"يوم الثقافة" وميلاد الشاعر درويش
خالد جمعة
يصادف الثالث عشر من آذار ما بات يعرف بـ"يوم الثقافة الفلسطيني"، حيث يتم الاحتفال به في ذكرى ميلاد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش.
ربما يكون الراحل درويش هو الشاعر الوحيد في فلسطين الذي أعلنت حالة الحداد عليه عندما مات لثلاثة أيام، وضريحه الموجود في مدينة رام الله على إحدى تلالها في مكان يعرف بحديقة البروة أو متحف محمود درويش، يضم مقتنياته الشخصية.
ولد درويش في قرية البروة الجليلية الواقعة قرب ساحل مدينة عكا، والتي تم تدميرها ضمن القرى التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي عام 1948، وقد خرج أهله إلى لبنان، ثم عادوا متسللين عام 1949، ليجدوا مستوطنتي "موشاف أحيهود"، و"كيبوتس يسعور"، قد أقيمتا على أراضي البروة، فعاشت العائلة في قرية الجديدة.
أتم درويش تعليمه في مدرسة ثانوية في "كفر ياسيف"، وانتسب بعدها إلى الحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح"، وعمل في صحافته "الاتحاد والجديد"، ليصبح مشرفا على تحريرها لاحقا، واشترك كذلك في تحرير جريدة الفجر التي أصدرها حزب مبام.
تعرض درويش للاعتقال عدة مرات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، كلها بتهم تتعلق بنشاطه السياسي، وقد استمرت الاعتقالات من عام 1961 حتى العام 1972، حين خرج إلى الاتحاد السوفيتي، ولم يعد إلى فلسطين إلا في العام 1994.
لجأ من موسكو إلى القاهرة، والتحق بمنظمة التحرير الفلسطينية لينتقل إلى لبنان، ويعمل في مؤسسة الدراسات، وعندما تم توقيع اتفاقية أوسلو، استقال من اللجنة التنفيذية احتجاجاً على هذا الاتفاق.
رأس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين، وعنل رئيسا لتحرير مجلة شؤون فلسطينية، ليصبح مديرا لمركز الأبحاث التابع لمنظمة التحرير، وفي عام 1981 أصدر المجلة الثقافية الشهيرة "الكرمل".
حتى عام 1977 بيع من دواوينه بالعربية وحدها أكثر من مليون نسخة، وترك وراءه عددا من الأعمال الشعرية والنثرية هي: ذاكرة للنسيان، وعابرون في كلام عابر، وورد أقل، وأحد عشر كوكبا، وهي أغنية هي أغنية، وأرى ما أريد، وأعراس، وحصار لمدائح البحر، وتلك صورتها وهذا انتحار العاشق، ومحاولة رقم 7، والعصافير تموت في الجليل، وأوراق الزيتون، وحبيبتي تنهض من نومها، وخطب الدكتاتور الموزونة، ولا أريد لهذي القصيدة أن تنتهي، وأقول لكم، ومديح الظل العالي، وآن لي أن أعود، وأثر الفراشة، وحيرة العائد، ويوميات الحزن العادي، وفي حضرة الغياب، وكزهر اللوز أو أبعد، ولا تعتذر عما فعلت، وحالة حصار، وجدارية، وسرير الغريبة، ولماذا تركت الحصان وحيدا، إضافة إلى طباعة أعماله الكاملة عدة مرات عدا عن كتاب رسائل متبادلة بينه وبين الشاعر سميح القاسم.
فاز درويش بعدد من الجوائز الأدبية الرفيعة على مستوى العالم، مثل اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا "لوتس" عام 1969، ودرع الثورة الفلسطينية عام 1981، ولوحة أوروبا للشعر في إيطاليا عام 1982، وجائزة لينين من الاتحاد السوفيتي عام 1983، وجائزة شعراء من أجل السلام في إيطاليا 1987، ووسام الاستحقاق الوطني الفرنسي من وزارة الثقافة الفرنسية برتبة فارس 1997، والصنف الأول من وسام الاستحقاق الثقافي تونس، يقدم من قبل الحكومة التونسية، في تونس 1998، ووسام الكفاءة الفكرية في المغرب 2000/ ووسام القديس بطرس من أنطاكية 2001، وجائزة الحرية من مؤسسة لانان الأمريكية 2001، وجائزة السلطان بن علي العويس مناصفة مع أدونيس في الإمارات 2003، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية 2004، وجائزة الوردة الفضية من اتحاد كتاب بلغاريا 2006، وجائزة لودوميا بونامي من إيطاليا 2006، وجائزة القاهرة للإبداع الشعري في مصر 2007، وجائزة غولدن ريث في مقدونيا 2007، وجائزة الأركانة في المغرب 2008، وجائزة الشاهد البوسنية 2008، وجائزة ناظم حكمت في تركيا 2008، ووسام القدس بمرسوم رئاسي 2008، وجائزة البحر الأبيض للسلام من إيطاليا 2009.
وقد أعلن يوم ميلاد درويش من كل عام كيوم للثقافة الوطنية الفلسطينية، وتقدم فيه جائزة باسمه لثلاثة مبدعين من فلسطين والعالم، كما أعلنت وزارة الاتصالات الفلسطينية عام 2008 عن إصدار طابع بريد يحمل صورته.