أبو فردة والرماضين..يخنقها الجدار
قلقيلية- ميساء عمر
يعيش مواطنو قرى أبو فردة والرماضين الجنوبي والشمالي في محافظة قلقيلية، ظروفا قاسية وأوضاعاً معيشية صعبة، يأبون معها ترك ارضهم ومنازلهم، التي يعزلها جدار الضم والتوسع العنصري منذ العام 2004.
وتقع قريتي "عرب الرماضين الجنوبي" و"أبو فردة" إلى الجنوب الشرقي من مدينة قلقيلية، على مقربة من اراضي عام 1948، و مستوطنة "الفي منشيه" الجاثمة على اراض محتلة، أما "عرب الرماضين الشمالي" فتقع شمالي المدينة، ويعتمد اهل هذه القرى الثلاث على الزراعة و تربية المواشي كمصدر رزق اساسي.
ويقطن في الرماضين الشمالي ما يقارب من 130 مواطنا، وترجع أصولهم إلى منطقة بئر السبع المحتلة عام 1948، و يمر مواطنوها من بوابة عسكرية تحمل رقم (1037)، في دخولهم وخروجهم من قريتهم.
وقال رئيس مجلس قروي الرماضين الشمالي قدر جبر جخارمة :"لا يوجد مدخل للسكان، إلا من خلال بوابات عسكرية يسمح بالمرور من خلالها بتصاريح خاصة للمواطنين، فجدار الفصل أقيم قبل أكثر من أربعة عشر سنة، يطوق القرية من كل الجهات ".
وتابع: "نظرا لوجود البوابات يستغرق الوصول إلى القرية بعد الخروج منها ساعة أو أكثر، حيث يضطر المواطن إلى الانتظار وقت طويل على الحاجز بشكل يومي، ويتعرض للتفتيش والاستفزاز من الجنود بطريقة مهينة".
واشار جخارمة الى أن الاحتلال يقوم بتحديد كمية المواد الغذائية المدخلة للتجمعات ونوعيتها ويلزم التنسيق المسبق مع ما يسمى الإدارة المدنية قبل الموعد بيوم واخذ الموافقة عليها وإخضاعها للتفتيش.
وينطبق الحال على تجمع عرب أبو فردة الذين كانوا يعيشون سابقا في قرية البصة بالقرب من مدينة يافا، وهاجروا بعد النكبة مباشرة إلى المناطق القريبة من مدينة قلقيلية حيث يسكنون حاليا، ويبلغ سكانها ما يقارب 300 مواطن، وتعتبر البوابة رقم 109 المدخل والمخرج الوحيد لهم مع محيطهم في المنطقة.
ومن ناحية الخدمات للقرى الثلاث، وبحسب رئيس مجلس قروي أبو فردة سالم محمد سالم: فأن مواطني الرماضين الشمالي وابو فردة، يشترون الماء من بئر ارتوازي في مدينة قلقيلية، حيث يبلغ سعر التكلفة مع النقل 80 شيقل لـكل 3 كوب، في الوقت الذي يعتمدون فيه على خلايا الطاقة الشمسية والمولدات الكهربائية في الحصول على الكهرباء، مشيرا الى أن بلدة حبلة جنوب قلقيلية تمد أهالي الرماضين الجنوبي بخدمات الكهرباء والماء.
وقال سالم: "لا يوجد أية مقومات للبنية التحتية في التجمعات، من مرافق صحية وخدمات طبية وطرق معبدة، وخلال السنوات الماضية هدم الاحتلال عدد من المنشآت السكنية عدة مرات بحجة أن البناء من الطوب ممنوع، لذلك نلجأ إلى بناء بيوتنا من ألواح الصفيح.
وسكن أهالي الرماضين الجنوبي في قريتهم منذ عام 1957 مدينة قلقيلية، بعد أن هاجروا من قضاء الخليل من عشيرة عرب الرماضين، ويبلغ عددهم الآن 350 مواطنا، ويمرون عبر بوابة "ابو فردة".
وتوجد في الرماضين الجنوبي مدرسة واحدة، بعكس الرماضين الشمالي التي تخلو من أي مدارس ويلجأ طلابها الى مدارس مدينة قلقيلية.
واشار ممثل الرماضين الجنوبي كساب شعور إلى أن مدرستهم بنيت منذ 9 سنوات للمرحلة الأساسية فقط، و طلاب المرحلة الثانوية يذهبون إلى المدينة لإكمال تعليمهم، مضيفا: ان الكثير من الأهالي يمتنعون عن إكمال بناتهم التعليم حتى لا يتعرضن للمعاناة والتفتيش يوميا من قبل الاحتلال على البوابات.
واضاف: ان المناسبات والأفراح شبه معدومة، ففي الأفراح مثلا يقدم المجلس قائمة لـ 200 فرد للحصول على تصاريح، ولا تتم الموافقة إلا على اقل من الربع، وفي حالة الوفاة يحتاجون إلى تصريح للدخول على مقبرة المدينة، والتعقيدات موجودة حتى في حالات نقل المرضى، لذلك تقتصر المناسبات بالمجمل على أبناء التجمع.
وقال عضو هيئة مقاومة الجدار والاستيطان مراد شتيوي، "ان الاحتلال يتعمد تضييق الخناق على القرى الثلاث بإشكال مختلفة، لإجبارهم على الرحيل، ونحن حريصون على تثبيت المواطنين في أرضهم ودعمهم بكافة السبل المتاحة".