صعبة ومصيرية، ما يستدعي انهاء الانقسام ورص الصفوف لأن التحديات تزداد شراسة في الميدان".