قادة فصائل: اعتقال الاحتلال لكوادر فتح يأتي ردا على انتصار شعبنا في القدس
محافظ القدس، عضو المجلس الثوري لحركة فتح عدنان غيث كان من بين أكثر من 100 مقدسي، غالبيتهم من كوادر وأبناء حركة فتح، اعتقلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عقب نجاح شعبنا في فتح مصلى باب الرحمة ومواجهة إجراءات الاحتلال التهويدية في العاصمة المحتلة، واعتداءاتها المتكررة على المسجد الأقصى.
وبالتوازي مع حملة الاعتقالات التي تطال المقدسيين، تواصل قوات الاحتلال اقتحامها للمحافظات الشمالية، واعتقال العشرات من المواطنين، في تجاوز واضح لكافة الاتفاقات، حيث اعتقلت صباح اليوم الأربعاء عضو المجلس الثوري لحركة فتح زكريا الزبيدي بعد اقتحامها لمدينة رام الله.
وفي هذا السياق، أكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أمين عام جبهة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف، أن تصعيد حكومة الاحتلال ضد أبناء شعبنا وقيادات وكوادر حركة فتح يندرج في إطار محاولة فرض الوقائع على الأرض، واستمرار الحرب المفتوحة ضد شعبنا وآخرها قطع أموال الضرائب الفلسطينية في سرقة وابتزاز واضح".
وقال في حديث لــ"وفا": إن "حكومة الاحتلال تعتقد أن الوقت سانح لفرض شروطها أو أجندتها، ونحن ندين كفصائل عمل وطني وشركاء مع حركة فتح في استمرار النضال في إطار منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، ما تقوم به حكومة الاحتلال من جرائم وتصعيد ضد أبناء شعبنا بما فيهم كوادر حركة فتح".
وأضاف: "تعتقد حكومة الاحتلال من خلال تصعيدها العدواني ضد أبناء شعبنا وسياسة اقتحامات المدن والاعتقالات وإطلاق العنان للمستوطنين الاستعماريين، بأنها تستطيع فرض شروطها على الأرض ويمكن أن تكسر إرادة شعبنا، ولكن شعبنا يتمسك بحقوقه وثوابته وبمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد والتي قدمت آلاف الشهداء والجرحى والأسرى".
وتابع: "ان شعبنا يتمسك بقيادته التي تستمر بعملية النضال والكفاح من أجل إنهاء الاحتلال والوصول إلى كافة حقوقنا، من عودة اللاجئين وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس، ولن تألو القيادة الفلسطينية جهدا في سبيل تحقيق ذلك، وكل ما يقوم به الاحتلال لن يكسر عزيمة شعبنا المتمسك والعاقد العزم على مواصلة نضاله وكفاحه من أجل حريته واستقلاله".
ولفت أبو يوسف إلى أن الاحتلال يحاول جرّ المنطقة إلى حرب دينية من خلال تصعيد اعتداءاته في مدينة القدس، من اعتقالات واستدعاءات ومحاولات فرض أمر واقع في المسجد الأقصى المبارك، مشيراً إلى أن ما جرى في مصلى باب الرحمة وقرار حكومة الاحتلال بإعادة إغلاقه من جديد يأتي في هذا السياق.
وشدد على أن حكومة الاحتلال تستفيد من الموقف الأميركي المعادي لشعبنا، والذي يتحدث عما تسمى "صفقة القرن" لتنفذ مزيداً من الاعتداءات والجرائم، مندداً بالتصريحات الأخيرة لمستشار الرئيس الأميركي ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنر والذي لم يذكر الاحتلال والاستيطان بل تحدث عن حلول اقتصادية وإقليمية.
بدوره، قال نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم إن حملة الاعتقالات هي رد من حكومة نتنياهو على الانتصار الذي حققه شعبنا في القدس بتحريرهم لمصلى باب الرحمة وكسر الحظر الإسرائيلي على استخدامه للصلاة، والمحاولة الجارية من أجل جعل إغلاق هذا المصلى مدخلا لتقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانيا ومكانيا كما جرى في الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال وبعد أن اتخذ نتنياهو قراره بالرد على مثل هذه الإنجازات التي حققتها جماهير شعبنا في القدس، تحاول الآن إيجاد الوسائل من أجل كسر شوكة جماهير شعبنا في القدس والحركة الوطنية هناك، تمهيدا لتنفيذ التعليمات بإعادة إغلاق مصلى باب الرحمة.
وأكد في حديث لــ"وفا"، أن شعبنا وأهلنا في كل أنحاء فلسطين، بما في ذلك داخل أراضي الـ48، ما زالوا صامدين في المسجد المبارك، وسيواصلون الدفاع عنه وعن حق المصلين في الصلاة فيه باعتباره حقا مقدسا لا تملك سلطات الاحتلال أن تتجاوزه.
وحول اقتحامات المدن الفلسطينية، وآخرها مدينة رام الله واعتقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح زكريا الزبيدي، قال عبد الكريم إن "مثل هذه الاقتحامات والتجاوزات البشعة من قبل سلطات الاحتلال يجب الرد عليها بتنفيذ قرارات المجلس الوطني، لأنه إذا كانت سلطات الاحتلال ترفض احترام التزاماتها بموجب الاتفاقات، فنحن لسنا ملزمون بأن نواصل احترام هذه الاتفاقات من جانب واحد".
من جهته، رأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، الأمين العام لجبهة النضال الشعبي أحمد مجدلاني بأن حملة الاعتقالات الأخيرة التي يشنها الاحتلال، هي محاولة من حكومة نتنياهو للتأكيد مجددا على أن لا سلطة سياسية سوى سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وأن القدس قد تأكد ضمها سياسيا وواقعيا وفعليا لإسرائيل، واعتبارها عاصمة لدولة الاحتلال، وأي نشاط فلسطيني له بعد سياسي هو أمر غير مقبول بالنسبة لها.
وقال: "إن الاعتقالات هي عنوان لسياسة استعمارية إسرائيلية لمحو وإجهاض أي جهد سياسي فلسطيني يؤكد عروبة القدس، وأنها أراض فلسطينية محتلة وعاصمة لدولة فلسطين، وأنها ببعدها المسيحي والإسلامي، لا يمكن أن تقبل التهويد".
ولفت إلى أن الحملة المركزة التي تشنها قوات الاحتلال في صفوف قيادات وكوادر حركة فتح ومنظمة التحرير والحركة الوطنية في القدس، تأتي في سياق ردود فعل رئيس الحكومة الإسرائيلية على النجاح الذي حققته جماهير شعبنا في فتح مصلى باب الرحمة وكسر قيوده، ومحاولة نتنياهو إصدار قرار لإعادة إغلاقه مجددا، مشددا على أنها محاولة يائسة لخنق الصوت الوطني الفلسطيني المواجه لمشاريع التهويد والضم العنصرية للقدس.
وأكد مجدلاني ضرورة التصدي لهذه الحملة من خلال تعزيز المؤسسة الوطنية الفلسطينية وتعزيز صمود أبناء شعبنا داخل القدس.