هراوة الكذب
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
يكتب الناطق باسم حماس سامي أبو زهري على صفحته في الفيسبوك عن الحراك الشعبي "بدنا نعيش" الحراك الذي لم يعد قابلا للتراجع، والذي بات مشهدا لا يقبل التزوير، يكتب التعليق الآتي: "كل الصور والأخبار مفبركة (..!!) والأمن في غزة يحاول كبح جماح الغاضبين على سلطة رام الله"..!! حقا إن شر البلية ما يضحك، صور الجراح على أجساد الجوعى الغاضبين على سلطة القمع الحمساوية؛ لأنها استجلبت لهم الجوع والقهر والارهاب، وهي بالمناسبة صور بالمئات، صور حية، وأخرى فوتوغرافية، صور الحقيقة والواقع هذه، انهال ابو زهري بهراوة الكذب والتلفيق ضربا عليها، وعلى اخبارها الموجعة التي استدعت بيانات الاستنكار والتنديد من كل فصائل العمل الوطني.
من الواضح أن هراوة الكذب هذه، هي سلاح حماس الاستراتيجي، فخليل الحية انهال هو الآخر بها ضربا على صورة الروائي عاطف أبو سيف، وخبر العدوان الوحشي الذي تعرض له على أيدي عناصر ميليشيا حماس، وهو يعلن أن الذين اعتدوا على عاطف كانوا من الغاضبين على توقف رواتبهم...!!!
وعلى ما يبدو أن حماس لا تعرف أن للكذب حبلا يظل ابدا هو الحبل القصير، لهذا ابتدعته سلاحا استراتيجيا في ترسانة هراواتها السلطوية، غير أن حماس لا تعرف، وعلى الأغلب لن تعرف حتى تقع الواقعة، أن مصير الهراوات دائما إلى تكسر واندحار.
الظلاميون وحدهم من يحتمي بهراوات الكذب والافتراء والتلفيق والتزوير، وهؤلاء كما أكد الرئيس أبو مازن وبما يعرف عن التاريخ والحقيقة والواقع، سينتهون إلى مزبلة التاريخ، وهذا ما حدث مع الذين انشقوا عن الشرعية الفلسطينية قبل هذا اليوم وهذا ما سيحدث مع منشقي اللحظة الراهنة الظلاميين الذين يريدون للعتمة البغيضة أن تتسيد حياتنا..!!
ويبقى السؤال كيف تصدق حماس خطابها حقا، وهي تعرف أنه محض كذب وافتراء؟؟ كيف تصدق أن تزوير مشهد الواقع ممكن فعلا، فلا تتردد في اعتماد هذا التزوير وتسويقه؟؟ والحق وإذًا ما بقيت حماس على هذه الحالة، فانها تستحق الشفقة قبل أي شيء، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي القدير.