الغزية "أروى" من الهندسة إلى فن الرسم على الزجاج
ريما سويسي
لم يكن يخطر ببال الشابة أروى أن الصدفة ستحول حياتها من خريجة تبحث عن العمل إلى فنانة تبدع في الرسم على الزجاج بأنواعه، حينما دخلت يوماً أحد المحال لتشتري تذكارا يدويا لإحدى صديقاتها، وإذ بالفكرة تلمع في ذهنها كونها تعلم أنها قادرة على صنع الأجمل والأكثر إبداعاً من المشغولات الزجاجية الملونة.
من هنا بدأت أروى السعافين (29 عاماً) تشق طريقها عبر الرسم على الزجاج، مستخدمة كل ما هو متوفر لديها لتنجز تحفا فنية ذات بصمة راقية وبسيطة في نفس الوقت.
تقول أروى: "بعد ست سنوات من التخرج كمهندسة معمارية وجدت أن لدي الكثير من وقت الفراغ الذي سمح بالبحث عن بدائل، خاصة أنني لم أجد فرصة عمل ثابتة، ولدي موهبة الرسم كوني أحبه كهواية، لكن بصراحة لم أكن أتوقع أن تتحول هذه الموهبة لمصدر دخل".
أحبت أروى فكرة الهدايا خاصةً تلك التذكارات المرسومة يدوياً على هدايا زجاجية بأشكالها المختلفة، وهنا بدأت تحاول صنع بعض من هذه الهدايا لنفسها ثم بعد ذلك لصديقاتها اللواتي أثنين على ذوقها واختيارها لمكونات الهدية الزجاجية.
وتضيف: "بدأت أصنع الهدايا الزجاجية بألوان ذات جودة عالية الأمر الذي اثار الإعجاب، وبعدها أطلقت موقعاً الكترونيا لترويج وعرض تلك المشغولات عام 2016، وهكذا أصبح فن الرسم على الزجاج عملي المفضل الذي أضع فيه لمستي الفنية".
لم يكن الأمر سهلاً على عائلة أروى خاصة وأنها أنهت دراستها الأكاديمية بعد سنوات من التعب والجهد، معتبرين أن الأمر لا يعدو كونه موهبة، ولكن إصرار أروى على النجاح والتميز والإبداع دفع كل من حولها إلى تشجيعها، ومطالبتها بمزيد من الإبداع.
وفيما يتعلق بالرسم على الزجاج، أكدت السعافين أن أولى خطواتها تمثلت في البحث عن الألوان الخاصة بالرسم على الزجاج في غزة، لأنها كانت نادرة لكنها توفرت بعد إقبال الكثيرين عليها، وبعدها تعرفت على أنواع الزجاج.
وتتحدث أروى عن أدواتها المستخدمة في هذا النوع من الرسم فتقول: "أحتاج زجاجاً وألوان وستاند (حامل)، أما الألوان فهي نوعان، ألوان السيراميك وألوان خارجية بالإضافة إلى نوعية معينة من الأقلام تسمى "شارب"، وكل المواد المذكورة متوفرة لكن أسعارها مرتفعة".
وتتميز أروى عن غيرها من الفنانات بالاقتباسات التي تناسب مختلف المناسبات بالإضافة إلى بصمتها الخاصة في الرسم على الأحجار بألوان معينة مميزة، وأسعارها المتوسطة التي تلائم الوضع الاقتصادي الذي يمر به قطاع غزة.
وكان للكوفية جزء كبير من مشغولاتها التي تتقنها بناءً على طلب وذوق الزبون، كما احتوت أحد مشغولاتها اقتباساً يقول: "الوطن لا يعيب أحد بل نحن من نعيب أوطاننا".
بعينيها الخضراوين تراقب أروى مشغولاتها، وكأنما تكحل عيونها بمنتجاتها الفنية التي تعرضها في زاوية من مكتبة دار الأرقم بغزة، وتناقش زبائنها بابتسامة لا تفارق محياها.
وفيما يتعلق بالإقبال على هذه المشغولات تفيد السعافين بأن الإقبال والطلب يزداد يوما بعد يوم، فهناك أشخاص تواصلوا معها من الضفة الغربية بعدما شاهدوا أعمالها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى أشخاص من دول عربية وشركات زجاج سواءً من داخل غزة أو خارجه.
وفي إجابتها حول الجديد في أعمالها تقول السعافين: "مع بداية شهر رمضان الكريم ستكون هناك مشغولات فخارية منحوتة ومحفورة على شكل فانوس رمضان، وهي ليست فقط هدية بل تحفة جمالية لها استخدام في البيت ناهيك عن منظرها الجمالي الممتع".
وتشارك السعافين في معرض افتتح في مدينة غزة يوم أمس، ويضم مجموعة شركات ذات مجالات مختلفة ما بين التجميل والملابس والعطور والمشغولات الفنية اليدوية وغيرها.