غضب الأقلام على الإجرام
يامن نوباني
لم يشفع لعاطف أبو سيف، ارثه الثقافي ولم يَحمهِ من أن تطاله يد حماس، بالتعذيب والتكسير، فيفاجأ المثقفون بصديقهم، مدرجا بدمائه على سرير المستشفى، الأمر الذي دفعهم لتفجير غضبهم ومساندته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
فتحت عنوان "حماس والرموز الأدبية الفلسطينية"، كتب المحاضر الجامعي والناقد عادل الأسطة: "يخطئ من يتوقع من حماس شيئا آخر مختلفا في تعاملها مع الرموز الأدبية الفلسطينية".
واضاف الاسطة: "صورة ما ألم بالروائي عاطف أبو سيف تبعث الأسى في النفس... وشخصيا لا أستغرب أن تفعل حماس هذا ، وحين اسأل عن الفرق بين فتح وحماس أجدني منحازا لفتح، فهي حتى لو أقصت كاتبا أو همشته، تظل حذرة فيما يخص الاعتداء عليه جسديا، وتترك له هامشا من الحرية، للأسف فإن حماس لا تفعل هذا، ولنا في قصة غسان كنفاني ومحمود درويش مثال، فقد نزعت حركة حماس اسم غسان كنفاني عن المدرسة التي سميت باسمه، فيما اجتهد احد اكاديمي حماس في دراسة جامعية اعدها إلى تكفير محمود درويش ".
وكتب الروائي أكرم مسلم: "هذا عاطف أبو سيف الروائي الذي أوصل حكاية غزة في الحرب إلى العالم في كتابه "الزنانة تأكل معي" ناقلا يوميات الناس إلى منابر قلما وصلت إليها، الحاضر برواياته وفعاليته الاكاديمية والإعلامية في كل موقع، ثم ها هي ميليشيات حماس تكتب حقدها على جسده".
فيما علق الصحفي والكاتب صالح مشارقة: "مرعب ... كل شيء مرعب مع عقلية حماس".
فيما كتب المؤرخ الحيفاوي جوني منصور: "عاطف، صاحب القلم الحر والفكر المستنير، شلت أيدي الظلمة والظالمين".
بدوره، كتب الشاعر علي أبو عجمية: "مأزق مضاعف أنّك لم تُنجز سُلطةً حقيقيةً ولا دولةً ولا تحريرًا وتمارس دورًا لاحقًا لسياق ليس متقدمًا عليه ولا مؤسسًا له، يحتلّك العدوّ ثم تحتلُّ نفسك، حماس ضربت نفسها في العمق، لا مكان لها في الوعي العام والتصوّر المُقاوم والممارسة الطَّهرانيّة، ولا يمكنها بعد اليوم ترميم صورتها مهما فعلت، إذ يبدأ شكل النهاية عموديًا بأقل مظاهره الشكلانيّة: الهراوات والدم المسفوك بوحشية والذعر المبثوث في البيوت والشوارع وبما يعنيه من اغتيال للسمعة، ثم ينسرب أفقيًا في ذاكرة السجناء والمقموعين والمقهورين".
ولد عاطف أبو سيف في مخيم جباليا شمال قطاع غزة عام 1973، لعائلة مهجرة من مدينة يافا، تابع دراسته في مدارس المخيم لينتقل للدراسة في جامعة بير زيت ويدرس اللغة الإنجليزية وآدابها، ثم حصل على الماجستير في العلوم السياسية من جامعة برادفورد في إنجلترا، ثم شهادة الدكتوراة في العلوم السياسية من جامعة فلورنسا في إيطاليا.
صدر له عدد من الروايات والكتب السياسية، فقد فازت روايته "قارب من يافا" بجائزة "كتارا" لرواية الفتيان، كما ترشح للقائمة القصيرة لجائزة "كتاب فلسطين" في لندن عام 2016.
ومن رواياته "حياة معلقة" التي وصلت إلى القائمة القصيرة في جائزة البوكر العربية عام 2015، كما وصلت "الحاجّة كريستينا"، إلى القائمة الطويلة للجائزة العالميّة للرواية العربيّة "البوكر"، لعام 2018، ضمن 16 رواية ينتمي مؤلّفوها لـ 11 جنسيّة عربيّة. وأصدر كذلك رواية "ظلال في الذاكرة"، و"حكاية سامر"، و"كرة الثلج"، و"حصرم الجنة"، ومجموعات قصصية بعنوان "أشياء عادية جداً" و"زمن درويش اليافاوي"، كما كتب خمس مسرحيات تم تمثليها في غزة، منها "المصور" و"روميو وجوليت في غزة" وثلاثية "السيد بيرفيكت"، أما إصداره الأخير هذا العام، فكان رواية "مشاة لا يعبرون الطريق" التي صدرت عن الأهلية للنشر والتوزيع في عمان، كما أصدر كتاباً في الفكر السياسي حول المجتمع المدني والدولة، وكتاب "إسرائيل والاتحاد الأوروبي: الشراكة الناعمة" الذي صدر عن المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار".
وكتب باللغة الإنجليزية "الزنانة تأكل معي"، والذي شكل يومياته خلال عدوان إسرائيل على القطاع في العام 2014 وقدم له الفيلسوف الأميركي الشهير نعوم تشومسكي.