إلى "مشايخ" حماس
كتب: رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة"
في زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مر عام من القحط والجوع الشديد على أهل المدينة وما حولها، هو العام الذي عرف بعام الرمادة، في هذا العام وقف الخليفة عمرعلى منبر الصلاة وهو يبكي، ويدعو ربه "اللهم لا تعذب امة محمد بسبب ذنوبي" ولم يخرج الخليفة يومها على الناس الذين جاءوا من حول المدينة يطلبون العون، وقيل إنهم قاربوا الستين الفا، لم يخرج شاهرا سيفه، بل كان يولم لهم من بيت المال، "حتى حضر في وليمة واحدة - كما تذكركتب التاريخ - اكثر من عشرة آلاف" وفي هذا العام، وبتقوى استثنائية ان صح التعبير، اوقف الخليفة عمر حد السرقة، قطعي الثبوت والدلالة، الوارد في نص قرآني صريح، موضحا "كيف اقطع يدا امتدت لرغيف خبز يمنع صاحبها من الهلاك "..؟!
من الواضح تماما ان مشايخ حماس لايعرفون شيئا عن هذا التاريخ، ولا اي شيء من هذه التقوى، وهذا الخلق الاسلامي القويم، وهم يدعون من على منبر الصلاة الى التنكيل بالناس الذين يطالبون بلقمة العيش الكريمة...!! هم بخلاف كل القيم الانسانية، لا الاسلامية فحسب، يقفون مع السيف ضد الجوع، ولو لم يكونوا على ترف وشبع وجشع، لما فاضوا في التحريض على الجوعى، وهم يدعون ميليشياتهم الا تأخذهم بهؤلاء المحرومين شفقة ولا رحمة..!!! هذا ما فعلوه بالمناسبة مع الروائي عاطف ابوسيف، فبعد ان نكلوا به ابشع تنكيل، جعلوه يشرب من دمه ليفطر به، بعد أن قال لهم " حرام عليكم انا صائم "..!! لكن هؤلاء لم يكونوا ليعرفوا الحرام ولا الصيام، وقد افتى لهم شيوخهم بالقتل والتنكيل..!!!
هؤلاء هم شيوخ الظلاميين بحق، الذين يستغلون الدين ويطوعونه لصالح الحاكم المستبد، من اجل عطاياه ورضاه، وقد اشتروا الضلالة بالهدى، واشتروا الحياة الدنيا بالاخرة، هؤلاء لايعرفون، ولن يعرفوا كلمة الحق التي هي من الجهاد عند سلطان جائر، كما جاء في الحديث الشريف.
شيوخ الظلاميين هم شيوخ السلطان الجائر، وليت كان سلطان حماس سلطانا بحق، فهو ليس غير تابع مطيع لأوامر وتعليمات جهاته الخارجية في التنظيم الدولي الاخواني، وتاليا فهؤلاء المشايخ ليسوا سوى مشايخ التابع الذي لا سلطان له على مرشده العام في تنظيمه الدولي..!!! تبع يلحقون بالتابع وحتى ليس كمثل "قفه" الذي كان في مسرحية "علي جناح التبريزي وتابعه قفه" فهذا "القفه" كان تابعا لأمير وليس لتابع، لكنه كان كمثل التبع جميعا يكيف الكلام كمثل ما يريد ولي النعمة طمعا في الكسب او خوفا من النبذ والإقصاء..!!
لعلنا نرى اليوم في دموع العدل في حراك "بدنا نعيش" دموع الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه، جماهير هذا الحراك الشجاع هم من يمثلون اليوم موقف هذا الخليفة العادل وهم يدعون ان يعم العدل للناس اجمعين لا لحفنة التابعين للتابع ومشايخه الظلاميين.