فضاء فلسطين "السيبيري".. مواجهة محتدمة مع قراصنة "الإنترنت"
نديم علاوي
احتفى الفلسطينيون، كغيرهم من أمم العالم، باليوم العالمي للإنترنت الذي صادف الثلاثاء الماضي، الأول من شباط 2019، والذي يأتي في ظل التطور التكنولوجي الهائل، والذي حدده الاتحاد الأوروبي والمنظمة الأوروبية للتوعية بشبكة الانترنت، كيوم رسمي لفعاليات الانترنت الآمن في دول العالم.
وواكب التطور التكنولوجي الكبير، تطور موازٍ في اعادة تشكيل الأدوات التي يستخدمها "الهاكرز"، كما أن تطور بعض الخدمات التي تستخدم للسلامة العامة من الجرائم الالكترونية، يقابلها عديد من الثغرات التي يستغلها القراصنة للولوج، دون تطبيق الانترنت الآمن فعلياً.
مدير وحدة الشكاوى الالكترونية في الشرطة المقدم سامر الهندي، أكد لـ"وفا"، أن دولة فلسطين الفتية تدافع بكل السبل الممكنة عن فضائها "السيبيري"، بالرغم من أن هناك زيادة واضحة في عدد شكاوى الجرائم الالكترونية هذا العام الى 2568 شكوى عن العام 2016 التي كانت 1327، وأكد ان الشرطة تعاملت حتى بداية هذا العام مع 62% من الجرائم.
الهندي نوه الى أن الارتفاع في هذه النسب جاء من خلال وعي الناس بالتوجه الى النيابة العامة بتحويل الشكاوى الى الشرطة، وثمن في هذا السياق دور وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، في استجابتها لعمل نشاطات توعوية للمواطنين، خصوصا هذا العام الذي جرى فيه تنظيم فعالياتها بالتزامن مع اليوم العالمي للإنترنت، كما أثنى على دور المواطنين في التوجه الى القضاء للتعامل في الجرائم الالكترونية، وتأمين الحسابات الالكترونية بالطرق المثلى.
رئيس فريق فلسطين للاستجابة لطوارئ الحاسوب ابراهيم أبو بكر، أكد أن العام الماضي شهد العديد من الجرائم الالكترونية، كان أبرزها حجب الخدمة، التي يمتهنها "الهاكرز"، والتي تحول دون توفر الخدمة.
وأضاف أبو بكر، أن "التشفير" يأتي في المرتبة الثانية، وهو يقوم على تحويل بيانات إلكترونية إلى شكل يستحيل به قراءتها وفهمها دون إعادتها إلى هيئتها الأصلية ودون علم المستخدم الآخر، وبالتالي يكون الملف مخفيا. كما يعد "التشفير" واحدا من اكثر وأهم عمليات القراصنة "الهاكرز"، بالإضافة الى الابتزاز الالكتروني، وهو العملية التي تبدأ بالكلام الجميل والمغري وينتهي بالاستغلال المربك للضحية، سواء ذكرا أم أنثى.
وتندرج هذه الجرائم تحت ما يسمى قانون الجرائم الالكترونية التي تمت المصادقة عليه عام 2017 من قبل الرئيس محمود عباس.
وبحسب مدير وحدة الجرائم الالكترونية في الشرطة، فإن الجرائم الالكترونية بحد ذاتها جرائم عابرة للحدود والقارات، وأن القانون المحلي وحده غير كفيل بمحاصرتها.
ويدعم الهندي وجود "الانتربول" الذي من خلاله يساعد ويساهم في حصر الجرائم الالكترونية، وينوه الى وجوب عقد اتفاقيات بين فلسطين ودول العالم في التعاون المشترك من أجل انترنت آمن، وبالتالي التسويق الدولي لفلسطين في العالم.
وعن سبل السلامة العامة من الانترنت دعا ابو بكر، الى المتابعة اليومية للتطور التكنولوجي وسبل الأمن والحماية في التعامل مع الفضاء السيبيري، وطالب المواطنين بالاطلاع وقراءة شروط استخدام أي تطبيق او خدمة الكترونية، قبل استخدامها، وذلك لتحصينهم وحمايتهم كمستخدمين للإنترنت.
وكان شعار اليوم العالمي للإنترنت الآمن في فلسطين قد جاء تحت شعار "مبادرة الأمن والأمان"، حيث شهد المؤتمر الصحفي بخصوص اليوم العالمي للأنترنت الآمن، الإعلان عن سلسلة نشاطات، ابزرها التخطيط الى مسير عائلي، يستطيع أي مواطن المشاركة فيه، فيما سيكون هناك سلسلة نشاطات تخص طرق الوقاية من الجرائم الالكترونية.
وأعلن ابو بكر عن تنظيم مارثون سيشهد عديدا من الفعاليات للإنترنت الآمن في فلسطين، يوم الجمعة بتاريخ 15-2-2019.