خلة الضبع .. صمود في وجه محاولات الاقتلاع والترحيل
جويد التميمي
هدم مدارس أساسية، الاستيلاء على كراسي وطاولات تعليم الأطفال، اقتلاع أشتال وأشجار معمرة، مداهمات واقتحامات لبيوت وكهوف ومساكن وحظائر من صفيح، ممارسات واعتداءات تهدف من خلالها سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتوسيع رقعة الاستيطان على حساب أراضي وممتلكات المواطنين بمسافر يطا جنوب محافظة الخليل.
المواطن الذي يقطن خلة الضبع جابر علي الدبابسة (35 عاما) قال لــ"وفا"، "إن سلطات الاحتلال داهمت أرضنا التي شيدت عليها مدرسة خلة الضبع الاساسية، والتي دمرتها قوات الاحتلال عدة مرات العام الماضي، واستولت على "كرفاناتها" –بيوتها المتنقلة- ومحتوياتها، وعقب منع المواطنين من الوصول إلى المكان، اقتلعت عشرات أشتال الزيتون بزعم أنها أراضي دولة، كما جرفت أراضي في خلة الضبع موقع المدرسة الاول".
واشار الدبابسة، إلى ان المواطنين سيواصلون زراعة الزيتون وفلاحة اراضيهم، مثمنا دور وزارة التربية والتعليم التي أعادت بناء المدرسة فور هدمها ومصادرة محتوياتها في موقع مقابل للمكان الذي خلع الاحتلال اليوم منه اشتال الزيتون. وأوضح ان سلطات الاحتلال اخطرت بهدم المدرسة وتدميرها مرة اخرى في مكانها الثاني قبل شهر تقريبا.
بدوره، قال منسق اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان جنوب الخليل راتب الجبور لـ"وفا"، "في الوقت الذي تقوم به آليات الاحتلال باقتلاع اشتال واشجار الزيتون والتي كان اخرها اليوم، حيث اقتلعت سلطات الاحتلال عشرات اشتال الزيتون من الموقع الاول لمدرسة خلة الضبع شرق بلدة يطا، تعمل آليات الاحتلال والمستوطنون على توسعة مساحات شاسعة في بناء وحدات استعمارية جديدة بمستوطنات "ماعون وحفات ماعون وافيجال" المقامة على أراضي المواطنين التي سرقوها واستولوا عليها قرب خلة الضبع بمسافر يطا، جنوب الخليل.
وحسب مركز أبحاث الأراضي، دمرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بتاريخ 11/7/2018، مدرسة خربة خلة الضبع جنوب شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، وصادرت مبانيها، بحجة بنائها دون ترخيص، وكانت تتألف من أربعة صفوف دراسية، وتخدم الطلبة من خربة خلة الضبع والمفقرة، حيث يبلغ عدد الطلبة في هاتين الخربتين (13) طالبا وطالبة. واوضح المركز، أن سلطات الاحتلال دمرت وصادرت مباني المدرسة سابقا دون توجيه إخطارات مسبقة بوقف العمل أو أوامر خطية بهدمها.
وذكر مواطنون في خربة خلة الضبع أن موظفين في "الإدارة المدنية الاسرائيلية" داهموا الخربة بتاريخ 10/7/2018، أي قبل تنفيذ عملية الهدم والمصادرة بيوم واحد، وخربوا الجدران الداخلية لمباني المدرسة، وعلى اثر ذلك توجهت مؤسسة "سانت ايف" الحقوقية إلى محكمة الاحتلال العليا بالتماس لمنع هدم المدرسة، وفي اليوم التالي –يوم تنفيذ هدم المدرسة وهي احدى مدارس الصمود والتحدي– أصدرت المحكمة العليا أمرا احترازيا بوقف عملية هدمها لكن سلطات الاحتلال لم تكترث بذلك، وأصرت على تنفيذ عملية الهدم، ولم تأبه لقرار المحكمة العليا بوقف هدم المدرسة، وبعد إبراز الأمر الاحترازي للقوة التي نفذت عملية الهدم، واصلت العملية وصادرت "الكرفانات" وجرفت الأرض، واعتدت على المواطنين وطلبة المدرسة الذين حاولوا منع هدمها، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض، وعملت طواقم الدفاع المدني الفلسطيني على إسعافهم ميدانيا.
وحسب المركز، "بتدمير الاحتلال مدرسة خلة الضبع، يكون قد دمر مدرستين خلال العام 2018 في محافظة الخليل، حيث قامت سلطات الاحتلال العام المنصرم بتدمير ومصادرة مباني مدرسة خربة زنوتا جنوب بلدة الظاهرية، جنوب الخليل، ما شكل انتهاكا لحق الأطفال في التعليم".
من جانبه، قال رئيس مجلس قروي التوانة محمد ربحي ربعي لــ"وفا"، إن قوات الاحتلال تحاول اجتثاثنا وارغامنا على الرحيل بكافة الوسائل لتوسيع رقعة الاستيطان بمسافر يطا، ومنها خلة الضبع التي يقطنها 80 فردا تقريبا، يعتاش جلهم من الزراعة والثروة الحيوانية.
واوضح ربعي، ان الاحتلال قبل اقتلاع عشرات اشتال الزيتون جرف في الآونة الاخيرة عدة طرق رئيسية وفرعية بمسافر يطا، وقطع بتاريخ 13-2-2019 خطوط المياه، التي تغذي 17 تجمعا سكانيا في مسافر يطا للتضييق على المواطنين واستهداف صمودهم في تلك المناطق، لإجبارهم على الرحيل عنها لصالح الاستيطان.
وذكر ربعي، ان ما يزيد عن 1500 مواطن يقطنون في مسافر يطا، وتمنعهم قوات الاحتلال من تشييد المدارس والمنازل والعيادات الصحية وشق الطرق وتمنع توصيل الخدمات الأساسية لهم في تلك المناطق. وطالب الجهات الفلسطينية والدولية ذات العلاقة "بضرورة العمل على وقف الاستيطان الذي يعمل على مصادرة اراضي المواطنين في شرق يطا، والذي يهدف لتهجير السكان وافراغ المنطقة من اصحابها، موضحا ان هدم المدارس واقتلاع اشتال واشجار الزيتون وغيرها من الممارسات والاعتداءات لن تفلح في ثني المواطنين عن مواصلة حياتهم، وسيبقون متجذرين في اراضيهم التي يملكونها قبل الاحتلال وورثوها عن آبائهم واجدادهم يفلحونها ويحرثونها كما اعتادوا.