أطفال المدارس الفريسة المفضلة للاحتلال ومستوطنيه
ساهر عمرو
برهن اعتداء جيش الاحتلال ومستوطنيه على مدرسة الخليل الأساسية للذكور في البلدة القديمة من الخليل، اليوم الخميس، على أن حكومة الاحتلال مقبلة على سياسة جديدة في مدينة الخليل عنوانها الإرهاب ضد مواطني المدينة وفق مخطط ممنهج لإفراغها من مواطنيها وتهويدها، وأن طلاب المدارس الفريسة المفضلة لهم ولإرهابهم.
ارتفاع وتيرة اعتداءات المستوطنين وجيش الاحتلال على طلبة المدارس في المنطقة الجنوبية من مدينة الخليل تحديدا، وإصابة عدد كبير من الطلبة الاطفال بحالات الاختناق على ما يبدو انها حلقة من حلقات مسلسل لن ينتهي في ظل قرار دولة الاحتلال وقف تمديد عمل بعثة المراقبين الدوليين في المدينة ليسرحوا ويمرحوا كما يشاءون دون حسيب او رقيب.
مدير التربية عاطف الجمل أوضح أن ما يقارب من 2000 طالب/ ة في تلك المنطقة، الجزء الأكبر منهم يمرون بشكل يومي عبر بوابات وحواجز احتلالية للوصول الى المدارس، يتعرضون وبشكل يومي للاعتداءات والاستفزازات من قبل المستوطنين أو جنود الاحتلال، سواء على تلك الحواجز والبوابات أو عبر الطرقات التي ينتشر فيها المستوطنون بشكل كبير، أو من مجموعات المستوطنين الذين يقفون على مدخل المدارس بشكل يومي.
وبين أن هناك تصاعدا في وتيرة وحجم الاعتداءات بحق الطلبة خلال العام 2019، معتبرا أن تخلص الاحتلال ومستوطنيه من المراقبين الدوليين محاولة لتغييب الرواية الاعلامية من جهات محايدة، وهذا ولد لديهم جرأة أكبر في ارتكاب الاعتداءات.
وأشار الجمل إلى أن طواقم التربية تحاول وبقدر الإمكان الحد من آثار هذه الاعتداءات بحق الطلبة، فيتم إخضاع كافة الطواقم العاملة في مدارس المنطقة الجنوبية، سواء معلمين أو إدارة أو اذنة لدورات في الاسعافات الأولية، ليتمكنوا من تقديم الإسعاف للطلبة المصابين ميدانيا، نظرا لصعوبة الحركة في تلك المناطق وكثرة الاعتداءات وتكرارها، ولكون الطلبة من الأطفال بحاجة للإسعاف بشكل فوري وسريع.
من جانبه اعتبر الناشط في رصد الانتهاكات الاسرائيلية هشام الشرباتي، أن قوات الاحتلال اعتادت على استخدام القوة المفرطة بحق مواطني المنطقة الجنوبية بشكل عام، وطلبة المدارس بشكل خاص ومهاجمتهم بقنابل الغاز والصوتية بكثافة، في سلوك لا يمكن ان يوصف بالفردي، إنما سلوك جماعي متكرر، يصدر عن جنود الاحتلال ومستوطنيه، وبوجود كبار الضباط، ضمن عمل مخطط له، للضغط على الأهالي من خلال ابنائهم الطلبة لإفراغ هذه المدارس واغلاقها.
وقال: "إن قوات الاحتلال ومستوطنيه يمارسون أبشع أشكال الإرهاب بحق الأطفال على الحواجز والبوابات الالكترونية المنتشرة في المنطقة، ويخضعون هؤلاء الاطفال للاستجواب والتحقيق علما ان معظمهم لم يتجاوز سن الثانية عشرة، حيث يمنع القانون توجيه لائحة اتهام لهم، مشيرا الى ان الهدف من ذلك هو ترهيب هؤلاء الاطفال وتخويفهم".
وفي سياق متصل أكد رياض عرار من الحركة العالمية للدفاع عن الاطفال أن ما يتعرض له الاطفال وطلبة المدارس من اعتداءات وانتهاكات بشكل يومي يأتي ضمن سياسة ممنهجة يمارسها الاحتلال ومستوطنوه من اجل افراغ المنطقة من ساكنيها، واحدى ادواتها تدمير العملية التعليمية.
وتشير إحصائية مكتب التربية والتعليم وسط الخليل إلى أن طلبة ومعلمي مدارس المنطقة الجنوبية والبالغ عددها ست مدارس حكومية ومدرسة تتبع وكالة الغوث، تعرضت خلال شهري يناير وفبراير من العام 2019 لـ18 اعتداء من قبل الاحتلال ومستوطنيه، أثناء ذهابهم أو عودتهم او خلال تواجدهم داخل المدارس، أدت الى اصابة 228 طفلا، و36 معلما ما بين اصابات جسدية او نفسية من ترهيب وتخويف والتطاول عليهم بالسب والصراخ.