الإعلان عن مراسم وداع وتشييع القائد الوطني المناضل الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    "مركزية فتح": نجدد ثقتنا بالأجهزة الأمنية الفلسطينية ونقف معها في المهمات الوطنية التي تقوم بها    17 شهيدا في قصف الاحتلال مركزي إيواء ومجموعة مواطنين في غزة    الرئيس ينعى المناضل الوطني الكبير اللواء فؤاد الشوبكي    سلطة النقد: جهة مشبوهة تنفذ سطوا على أحد فروع البنوك في قطاع غزة    و3 إصابات بجروح خطيرة في قصف الاحتلال مركبة بمخيم طولكرم    الرئيس: حصول فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة سيسهم في بقاء الأمل بمستقبل أفضل لشعبنا والمنطقة    "استغلال الأطفال"... ظاهرة دخيلة على القيم الوطنية وجريمة يحاسب عليها القانون    "التربية": 12.799 طالبا استُشهدوا و490 مدرسة وجامعة تعرضت للقصف والتخريب منذ بداية العدوان    الاحتلال يشرع بهدم بركسات ومنشآت غرب سلفيت    الاحتلال يعتقل شابا ويحتجز ويحقق مع عشرات آخرين في بيت لحم    10 شهداء في استهداف شقة سكنية وسط غزة والاحتلال يواصل تصعيده على المستشفيات    استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين خلال اقتحام الاحتلال مخيم بلاطة    الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد بالأغلبية قرارين لدعم "الأونروا" ووقف إطلاق النار في غزة    الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب  

الاحتلال يعتقل 10 مواطنين من الضفة بينهم مصاب

الآن

هدموا الحُلم

 زهران معالي

سارحا في أنقاض منزله المدمر بمنطقة المسعودية شمال نابلس، أشعل الخمسيني مشير سيف سيجارة، وقال "هدموا الحلم ولكن رح نر.."، ثم توقف فجأة عن الكلام ونزلت دموعه؛ حرقة على تحطم حلم رسمه طوال 25 عاما، عاشها في منزل مستأجر في قرية برقة.

صباح اليوم، استفاق سيف (55 عاما) على مكالمة هاتفية من جيران منزله الجديد، تخبره بأربعة كلمات وقعت كالصاعقة عليه: "الاحتلال يهدم منزلك الجديد.. أسرع"، ركب سيارته برفقة أبنائه ونزل من القرية اتجاه المسعودية.

عندما وصل سيف برفقة ابنيه وأقاربه للمكان، منعتهم قوات الاحتلال التي حاصرت منطقة المسعودية منذ ساعات الفجر من الدخول، وبقي من بعيد يرقب حركة ديناميكية لثلاث جرافات على مدار أكثر من ساعة حتى سوت منزله المكون من طابقين بالأرض.

على مدار 10 أشهر بنى سيف منزله أو حلم العمر طوبة طوبة وفق قوله، تلقى خلالها بلاغين من سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف البناء بادعاء تواجد المنزل بالمنطقة المصنفة "ج" وفق خرائط الاحتلال، رغم امتلاكه لكوشان من طابو نابلس يثبت أن قطعة الأرض التي أقيم عليها المنزل واقعة بالمنطقة المصنفة "ب"، وفق اتفاقية أوسلو.

ويقول سيف لـ"وفا": قدمنا كل الإجراءات القانونية التي طلبها الاحتلال منا للحصول على ترخيص، ومازالت قضية المنزل أمام المحاكم الإسرائيلية، ورغم ذلك هدموا المنزل.

ويتابع: ما دامت القضية أمام المحاكم كيف هدمت تلك الجرافات منزلي، الهدم جاء بقرار استيطاني انتقامي، يبدو أن إرادة المستوطنين أقوى من القضاء.

ويتكون المنزل من طابقين مساحة كل منها 250 مترا، تمكن سيف من تجهيز الطابق الأول منه فيما ما زال الطابق الثاني قيد الإنشاء، وكانت عائلته تتهيأ للانتقال لسكنهم الجديد والفرح بزواج أحد أولاده، إلا أن الاحتلال دمروا كل تلك الأحلام، يؤكد سيف.

ويشدد على أنه "لا يوجد قرار بالهدم ولم يتسلم أي قرار بذلك إطلاقا، وحتى لو كان هناك قرار لا بد من فترة قانونية تسمح بالاستئناف عليه".

وكانت قطعة الأرض المكونة من عشرة دونمات المنفذ الوحيد لسيف وأشقائه للبناء والإعمار في منطقة المسعودية، بعد أن استولت سلطات الاحتلال على 45 دونما من أراضيهم لصالح مستوطنة "حومش" المخلاة، المقامة على أراضي برقة وسيلة الظهر.

"هدموا الحلم، ولكن رح نبني ونعمر ونزوج أولادنا، ومازال الحلم قائما رغما عن أبو أبوهم، هم يهدموا واحنا نبني..."، يتابع الرجل الخمسيني.

منزل سيف ليس الوحيد الذي هدمته سلطات الاحتلال منذ بداية العام دون سابق إنذار، بل واحد من ثمانية منشآت في الضفة الغربية كانت تنظر المحاكم الإسرائيلية في ملفاتها، وفق ما يؤكد مدير الوحدة القانونية في مركز القدس للمساعدة القانونية بسام كراجة.

ويشير كراجة الذي يتابع ملف منزل عائلة سيف، إلى أن المواطن سيف قدم طلب لترخيص منزله حسب الإجراءات القانونية التي تطلبها سلطات الاحتلال، إلا أن الاحتلال رفض الطلب والاستئناف عليه، مشيرا إلى أن المركز قدم كذلك مشروع تنظيم تفصيلي إلى ما يسمى "حارس أملاك الغائبين" في معسكر حوارة، وادعى الأخير أن المشروع ينقصه ختم من دائرة الأراضي ورفض استلامه.

ويضيف كراجة رغم طلب المهل القانونية لتقديم المشروع، إلا أننا تفاجئنا بالهدم دون سابق إنذار، ويحذر من أن تصبح تلك الإجراءات نهجا لدى سلطات الاحتلال، مؤكدا أن المركز قدم اعتراضا اليوم لدى الإدارة المدنية الإسرائيلية حول هدم منزل سيف اليوم.

وشيد العثمانيون "المسعودية" التي تتبع لأراضي قرية برقة، وهي محطة قطار الحجاز وكان مخصصا للحجيج بين دمشق والمدينة المنورة مرورا بفلسطين، قبل أكثر من 100 عام، وكانت تشكل ملتقى تجاريا، وتشكل نقطة احتكاك دائم بين أصحاب الأرض الذين يحاولون الحفاظ على التراث والمستوطنين الذين يحاولون سرقته وتزييفه.

 ويوضح مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ"وفا"، إن المنطقة تشهد استهدافا منظما من الاحتلال الإسرائيلي، واستهداف شبه يومي من المستوطنين الذي ينفذ الاحتلال رغباتهم في استهداف الأهالي بالإخلاء تارة وبالاعتقالات والمصادرات تارة أخرى.

ويضيف دغلس "واضح أن هناك قرارا بالاستيلاء على المنطقة بالقوة ولكن لن نخلي هذه المنطقة وسنعيد بناء ما تم هدمه".

ha

إقرأ أيضاً

الأكثر زيارة

Developed by MONGID | Software House جميع الحقوق محفوظة لـمفوضية العلاقات الوطنية © 2024