"الصناعات الجوية الإسرائيلية".. ساحة تنافس بين ساعر ونتنياهو
رام الله- وكالات- عاود رئيس الحكومة الإسرائيليّة، بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الماضية، الهجوم على الوزير السابق عن حزبه، الليكود، وغريمه السياسي، غدعون ساعر، متهمًا إيّاه بالسعي لتشكيل الحكومة الإسرائيليّة بعد الانتخابات المقبلة.
وتأتي تصريحات نتنياهو، التي وردت أمس الأحد، على بثّ "ليكود تي في" على منصات حزب الليكود الإلكترونيّة، عشيّة الانتخابات التمهيديّة في الحزب، غدًا الثلاثاء.
ومع أن نتنياهو نفسه غير مرشّح في الانتخابات التمهيديّة، بحكم تحصين موقعه، إلا أن مقرّبين منه صرّحوا، أمس الأحد، أنه يعمل على ألا يقود ساعر قائمة الليكود.
ولا يقتصر "الصراع" بين نتنياهو وساعر على أصوات الليكوديين غدًا على الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، إنما تتجاوز ذلك إلى ساحة مهمة جدًا بتعبير موقع "غلوبس" الإسرائيلي، هي شركة الصناعات الجوية الإسرائيليّة الحكوميّة.
فوفقًا لتقديرات الموقع، فإن أكثر من نصف العاملين في الصناعات الجويّة البالغ عددهم 15ألفًا انضموا إلى صفوف حزب الليكود، وعزت ذلك إلى "النشاطات الدؤوبة وطويلة المدى التي مارسها وزير الصناعة الإسرائلي، حاييم كاتس"، الذي رئس لمدّة 22عامًا نقابة العمال في الشركة، التي ورثه عنه اليوم نجله يائير، وهذا ما يدفع نتنياهو إلى الخشية من تحالف وثيق بين قطبي حزبه، ساعر وكاتس.
ويسعى نتنياهو، منذ دخوله منصبه، وزيرًا للأمن، في تشرين ثانٍ/نوفمبر الماضي، إلى إلغاء منع طرح الاكتتاب لشركة الصناعات الجويّة الذي قرّره الوزير السابق، أفيغدور ليبرمان، ويعوّل عليه مسؤولو الشركة لتجنيد الأموال اللازمة لتطوير الشركة وتقويتها.
وفي إشارة إلى مدى اهتمام نتنياهو بشركة "الصناعات الجويّة"، يبرز الموقع زيارتي نتنياهو إلى الشركة خلال الشهرين الأخيرين، وآخرها كان قبل أسابيع قليلة بعد نجاح تجربة إطلاق صاروخ "حيتس 3".
وعزا مصدر في الليكود للموقع اهتمام نتنياهو بالصناعات الجويّة من أجل جذب اهتمام آلاف العمال الذين انضموا لصفوف الليكود، في محاولة للقضاء على التعاون المحتمل بين كاتس، الذي يستمدّ قوته السياسية من الصناعات الجويّة، وبين ساعر.
وفي حين كان معدّل الأصوات التي حصل عليها كاتس ضمن الانتخابات التمهيديّة لليكود عام 2015، كانت 195 صوتًا بالمعدّل، حصل في المنطقة التي يدلي فيها عمال الصناعات الجويّة، بمنطقة يهود، وسط البلاد، على 1350 صوتًا، وهي إشارة إلى القوّة التي يتمتّع بها كاتس في أوساط العمال.
ولا تقتصر محاولات نتنياهو لجذب عمال الصناعات الجويّة على زيارتيه، وفق ما أبلغت مصادر في الليكود الموقع، الذي قال إن الصفقات العسكريّة التي يسعى نتنياهو لإبرامها في الهند، خلال زيارته المتوقعة في الأسابيع المقبلة، وتبلغ قيمتها 3.5 مليار دولار ستتركّز في الصناعات الجويّة، بالإضافة إلى سعي نتنياهو إلى قناع رئيس الحكومة الهندية بالدفع بصفقة صواريخ "سبايك" الإسرائيليّة المضادة للدبابات والتي تنتجها شركة "رفائيل" الإسرائيليّة بقيمة 600 مليون دولار متوقّفة منذ سنوات، بسبب نقاشات داخليّة في الأجهزة الأمنية الهنديّة، بحسب مصادر الليكود.
ورغم فشل عقد اجتماع بين نتنياهو ورئيس الحكومة الهنديّة بسبب ضغوطات جدوله الزمنيّة، بحسب ما رشح للإعلام الجمعة الماضي، إلا أن محاولة نتنياهو "لقيت صداها" في أوساط عمال الصناعات الجويّة، عبر رسم نتنياهو صورة لنفسه على أنه يسعى لإبرام أكبر الصفقات العسكرية في تاريخ الشركة.