بوابة يقتلها الجدار
نديم علاوي
في مشهد تعانقت فيه قبة الصخرة مع صليب القيامة، من على سطح مبنى مؤسسة إحياء التراث والبحوث الإسلامية- ميثاق، في بلدة ابو ديس شرق القدس، تقع بوابة مغلقة في أسفل المبنى أغلقها جدار الضم والتوسع العنصري بارتفاع 6 أمتار، مشكلا عائقا امام حركة الباحثين والزوار الفلسطينيين.
وشيدت البوابة امام المؤسسة من الجهة الغربية ليرتادها ما يقارب 20 الى 25 شخصا يوميا، من باحثين وأصحاب ارض وعقارات، وهي البوابة الثانية بعد البوابة الأخرى للمؤسسة التي ما زال يرتادها رواد المؤسسة كونها تقع في اراض تابعة لبلدة ابو ديس.
وأكد مدير المخطوطات في مؤسسة إحياء التراث خالد عليان، أن البوابة شيدت للمقدسيين، وجاء الجدار العازل محاذيا للبوابة، ولا يبعدها سوى 3 امتار، مشكلا عائقا امام المقدسين وتفاعلهم مع المؤسسات الشبيهة في المدينة المقدسة.
وقال عليان، انه تمت عدة محاولات لإغلاق البوابة، حيث أغلقت أول مرة في العام 2002، حينها وضع الاحتلال كتلا اسمنتية ليعزل المنطقة عن مدينة القدس، في حين كان اهالي القدس يعبرون المؤسسة عبر تجاوز تلك الكتل.
وتابع: عندما تم بناء الجدار في معظم مناطق الضفة تم اغلاق البوابة كليا، وكان المشهد هناك ملخصا حالة الوضع الفلسطيني، مشيرا الى ان الاحتلال بهذا العمل يحاول ايصال رسالة مفادها أنه ليس لنا أي حق في القدس.
وأضاف، أصبحت المؤسسة معزولة عن اراضي القدس، والمشكلة ليست هنا فقط، بل لم تعد الحركة في المنطقة نشطة كالسابق، مشيرا الى ان الصورة النمطية التي خلقها الجدار تجعل الناس يبتعدون عن المؤسسة.
واستذكر عليان في حديثه عن البوابة، الظروف السابقة التي كانت تشهد حرية تنقل في كل مناطق القدس، مبينا انه قبيل الجدار كان الذهاب من بوابة المؤسسة الى المسجد الاقصى يستغرق 5 دقائق تقريبا، أما اليوم فيحتاج ساعات وربما أيام.
إلى ذلك اشار رئيس بلدية ابو ديس نبيل بدر، ان جدار الفصل العنصري في ابو ديس يمتد على ما يقارب 3 كيلومترات من الجهة الغربية، مضيفا ان مستوطنتي "كيدار" و"معاليه ادوميم" من الشرق تسيطر على أراضي البلدة.
وقال إن مساحة ابو ديس الكلية تبلغ 27 ألف دونم ممتدة من الجدار الى البحر الميت، مبينا ان المساحة الفعلية التي يسمح للبناء والتوسع فيها لا تتجاوز الـ4 آلاف و600 دونم، وهذا لا يتناسب مع عدد السكان الذين يتجاوزون 26 ألف نسمة، إضافة إلى نحو 10 آلاف طالب في جامعة القدس أبو ديس.
وأكد أن هناك أناسا يعيشون شرق الجدار وأناسا غربه، منوها إلى تأثيرات الجدار على النواحي الزراعية حيث لا يستطيع المزارعون الدخول والخروج الى اراضيهم الواقعة خلف الجدار حتى بتصريح، وأن معظم الاراضي غربي الجدار اصابها التصحر بسبب عدم قدرة الاهالي على التعامل معها.