"عيد الحب" في التاريخ
يصادف الرابع عشر من شباط كل عام عيداً أصبح يعرف بعيد الحب، أو يوم الفالنتاين، وأصبح الاحتفال به في السنوات الأخيرة منتشرا على مستوى العالم بجميع طبقاته وأيديولوجياته، فمن أين أتى هذا اليوم ولماذا اتسع نطاق الاحتفال به إلى هذا الحد؟.
في الأساس، هو احتفال مسيحي يعود إلى القديس فالنتاين، تحتفل به الكنيسة الغربية في 14 شباط، أما الكنيسة الشرقية فتحتفل به في السادس من تموز، وللمصادفة فإن هناك قديسين يحملان الاسم نفسه "فالنتاين"، قد استشهدا في سبيل المسيحية في بداياتها، ولهذا ارتبط باسمهما فعل الحب الرومنسي الديني والإلهي، أحدهما كان يعيش في روما وقتل عام 269 ميلادية، ودفن في كنيسة سانت براكسيد في روما.
فالنتين هذا كان كاهناً مسيحياً، كان يقوم بتزويج العشاق المسيحيين سراً، لأن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية، وعندما أصدر الإمبراطور كلوديوس الثاني قرارا بحظر الزواج ليزيد عدد الجيش، وذلك لاعتقاده أن الرجال المتزوجين لا يمكن أن يكونوا جنوداً أكفاء، فتحداه فالنتاين، واستمر في تزويج الشباب، ولهذا اعتقله الرومان وأعدموه في 14 شباط، فاشتهر بأنه شهيد الحب.
ويشاع بأنه كتب أول بطاقة حب في ليلة إعدامه مخاطباً ابنة سجانه التي زارته في سجنه، لأنه قام بشفائها بعد أن كانت كفيفة كما تقول الروايات.
القديس الآخر عاش في مدينة "أنترامنا"، وهي مدينة تورني قديماً، وقتل في عهد الإمبراطور أوريليان عام 197 ميلادية في فترة اشتهرت باضطهاد المسيحيين قبل أن تتحول روما بأسرها إلى الديانة المسيحية عام 325 ميلادية، وقد دفن في كنيسة باسكيليا.
وتشير القصص أن قديس تورني قتل بسبب مساعدته المسيحيين في الهرب من السجون الروانية أثناء عهد الإمبراطور أورليان.
اختلطت الروايات بينهما، وبحلول القرن الرابع عشر، لم يعد من الممكن التمييز بين الروايات الخاصة بقديس روما والآخر قديس تورني، فاندمج الاسمان وأصبحا كأنهما اسم واحد.
على أن بعض الباحثين مثل البروفيسور جاك بي أوريوتش من جامعة كنساس، يقول في دراسة له أنه لم تكن هناك صلة بين القديسين وبين الحب الرومانسي، إذ كانت الفترة بين منتصف يناير ومنتصف فبراير تحمل اسم "شهر جامليون"، نسبة إلى الزواج المقدس الذي كان تقليداً دينياً وثنياً في روما يرتبط بالخصوبة، ويتم الاحتفال به بين 13 و15 فبراير اللذين يتوسطهما 14 فبراير.
أصدرت أول بطاقات لعيد الحب في أمريكا عام 1847 ميلادية بواسطة إستر هاولاند، وقامت الرابطة التجارية لناشري بطاقات المعايدة بتخصيص جائزة تحمل اسمها منذ عام 2001، خاصة بتصميم أفضل بطاقة معايدة، وفي كل عام تبلغ عدد البطاقات المباعة في عيد الحب على مستوى العالم "مليار بطاقة".
في النصف الثاني من القرن العشرين، توسعت عادة تبادل البطاقات لتشمل أنواع أخرى من الهدايا يقدمها الرجال للنساء، من الزهور إلى الشوكولاتة المغلفة بالساتان إلى المجوهرات والدمى... إلخ